قُدِّم للملوك في أوروبا قديماً، وتتناوله شعوب شمال إفريقيا على شكل “شوربة”.. تعرّف على فوائد الحلزون

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/01 الساعة 11:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/13 الساعة 10:03 بتوقيت غرينتش
الحلزون بالبقدونس|Shutterstock

اشتهر الحلزون في السنوات الأخيرة بفوائده الكبيرة على البشرة، من خلال استخراج اللعاب الذي يفرزه جسمه، واستعماله في مستحضرات التجميل وكريمات الوجه، وكذلك في بعض الكريمات الطبية التي تساعد على التئام الجروح.

لكن بعيداً عن فوائده التجميلية والطبية، هل فكرت يوماً في أكل الحلزون؟ أو استخدامه من بين مكونات أحد أطباقك؟

لا تستغرب، الحلزون، أو "الغلالة" كما يسمى في بعض دول شمال إفريقيا، يدخل في خانة الحيوانات اللافقارية، كما يعتبر مكوناً أساسياً لأطباق بعض دول شمال إفريقيا: المغرب والجزائر وتونس. حيث يتم تحضيره على طريقة حساء، يستهلك خصيصاً في فصل الشتاء. 

كما أنه يقدَّم على شكل مكون رئيسي لعدة أطباق، منها ما تصنَّف أطباقاً راقية، في عدة دول أوروبية أبرزها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. وهذه الأخيرة افتتحت واحدة من بين أشهر مزارع تربية الحلزون مؤخراً، لتكون واحدةً من بين المزارع التي تربي الحلزون الصالح للأكل والاستعمالات الطبية والتجميلية.

غني بالبروتين وخالٍ من الدهون.. فوائد الحلزون الغذائية 

يعتبر الحلزون واحداً من بين أقدم الرخويات التي تم استهلاكها من قبل الإنسان قديماً، وقد وجدت له قواقع تعود للعصر الحجري القديم في إسبانيا، حيث كان يدخل في النظام الغذائي البشري لأكثر من 30 ألف سنة.

وللحلزون فوائد غذائية كبيرة، فقد أثبتت عدة دراسات أنه يمكن أن يزوِّد الجسم بقدر مهم من الفيتامينات والسعرات الحرارية، لاحتوائه على قيم غذائية عالية.

يحتوي 100 غرام من لحم الحلزون على  16 غراماً من البروتين الذي يصنَّف من بين أجود أنواع البروتينات التي يمكن أن يستفيد منها جسم الإنسان، خصوصاً أنه لا يحتوي إلا على نسبة غرام واحد من الدهون، وغرامين من الكاربوهيدرات.

كما أن الحلزون يعتبر مصدراً لعدة عناصر غذائية أخرى، إذ يتوفر كل 100 غرام على 79 غراماً من الماء، و90  سعرة حرارية، و250 ملغراماً من المغنيسيوم.

إضافة إلى عناصر أخرى أهمها البوتاسيوم، والصوديوم، والحديد، والفسفور، والزنك، وفيتامين بـ6، وفيتامين د، وفيتامين س، إلا أنه خالٍ من عناصر غذائية أخرى، وهي السكريات، والألياف الغذائية، وفيتامين ج.

طريقة أكل الحلزون| Shutterstock
طريقة أكل الحلزون| Shutterstock

هل تعاني من هذه الأمراض؟ إذاً فعليك بتناول الحلزون

باعتباره مصدراً غنياً بالفيتامينات والعناصر الغذائية، فقد أصبح يُنصح بتناول الحلزون بالنسبة لعدة أشخاص يعانون من مجموعة أمراض، من بينهم مرضى الكوليسترول وداء السكري، وفقر الدم.

كما أنّ عناصره المفيدة لا تتوقف عند هذا الحد، مفيدة لأصحاب أمراض القلب والأوعية الدموية وضغط الدم، ويحسن من وظائف الجهاز العصبي، إضافة إلى أن نسبة الكالسيوم التي يحتوي عليها تساعد على تقوية العظام.

أطباق الحلزون الشهيرة عبر العالم 

تشتهر كل من المغرب والجزائر وتونس باستهلاك الحلزون على شكل حساء، يقدَّم خصيصاً في أوقات البرد، حيث يعتبر واحداً من أشهر أكلات الشوارع، ويباع في عربات مخصصة لتحضير هذا الحساء الشهي، وتدخل في مكوناته بهارات وأعشاب مختلفة أشهرها الزعتر، والنعناع البري، وإكليل الجبل، الزنجبيل، ورق الغار، وغيرها.

أما عن طريقة تحضير الحلزون، أو "البابوش"، كما يسمى في المغرب، فيتم وضعه في الدقيق الأبيض أو السّميد ليلةً كاملة لكي يتخلص من فضلاته، ثم يُغسل جيداً بالماء والخل، ويُطبخ بعد ذلك في قدر كبير مع الماء والبهارات والأعشاب التي تمت الإشارة إليها.

أما فيما يخص الدول الأوروبية، فقد كان يعتبر الحلزون قديماً وجبة فاخرة تُقدّم للملوك، وما زال يستهلك ليومنا هذا في عدّة دول، أبرزها إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، هذه الأخيرة التي تقدمه في أشهر المطاعم، بطرق مختلفة، أشهرها فطيرة الحلزون، والحلزون بصلصة الكاري، والحلزون بالبقدونس، كما أنه يقدَّم على شكل سلطة مع السلطات الخضراء.

شوربة الحلزون في المغرب| Shutterstock
شوربة الحلزون في المغرب| Shutterstock

فوائد أخرى للحلزون

اشتهر الحلزون قديماً بفوائده الطبية واستعمال لعابه من أجل تحضير كريمات علاجية، حيث كان، وما زال، يدخل في تركيبات الأدوية التي تعالج الندوب والحروق والصدفية، لاحتوائه على مادة الميوسين التي تنتجها الرخويات.

وقد تم تسليط الضوء بشكل لافت للعاب الحلزون وفوائده مؤخراً، بعد استعماله من طرف ماركات عالمية خاصة بمستحضرات العناية بالبشرة، من بينها "farm sty" و"tony moly"، تساعد على تجديد وإشراقة البشرة، وترطيبها بشكل كامل.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد