تأخر الدورة الشهرية لدى بعض النساء، أمر شائع الحدوث، وقد تشعرين بأعراض الدورة الشهرية من دون أن تحدث. لكن إذا كنتِ تتساءلين عن أسباب تأخر الدورة الشهرية، فالإجابة ليست سهلة وواضحة كما قد تظنين.
فهناك مجموعة من العوامل الصحية التي تلعب دوراً في اضطراب دورتك الشهرية، أو عدم توازنها، ما يؤدي إلى دورات شهرية غير منتظمة. ومع ذلك، يُمكن أن تأتي الدورة الشهرية في وقتها من دون أي تأخير لدى نساء أخريات.
كذلك، في حال غيَّرتِ وسائل منع الحمل، أو اتخذتِ قراراً بوقف تناول الدواء، فقد يتغيّر روتين دورتك الشهرية. فرص إمكانية التغيير قد تكون قليلة بعض الشيء، لكنها موجودة، حسب تفاعل جسمكِ مع تلك الوسائل.
لكن، هل كنتِ تعلمين أن هناك عوامل نفسية يمكنها أن تكون أحد أسباب تأخر الدورة الشهرية؟ فعندما نشعر بالتوتر، تفرز أجسامنا الكثير من هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون الضغط.
وفي الحقيقة، فإن التوتر والحالة النفسية السيئة لا يؤديان فقط إلى اضطراب دورتك، وعدم توازنها، بل قد يكونان سبباً في آلام الدورة الشهرية أيضاً. وعندما يكون الجسد تحت ضغطٍ شديد، فهو يستهلك الكثير من العناصر الغذائية، وقد يؤدي إلى اختلال توازن الهرمونات وبالتالي دورتك.
من المهم في البداية أن تفهمي أن تأخر الدورة الشهرية، بما يصل إلى سبعة أيام، أمرٌ طبيعي تماماً. لذلك لا ينبغي بالضرورة اعتبار الدورة "متأخرة"، حتى يمرّ أسبوع على الأقل.
كذلك، فإن الدورة الشهرية "الطبيعية" لا تقتصر على 28 يوماً، كما يعتقد الكثير منا. في الواقع، يمكن أن تتراوح دورتك بين 21 إلى 35 يوماً. ونعم، من الطبيعي أن تختلف مدة دورتك قليلاً من شهرٍ إلى آخر.
ومع ذلك، من المهم أيضاً ملاحظة أن التأخر المتكرر لأكثر من سبعة أيام بين الدورات يعني دورةً غير منتظمة، ويجب في هذه الحالة اللجوء إلى طبيبك. وفي حال مرّت 3 أشهر من دون دورة، فيجب أن تزوري الطبيب بالتأكيد.
الضغط النفسي من أسباب تأخر الدورة الشهرية
لا يؤثر الضغط النفسي على مزاجنا وحسب، بل قد يكون أحد أسباب تأخر الدورة الشهرية. فعندما نشعر بالتوتر الشديد، يتأثر الجزء المسؤول عن إنتاج الهرمونات الحيوية. هذا يعني أنه من المحتمل أن تتأخر دورتك الشهرية، إن لم تتوقف تماماً، حتى تصبحي في حالةٍ نفسية أكثر هدوءاً.
في حديثٍ إلى مجلة Glamour الأمريكية، تقول الدكتورة كلوديا باستيدس، وهي مستشارة طبية أيضاً: "إذا تخطيتِ ثلاث دورات متتالية، بغض النظر عن الإجهاد والضغط، فمن الأفضل أن تزوري طبيبك العام. لا تلقي اللوم تلقائياً على الضغط الذي تتعرضين له".
وتضيف: "إذا كانت أسباب تأخر الدورة الشهرية لديك مرتبطة بالضغط أو الإجهاد النفسي، فمن الجيد التحدث إلى شخصٍ ما عن ذلك، والحصول على نصيحة من طبيبك لمعرفة ما الذي يمكنك القيام به. الإجهاد طويل الأمد ضار لأكثر من دورات الطمث لدينا، هو ضار بالصحة النفسية وسيؤثر بالتأكيد على صحتنا الجسدية أيضاً".
ممارسة التمارين الرياضية أكثر من اللازم
لا تقلقي، الذهاب إلى فصل اليوغا، أو إلى صالة الألعاب الرياضية مرتين في الأسبوع، لن يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية. ولكن إذا كنتِ تضعين جسمك تحت ضغطٍ شديد، خلال التمارين الرياضية، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث صدمةٍ في التأثير.
إذا شعر جسمك أنك تبذلين الكثير من المجهود، فسوف "يوقف" ما يعتبره مؤقتاً وظيفة غير أساسية مثل الدورة الشهرية. بمجرد أن تستريحي من التمارين، لا بدّ أن تعود دورتك الشهرية كالمعتاد.
