التهاب أوتار الرسغ هي حالة يمكن أن تحدث عندما تلتهب الأوتار في اليدين بشكل مزمن يمنع الشخص المصاب من استخدام يديه بالطريقة الطبيعية المعتادة.
يمكن أن تكون هذه حالة مؤلمة للغاية، وإذا تُركت دون علاج وتم تجاهلها، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد والعاهات المستديمة.
ما هو التهاب أوتار الرسغ أو المعصم؟
الأوتار هي الحبال الليفية القاسية التي تربط العضلات بالعظام وتمكن الشخص من الاستخدام المرن لأطرافه. وهي مسؤولة عن تمكين العضلات من تحريك العظام بسلاسة. وبالتالي عندما تلتهب هذه الأوتار، يشار إليها باسم التهاب الأوتار وفقاً لمنطقة الإصابة.
أما التهاب أوتار الرسغ تحديداً فهو التهاب أو تهيج في الوتر – الحبل السميك الذي يربط العظام بالعضلات، في منطقة الرسغ أو المعصم.
عندما يحدث التهاب الأوتار في تلك المنطقة، تكون الحركة السلسة للأوتار محدودة وغير مرنة كما ينبغي لها أن تكون.
وعادة ما يحدث التهاب الأوتار عموماً بشكل شائع في الكتف أو الكوع أو الرسغ أو الإصبع أو الورك أو الفخذ أو وتر العرقوب. كما يمكن أن يحدث التهاب أوتار المعصم في أي من الأوتار، ولكنه قد يكون أكثر شيوعاً في الإبهام والسبابة.
التهاب الأوتار هو حالة شائعة نسبياً يمكن أن تحدث في أي عمر. ومع ذلك، فهو أكثر شيوعاً بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً بسبب عوامل التقدم في السن وسوء الاستخدام.
ما الذي يسبب التهاب أوتار الرسغ؟
عادةً ما ينتج التهاب أوتار المعصم أو الرسغ عن الضغط المتكرر على أوتار المعصم؛ إذ تُحيط طبقة من الأنسجة الزلقة، التي تُسمى غمد الوتر، بالأوتار النسيجية المرنة.
وبحسب موقع Cleveland Clinic الطبي، يمكن أن يؤدي الإفراط في الاستخدام إلى تهيج الغمد، مما يؤدي إلى التهاب وتضخم وأحياناً ورم في كف اليد أو المعصم. ومن ثم يصعب على الأوتار الانزلاق بسلاسة عبر الغمد، مما يسبب ضغطاً على الوتر ويجعل حركة الرسغ والأصابع مؤلمة بشكل متفاوت بحسب مدى تدهور الحالة.
أعراض التهاب أوتار الرسغ
1- صعوبة في أداء حركات معينة، مثل فتح العبوات أو البرطمانات محكمة الغلق، أو تدوير مقابض الأبواب والمفاتيح، أو رفع الأطفال أو الحيوانات الأليفة عن الأرض أو سطح منخفض باستخدام يد واحدة، وعدم القدرة على رفع الأثقال المتفاوتة من سطح منخفض.
2- الإحساس بالتيبُّس أو إحساس فرقعة عند تحريك المعصم أو الأصابع.
ملاحظة حدوث تورم حول المعصم أو قواعد الأصابع في كف اليد المصاب.
3- المعاناة من ألم الرسغ والمعصم المتكرر، خاصة على طول جانب الرسغ بالقرب من الإبهام أو الخنصر، وهو الألم الذي قد يساهم الإحساس بالبرد في تأجيجه وملاحظته بشكل أوضح من المعتاد.
خيارات العلاج ومتى ينبغي استشارة الطبيب
بعض آلام اليد قد تحدث فجأة وتزول من تلقاء نفسها من وقت لآخر، لذا لا داعي للقلق إلا إذا تزامن الأمر مع بعض الأعراض الأخرى، أو استمر لفترة طويلة دون أي تحسُّن. لذا قد لا تكون هذه الأعراض مشكلة أو دليلاً على وجود إصابة تستحق العلاج إذا كانت مؤقتة.
لكن عندما تصبح الحالة مستمرة ومتكررة بما يكفي بحيث تلاحظ أنها تؤثر على جودة عملك أو حياتك اليومية المعتادة، فقد حان الوقت للبحث عن متخصص للحصول على التشخيص والإرشاد والعلاج المناسب.
قد يتسبب ترك الألم لفترة طويلة في حدوث مشاكل دائمة في المستقبل.
كيف يتم علاج التهاب الأوتار؟
هناك عدة طرق لعلاج التهاب أوتار الرسغ ومختلف الأوتار المحتمل إصابتها في اليدين والمعصمين. وبمجرد الحصول على تشخيص من الطبيب، قد يصف لك المتخصص شيئاً ما لتسكين الآلام أو يقترح بعض أدوية الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية لتخفيف الإنزعاج وتقليل الالتهاب.
لكن في بعض الحالات الشديدة، قد يوصي الأطباء بخيارات جراحية متقدمة لكي لا تتطور الحالة. هذه إجراءات للمرضى عادة ما تكون ضرورية فقط إذا تمزق الوتر بشكل جزئي أو كامل.
ومع ذلك، يُفضل دائماً الخيارات غير الجراحية إذا كانت ممكنة. قد يوصي الطبيب أيضاً بالراحة، وممارسة التمارين الرياضية، وارتداء جبائر اليد والمعصم الخاصة المُباعة في الصيدليات والمتاجر الكبيرة. كما قد يقترح أيضاً مزيجاً من هذه الخيارات لتعزيز تجربة العلاج والتعافي.
كذلك يُنصح باتباع بعض العلاجات المنزلية مثل الحصول على راحة لليد المصابة، واستخدام كمادات الثلج، والضغط والرفع الدوري كتمارين خفيفة في تقليل تورم المعصم وألمه.
إذ يمكن وضع الثلج على المعصم لمدة 20 دقيقة كل ساعتين مع إبقاء الساعد المصاب مرتفعاً فوق مستوى القلب. ويجب التأكد من وضع منشفة بين الثلج والجلد لمنع أي إصابات سطحية بسبب البرودة.