يحدث الفتق عندما تبرز الأنسجة من خلال نقطة ضعيفة في العضلات. ويمكن أن يكون الجزء البارز الناتج عن ذلك مؤلماً، خاصةً عند السعال أو الانحناء أو رفع جسم ثقيل.
على سبيل المثال، قد تخترق الأمعاء منطقة ضعيفة في جدار البطن مما يؤدي لظهور الفتق.
وتحدث العديد من حالات الفتق في البطن بين الصدر والوركين، ولكنها قد تظهر أيضاً في مناطق الفخذ أو المعدة ولذلك لها أنواع مختلفة.
ورغم أن معظم حالات الفتق لا تهدد الحياة على الفور، لكنها لا تختفي من تلقاء نفسها. وفي بعض الأحيان قد تتطلب الجراحة لمنع حدوث مضاعفات خطيرة.
نستعرض في هذا التقرير أنواع الفتق المختلفة وأسباب حدوثه وأعراضه وطرق التشخيص والعلاج.
أنواع الفتق
هناك عدة أنواع مختلفة من الفتق، إليكم أكثرها شيوعاً، وفقاً لموقع Cleveland Clinic:
الفتق الإربي
الفتق الإربي هو أكثر أنواع الفتق شيوعاً، ويحدث عندما تندفع الأمعاء من خلال نقطة ضعيفة أو تمزق في جدار البطن السفلي، فيما يعرف باسم القناة الأربية.
القناة الأربية عند الرجال، هي المنطقة التي يمر فيها الحبل المنوي من البطن إلى كيس الصفن والخصيتين. أما عند النساء، فتحتوي القناة الأربية على رباط (يسمى الرباط المستدير) يساعد على تثبيت الرحم في مكانه. وهو أكثر شيوعاً عند الرجال.
فتق الحجاب الحاجز
يحدث الفتق الحجابي عندما يبرز جزء من معدتك من خلال الحجاب الحاجز إلى تجويف صدرك.
هذا النوع من الفتق أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً. أما إذا كان طفل يعاني من هذه الحالة، فعادةً ما يكون سببها عيب خلقي في الولادة.
غالباً ما يتسبب الفتق الحجابي في مرض الارتجاع المعدي المريئي، حيث تتسرب محتويات المعدة إلى المريء، مما يسبب إحساساً بالحرقان.
الفتق السري
يمكن أن يصيب الفتق السري الأطفال والرضع. ويحدث عندما تنتفخ الأمعاء من خلال جدار البطن بالقرب من السرة.
وقد تلاحظ انتفاخاً في زر بطن طفلك أو بالقرب منه، خاصةً عندما يبكي.
الفتق السري هو النوع الوحيد الذي غالباً ما يختفي من تلقاء نفسه حيث تزداد قوة عضلات جدار البطن. ويحدث هذا عادة عندما يبلغ الطفل سنة أو سنتين من العمر. إذا لم يزول الفتق عند عمر 5 سنوات، يمكن إجراء الجراحة لعلاجه.
يمكن أن يصاب البالغون أيضاً بالفتق السري الذي يمكن أن يحدث بسبب الإجهاد المتكرر على البطن بسبب حالات مثل السمنة أو السوائل في البطن أو الحمل.
الفتق البطني
يحدث الفتق البطني عندما تنتفخ الأنسجة عبر فتحة في عضلات البطن.
وعلى الرغم من أن الفتق البطني يمكن أن يكون موجوداً منذ الولادة، إلا أنه أكثر شيوعاً في مراحل الحياة اللاحقة.
وتشمل العوامل الشائعة في تكوين الفتق البطني السمنة والحمل والنشاط الشاق.
ويمكن أن يحدث الفتق البطني أيضاً في موقع الشق الجراحي. وهذا ما يسمى بالفتق الجراحي ويمكن أن ينتج عن تندب جراحي أو ضعف عضلات البطن في موقع الجراحة.
أعراض الفتق
يشير موقع Mayoclinic إلى أن أكثر أعراض الفتق شيوعاً هو انتفاخ أو كتلة في المنطقة المصابة. على سبيل المثال، في حالة الفتق الإربي، قد تلاحظ وجود كتلة على جانبي عظم العانة حيث يلتقي الحوض والفخذ.
من المرجح أن تشعر بفتقك من خلال اللمس عند الوقوف أو الانحناء أو السعال. وقد يكون هناك شعور بعدم الراحة أو الألم في المنطقة المحيطة بالكتلة.
يمكن أن يكون لبعض أنواع الفتق، مثل فتق الحجاب الحاجز، أعراض خاصة يمكن أن تشمل الحموضة، وصعوبة في البلع، وألماً في الصدر.
وفي كثير من الحالات، قد لا تظهر أعراض للفتق. وقد لا يعرف الشخص أن لديه فتقاً إلا إذا ظهر أثناء خضوعه لفحص طبي لمشكلة صحية أخرى.
أسباب حصول الفتق
الفتق ناتج عن مزيج من ضعف العضلات وإجهادها، واعتماداً على السبب، يمكن أن يتطور الفتق بسرعة أو على مدار فترة زمنية طويلة.
