يعتقدون أنّ المشاهير يحبّونهم بشكلٍ خاص عبر طرقٍ سريّة.. متلازمة “المعجب السرّي”

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/26 الساعة 12:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/13 الساعة 10:03 بتوقيت غرينتش
هوس العشق|shutterstock

يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض الشيزوفرينيا، أو الاضطراب الذهني من متلازمة تسمى "المعجب السري"، أو "هوس العشق"، وهي حالة نفسية تجعل المصاب بها يظن أن أحد المشاهير أو الشخصيات العامة معجب به، أو واقع في حبه، وأنه يتواصل معه عن طريق التخاطر الذهني، أو حركاته خلال لقاءاته التلفزيونية، أو صوره.

ويصعب تشخيص هذا المرض لارتباطه بأمراضٍ نفسية أخرى، لكن مع ذلك فهناك أعراض واضحة له، وطرق علاج يلجأ لها الأطباء النفسيون في حال اكتشافهم أن المريض يعاني من هذه المتلازمة.

حركات عادية أم رسائل مشفرة؟

بداية اكتشاف متلازمة المعجب السري كانت عن طريق الطبيب النفسي الفرنسي غايتان دي كليرامبو، الذي أٌطلق اسمه على المتلازمة فيما بعد، إذ تم الحديث عنها لأول مرة في الأبحاث التي نشرها سنة 1921، وحملت اسم "Les psychoses passionelles" أو الذهان العاطفي.

وذكر كليرامبو في أبحاثه حالات الهوس التي كانت منتشرة في تلك الفترة من طرف بعض النساء تجاه ملك بريطانيا السابق جورج الخامس، أشهرهن كانت إحدى النساء التي كانت تقف لساعات بالقرب من قصر باكنغهام، مدعية أن الملك البريطاني يتواصل معها عن طريق "حركة الستائر" في القصر.

المصابون بهذا المرض، أغلبهم من النساء، دائماً ما يا يظنُّون أن الأشخاص المعجبين بهم من الشخصيات المشهورة في مختلف المجالات، من بينهم الفنانين والسياسيين، ونادراً ما يتوقع المريض أن الشخص المعجب من المقربين منه.

   هوس العشق، صورة تعبيرية|wikipedia
هوس العشق، صورة تعبيرية|wikipedia

عند حدوث هذا الاضطراب يتوقّع المريض أنّ الشخص المعجب به يبعث له رسائل مشفرة لن يفهمها غيره، ويفسرها بطريقته الخاصة، معتبراً أنها حقيقية.

ومن بين طرق التواصل التي يعتبرها المصاب بـمتلازمة"المعجب السري" موجهة له حركات اليد، أو الابتسامة، أو اختيار اللباس، أو طريقة الجلوس، أو حتى اختيار الأثاث الخاص بمنزل الشخصية المشهورة، في حال تم الكشف عنها في صوره الخاصة.

الغيرة المفرطة تكشف الإصابة بـ"هوس العشق"

هناك عدة أعراض تكشف أن الشخص مصاب بمتلازمة المعجب السري، من بينها متابعة أخبار المشهور الذي يظن أنه معجب به بشكل مستمر، ومحاولة التواصل الدائم معه عن طريق الرسائل، والتوهم أنه يحاول التواصل معه بطرق مشفرة، والغيرة المفرطة والمستمرة عليه، وعدم الرغبة في القيام بأي أنشطة أخرى خارج هذا الإطار.

ومن بين مسببات هذا المرض إصابة الشخص باضطرابات نفسية أبرزها الشيزوفرينيا، أو متلازمة ثنائي القطب، أو تناول أدوية من الممكن أن تسبب الهلوسة، أو شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات.

كما يمكن أن يلعب الجانب الوراثي دوراً في الإصابة بمتلازمة المعجب السري، في حال كان أحد الأقارب يعاني من اضطرابات نفسية سابقاً.

كما أن الشعور بالوحدة أو الفقد، أو بعد خسارة كبيرة، سواء كانت خسارة مادية، أو خسارة شخص عزيز، من الممكن أن تكون أحد الأسباب في هذا المرض.

حيث أظهرت بعض الأبحاث أن بعض من يعانون "هوس العشق" يعانون من تشوهات في الدماغ، مقارنة بالأشخاص العاديين.

الصدمات الكهربائية من أجل العلاج

لم يتمَّ تحديد علاج خاص بمتلازمة "المعجب السري" لاعتبارها مرض نادر، إذ إن 15 من كل 100 ألف شخص حول العالم يعانون الاضطراب الوهمي، وهو المرض الذي يدخل فيه أنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية من بينها "هوس العشق".

ويختلف تشخيص هذا المرض من شخصٍ لآخر، حسب العوامل المسببة له، والأعراض التي تصاحبه، إذ إن النتائج الفعالة تكون عند تخصيص طريقة علاج خاصة بكل مريض.

وإضافةً إلى العلاج بالأدوية – تكون في غالب الأحيان تلك التي توصف لمرضى ثنائي القطب – هناك أنواع علاج أخرى أظهرت فعاليتها، من بينها العلاج بالصدمات الكهربائية، والعلاج النفسي والاجتماعي عن طريق إشراك المريض في المحيط الخاص به بطريقة صحيحة، وعلاج الاضطرابات الناتجة عن الهوس الجنسي.

كما أنّ العلاج الأُسري له دورٌ كبير في تحسين حالة المريض، من خلال تعديل العوامل الاجتماعية التي تحيط به، الأمر الذي ينتج عنه استبدال الأوهام بأفكار إيجابية.

ولكي يكون هذا العلاج فعالا، يستحسن الابتعاد عن مواجهة المريض بمرضه بشكل قاسٍ، من أجل التمكن من إدارة حالته بالشكل الصحيح، بعيداً عن حالة الرفض أو العنف التي يمكن أن تصدر منه في حال صدم بالحقيقة.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد