تعتبر متلازمة بولاند من بين المتلازمات النادرة، التي تظهر على الطفل بعد الولادة، وهي عبارة عن فقدان أو تأخر نمو جهة واحدة من العضلات الصدرية الكبرى، مما يسبب شللاً وتشوّهاً في تلك الجهة من الجسم.
كما يمكن أن تصيب هذه المتلازمة القفص الصدري من جسم الإنسان، وتحدث بسبب خلل في تدفق الدم خلال الأسبوع السادس من تكون الجنين في الرحم.
وفي الغالب ما تظهر هذه المتلازمة في الجزء الأيمن من الجسم، وتصيب الذكور بشكل أكبر مقارنة بالإناث.
أعراض الإصابة بمتلازمة بولاند
تمت تسمية متلازمة بولاند لأول مرة سنة 1962، عن طريق جراح التجميل البريطاني باتريك كلاركسون، عندما لاحظ تشوهاً في منطقة الصدر على 3 من مرضاه.
وبعد البحث تبين أن أول مرة تم اكتشاف هذه المتلازمة كان قبل أكثر من قرن من الزمن، سنة 1841، على يد الطبيب ألفريد بولاند لتشوه.
وتتمثل أعراض متلازمة بولاند في فقدان جزء من العضلة الصدرية الكبرى التي تربط ما بين عظمة الذراع والقفص، وفقدان في الأنسجة الصدرية، التي قد تصل إلى أنسجة العضلات والأضلاع.
كما أن طريقة التنفس عند المصاب بهذه المتلازمة تكون مختلفة، إذ ينكمش الصدر في اتجاه الداخل، بدلاً من الانتفاخ في اتجاه الخارج.
كما يمكن أن يعاني مريض متلازمة بولاند من ارتفاع عظمة الكتف أو عدم اكتمال نموها، وتشوه في شكل اليد والأصابع، مع صعوبة في تحريكها، إضافة إلى فقدان أو عدم اكتمال نمو الحلمة.
التصوير المقطعي للكشف عن الإصابة بالمتلازمة
يمكن تشخيص الإصابة بمتلازمة بولاند منذ الولادة، عند ظهور الأعراض المذكورة على الطفل، فيما يمكن أن تتأخر هذه الأعراض في الظهور إلى أن يصبح الطفل في مرحلة البلوغ.
وفي هذه الحالات، يجب التوجه إلى الطبيب من أجل تشخيص المرض، ومعرفة ما إذا كان فعلاً الأمر متعلقاً بهذه المتلازمة من خلال الكشف بعدة طرق.
ومن بين طرق الكشف نجد التصوير المقطعي بالأشعة، من أجل تحديد أي اضطرابات في نمو عضلة الكتف، أو الصدر، أو الذراع، أو اليد، فيما يتم اعتماد التصوير المقطعي المحسوب، الذي يعطي نتائج أكثر دقة، لتحديد مدى تضرر العضلات.
كما يمكن اعتماد الكشف عن طريق تحليل الدم، وذلك لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من سرطان الدم، أو الليمفوما اللاهودجكينية، والتي من المحتمل الإصابة بها عند الإصابة بمتلازمة بولاند.
العلاج بالجراحة التجميلية
يمكن اللجوء للجراحة التجميلية، من أجل علاج متلازمة بولاند، إلا أن الجراحة عبارة عن تحسين من شكل الجسم، وليس علاجاً كاملاً لهذا المرض.
إذ يفضل الخضوع للعملية قبل مرحلة البلوغ أو في بدايتها عند الذكور، وذلك قبل نمو الأضلاع الكامل، إذ يتم استخدام عضلات الصدر الموجودة، من أجل إعادة بناء باقي العضلات المتضررة.
ويمكن الاستغناء عن العملية عند الذكور، في حال عدم وجود تشوه في الجدار الصدري، أما بالنسبة للإناث، فيستحسن الانتظار إلى أن يتشكل الثدي بشكل كامل، من أجل إعادة ترميم الجهة المصابة.
وبعد الخضوع للعملية الجراحية الترميمية، يتم اللجوء إلى العلاج الفيزيائي، من أجل تقوية عضلات الصدر، وتمكينها من الحركة.
إضافة إلى إمكانية الخضوع إلى الوشم العلاجي، من أجل رسم الحلمة، في حال عدم بروزها بسبب الإصابة بمتلازمة بولاند.