تتضمن بعض الأسباب الشائعة لضعف العضلات أو إجهادها الذي يمكن أن يؤدي إلى الفتق ما يلي:
- حالة خلقية تحدث أثناء النمو في الرحم وهي موجودة منذ الولادة.
- الشيخوخة.
- ضرر ناتج عن إصابة أو عملية جراحية.
- تمرين شاق أو رفع أوزان ثقيلة.
- السعال المزمن أو اضطراب الانسداد الرئوي المزمن.
- الحمل، خاصة بعد الحمل المتتالي.
- الإمساك، الذي يسبب لك الإجهاد عند حركة الأمعاء.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- احتباس الماء في البطن.
هناك أيضاً بعض عوامل الخطر التي تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالفتق.. تشمل ما يلي:
- الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
- السعال المزمن (على الأرجح بسبب الزيادة المتكررة في ضغط البطن).
- التليف الكيسي.
- الحمل.
- الإمساك المزمن.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- التدخين الذي يؤدي إلى إضعاف النسيج الضام في الجسم.
- تاريخ شخصي أو عائلي للإصابات بالفتق.
علاج الفتق
إذا كان الفتق صغيراً ولا يسبب إزعاجاً للشخص، فقد يوصي الطبيب بوضع المريض تحت الملاحظة.
وفي بعض الأحيان، قد يساعد ارتداء حزام داعم على تخفيف الأعراض، شريطة أن يُستخدم بشكل صحيح. قد يساعد الحزام على تثبيت الفتق في مكانه وتراجعه إن كان صغيراً وغير مؤلم.
لكن في حال تضخم الفتق أو وجود ألم شديد، فإن ذلك يتطلب إجراء جراحة لمنع المضاعفات الخطيرة والسيطرة على الألم.
وفي حال كنت تعاني من فتق الحجاب الحاجز، فإن الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية الموصوفة التي تقلل حمض المعدة يمكن أن تخفف من انزعاجك وتحسن الأعراض.
متى عليك الذهاب للطبيب؟
إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالفتق، عليك مراجعة الطبيب لمنع الفتق من التضخم وعلاجه قبل أن يصبح أكثر إيلاماً، خاصة إذا ظهرت لديك أي من الأعراض التالية:
- ألم مفاجئ وشديد.
- شعور بالغثيان.
- صعوبة في التبرز أو تمرير الريح.
- مكان الفتق صلب ومؤلم.
كيف يتم تشخيص الفتق؟
لتشخيص حالتك، سيقوم طبيبك أولاً بإجراء فحص بدني. خلال هذا الفحص، قد يشعر الطبيب بانتفاخ في منطقة البطن أو الفخذ يزداد حجمه عند الوقوف أو السعال أو الإجهاد.
بعد ذلك، قد يطرح عليك مجموعة متنوعة من الأسئلة، بما في ذلك:
- متى لاحظت الانتفاخ لأول مرة؟
- هل عانيت من أي أعراض أخرى؟
- هل تعتقد أن شيئاً معيناً ربما تسبب في حدوثه؟
- هل تنطوي مهنتك على رفع الأحمال الثقيلة؟
- هل تمارس الرياضة بقوة؟ هل ترفع الأثقال؟
- هل لديك تاريخ شخصي أو عائلي من الفتق؟
- هل أجريت أي عمليات جراحية في منطقة البطن أو الفخذ؟
من المحتمل أيضاً أن يستخدم طبيبك اختبارات التصوير للمساعدة في تشخيص الفتق، مثل الموجات فوق الصوتية في البطن أو الفحص بالأشعة المقطعية. يجمع فحص البطن بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي.
وفي حالة الفتق الحجابي، قد يلجأ الطبيب إلى التنظير عن طريق إدخال كاميرا صغيرة متصلة بأنبوب ويدخلها عبر حلقك إلى المريء والمعدة.
بعض الأمور التي قد تساعد في التخفيف من أعراض الفتق
على الرغم من أن العلاجات المنزلية لن تعالج الفتق، ولكن هناك بعض الأشياء التي تساعد في تخفيف الأعراض، إليك بعضها:
- قد تساعد زيادة تناول الألياف الموجودة في الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات في تخفيف الإمساك الذي يمكن أن يسبب الإجهاد أثناء التبرز، مما قد يؤدي إلى تفاقم الفتق.
- يمكن أن يساعد تغيير العادات الغذائية أيضاً في التحكم بأعراض فتق الحجاب الحاجز. حاول تجنب الوجبات الكبيرة أو الثقيلة، ولا تستلق أو تنحنِ بعد الأكل، وحافظ على وزن جسمك في نطاق معتدل.
- لمنع ارتجاع الحمض عبر المريء في حالة الفتق الحجابي، تجنب الأطعمة التي قد تسببه، مثل الأطعمة الغنية بالتوابل والأطعمة التي تحتوي على الطماطم. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد الإقلاع عن السجائر أيضاً إذا كنت تدخن.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.