توضح الدكتورة باستيدس سبب حدوث ذلك: "يمكن أن يؤدي الإفراط في ممارسة الرياضة (غالباً ما يتم تعريفه على أنه تمرين شاق يحرق سعرات حرارية أكثر مما تتناوله) إلى توقف الإباضة، وبالتالي توقف الدورة الشهرية".
مرة أخرى، إذا كنت تعتقدين أن مستويات نشاطك قد تؤثر على دورتك الشهرية، يُنصح بمراجعة طبيبك.
أدوية منع الحمل ومضادات الاكتئاب
تسبب أنواع معيّنة من الأدوية إلى توقف الدورة الشهرية. من المعروف أن بعض حبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب تؤثر على دورتك، بسبب اضطراب مستويات الهرمونات. نوصي دائماً بالتحدث إلى طبيبك، حول الآثار الجانبية المحتملة.
توضح الدكتورة باستيدس أن "حبوب منع الحمل الطارئة يمكن أن تكون سبباً في تأخر الدورة الشهرية التالية".
وتضيف: "أيضاً، إذا كان لديك جهاز داخل الرحم (اللولب مثلاً)، فمن الممكن أن يؤثر على دورتك. تلاحظ بعض النساء اللواتي يضعن اللولب الهرموني أن دورتهن تتوقف تماماً مع مرور الوقت".
تقلبات الوزن.. من أسباب تأخر الدورة الشهرية
لن يكون لاكتساب أو فقدان بعض الكيلوغرامات تأثيرٌ كبير على فترات الدورة الشهرية؛ ولكن إذا كان تذبذب وزنك بشكلٍ كبير، يمكن أن يحدث ذلك. يحتاج جسمك إلى كمية معينة من دهون الجسم للإباضة، لذلك إذا انخفض وزنك بسرعة كبيرة، فستتوقف الدورة الشهرية.
وبالمثل، في حال كنت تكسبين الكثير من الوزن، فإن زيادة الخلايا الدهنية يمكن أن ترفع مستويات هرمون الإستروجين، ما يمكن أن يمنع جسمك من إطلاق البويضة، وبالتالي من الدورة الشهرية.
من الطبيعي أن يتقلب وزننا، ولكن التغيير الكبير والمفاجئ في جسمنا هو أحد أبرز أسباب تأخر الدورة الشهرية، وتوقفها في بعض الأحيان، وكذلك آثار اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية والشره المرضي.
تغيير في نمط النوم
سواء كنتِ تعانين من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، أو تعملين في دوامٍ غير منتظم يؤثر على نمط نومك، فسوف يتسبب ذلك في تأخير الدورة الشهرية.
تقول الدكتورة باستيدس: "عندما يتغير نمط نومك، يتعطل إيقاعك وساعة جسمك، فيُمكن أن تتغير دورتك أيضاً لعدم تنظيم الهرمونات".
وتضيف: "إذا انتقلت، على سبيل المثال، أو سافرت إلى منطقة زمنية مختلفة، وبدأت العمل خلال الساعات التي اعتاد فيها جسمك على النوم، يمكن أن تنقطع دورتك الشهرية. لكنها عادة ما تقوم بتعديل نفسها، وتصبح منتظمة مرة أخرى، خلال دورة أو دورتين".
الحالات الطبية
قد تكون الدورة الشهرية المتقطعة باستمرار، أو غير المنتظمة، علامة على أنك تعانين من حالةٍ طبية.
متلازمة تكيُّس المبايض، وأمراض الغدة الدرقية، من أسباب تأخر الدورة الشهرية الشائعة. تؤثر متلازمة تكيُّس المبايض على حوالي 10% من النساء، وتحدث عندما تتسبب المستويات العالية من الأندروجينات (نوع من الهرمونات) في نمو الأكياس، أو بسبب الأكياس المليئة بالسوائل في المبايض.
وهذا بدوره قد يوقف الإباضة ويؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وانقطاعها. وتشمل الأعراض الأخرى لهذه المتلازمة زيادة شعر الوجه، أو الجسم، وحب الشباب، والجلد الدهني، إضافةً إلى زيادة الوزن وترقق الشعر.
عندما يتعلق الأمر بالغدة الدرقية، فإن كلاً من فرط نشاط الغدة الدرقية، وقلة نشاطها، يمكن أن يتسبب في توقف الدورة الشهرية. تشمل أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية: القلق، والإسهال، مع تقلبٍ في المزاج. وبالنسبة لقصور أو خمول الغدة الدرقية، فقد تلاحظين أيضاً زيادة الوزن والتعب والمزاج السيئ والإمساك.