من أبرز ميزات الحمل للكثير من النساء اشتهاء نوعيات معينة من الأطعمة، خاصةً الحلويات والأطعمة الحامضة، لكن ما سر هذا الاشتهاء؟ وهل يجب أن تلبي نداء معدتك ورغبتها في هذه الأطعمة أثناء الحمل؟
اقرأ أيضاً
اشتهاء الحلويات أثناء الحمل
مهما كنتِ تشتهين من أنواع الأطعمة أثناء الحمل يجب أن تدركي أن هذا الاشتهاء حالة طبيعية تماماً، وفقاً لدراسة نُشرت في موقع Frontiers in Psychology. فتغيرات الحمل لا تقتصر على التغيرات الجسدية فقط، إنما تتعداها لتشمل تغيرات في مشاعرنا ورغباتنا بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسد الحامل.
اقرأ أيضاً
ماذا تعني الرغبة الشديدة في تناول الحلوى أثناء الحمل؟
في الواقع، يعتبر الشغف بتناول الحلويات أثناء الحمل شبيهاً باشتهائها أثناء الدورة الشهرية.
قد ترغبين في الحصول على الحلويات بعد الانتهاء من وجبتك الرئيسية مباشرة، وخاصة العشاء، كما قد تشتهينها في أي وقت آخر خلال اليوم، ووفقاً للعلماء فإن الدوافع وراء هذا الاشتهاء فيسيولوجية ونفسية في آن معاً.
عادة ما يتوق جسمك للحلويات لعدة أسباب مختلفة، يُعتقد أن أحد الأسباب يتركز حول حاجة جسمك للحصول على سعرات حرارية إضافية أثناء الحمل، وفقاً لما ورد في MedlinePlus.
فعندما تشتهين الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وخاصة الأطعمة مثل الكعك والبسكويت والآيس كريم، فقد تكون تلك هي الطريقة التي يحاول فيها جسمك الحصول على سعرات حرارية كافية لدعم الحمل.
وفي كثير من الأحيان يمكن أن يشير اشتهاء الحلويات إلى انخفاض في نسبة السكر في الدم، لذلك يحاول الجسم إقناعك بتناول ما سيرفعه بسرعة لاستعادة التوازن.
كذلك، في الغالب يطالبك جسدك بالاهتمام به بطرقه الخاصة أثناء الحمل، وإحدى تلك الطرق هي اشتهاء الحلويات، خاصة إذا لم يحصل على ما يكفيه من الطعام خلال اليوم، وهنا تبرز أهمية تناول وجبات كثيفة ومتوازنة من الناحية الغذائية أثناء الحمل على وجه الخصوص.
لكن احذري: قد يكون اشتهاء الحلويات في بعض الحالات مجرد حالة تحذيرية ودلالة على الإصابة بسكري الحمل، وذلك إذا ترافق مع زيادة العطش والتبول المتكرر، في هذه الحالة يجب أن تستشيري الطبيب على الفور، وفقاً لـMayo Clinic.
هل يجب أن أستجيب لاشتهاء الحلويات المبالغ فيه؟
يعتقد بعض الخبراء أن رغبتك الشديدة في تناول الحلويات قد تنبع من دوافع نفسية أكثر من كونها احتياجات بيولوجية، مثل نقص المغذيات، وبالتالي لا يشجعك هؤلاء على الانغماس في تناول كل ما يشتهيه جسدك.
ومع ذلك، يؤكد خبراء آخرون أن جسمك يعرف ما يحتاج إليه. يقول البعض إذا كنت تشتهين الشوكولاتة فقد يكون ذلك دليلاً على احتياج جسدك إلى المزيد من المغنيسيوم.
ولتحقيق التوازن، من الممكن أن تستجيبي لحاجة جسدك للحلويات، وأن تختاري خيارات صحية في الوقت ذاته، مثل الفاكهة والزبادي والشوكولاتة الداكنة بدلاً من تناول الحلويات الغنية بالسكريات والدهون.
هذا فيما يخص الحلويات، لكن ماذا عن اشتهاء الأطعمة الحامضة؟
اشتهاء الأطعمة الحامضة أثناء الحمل
من الشائع بين النساء الحوامل اشتهاء الأطعمة الحامضة مثل الفواكه الحامضية والمخللات ومنتجات الألبان، أما عن سبب الرغبة في تناول الحمضيات فيربطه العلماء بغثيان الصباح، لكن ماذا يعني ذلك؟
إذا كنت تعانين من غثيان الصباح أثناء الحمل فلا بد أن كثيرات حولك نصحنك بتناول قطعة ليمون أو برتقالة للحد من الشعور بالغثيان، إذ يمكن أن تساعد الأطعمة الحامضة في كثير من الأحيان في تخفيف هذا الشعور، لأنها تحفز إفراز اللعاب.
ومع انتهاء الغثيان، قد يستمر جسمك باشتهاء الحوامض لمنع شعور الغثيان من العودة مجدداً.
كذلك فإن اشتهاء الحمضيات قد يعني في بعض الحالات أن جسدك يخبرك بأنه بحاجة إلى تناول جرعة من فيتامين سي.
هل يمكن للرغبة الشديدة في تناول الطعام الحامض أن تتنبأ بجنس طفلك؟
هناك الكثير من الخرافات المتعلقة بالحمل، إحداها أن اشتهاء الأطعمة الحامضة من الممكن أن يكون علامة على جنس الجنين.
فوفقاً لـWebMD فإن بعض الخرافات الأكثر شيوعاً هي أن غثيان الصباح (وبالتالي اشتهاء الحوامض) يشير إلى أن المولود أنثى، لكن تلك مجرد خرافات لا صحة لها على الإطلاق، إذ لا يوجد ما يربط اشتهاءك للطعام بجنس الجنين.
هل من المضر تناول الحوامض أثناء الحمل؟
لا يضر تناول الحوامض أثناء الحمل ما دمتِ تتناولينها باعتدال، تجنبي الإفراط في تناول الليمون والحمضيات القوية، واستبدليها بالعصائر والسلطات لإشباع رغبتك في تناول الحمضيات، وعدم تعريض أسنانك وعظامك للضرر في الوقت ذاته.