إذا كان لديك أكثر من سنٍّ مفقودة ولم تعالجها في الوقت المحدد، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من المشاكل في الأسنان واللثة، وبغض النظر عن مكان السنّ المفقود، حتى لو كان في الخلف، يمكن أن تتأثر أسنانك الأمامية، ويجعلها تتحرك، وفي هذه الحالة يعد اللجوء إلى زراعة الأسنان الفورية أو زراعة الأسنان العادية بديلاً مثالياً لأولئك الذين يسعون للحصول على نتائج طويلة الأمد.
ومع ذلك، لا يعرف معظم الناس في كثير من الأحيان متى يجب عليهم زيارة طبيب الأسنان لإجراء عملية الزرع، لذلك سأذكر لكم الأشياء التي ينبغي لأي شخص يفكر في زراعة أسنان أن يعرفها، إضافة إلى أنواع الزرعات السنيّة والنصائح التي ينبغي اتباعها بعد إجرائها.
الفرق بين زراعة الأسنان الفورية والعادية
يتم من خلال زراعة الأسنان، تقديم زرعة سنيّة بديلاً لجذور الأسنان المفقودة، تُزرع داخل العظم في المكان المراد الزراعة به، سواء في الفكّ العلوي أو السفلي.
وهي مصنوعة من التيتانيوم وتشبه المسمار من حيث الشكل ولها تحزيزات لتنغرس في العظم بشكل متين يحول دون خروجها منه، وتتألف من 3 أجزاء هي:
الرأس
الجسم
الذروة
ويلحق بالزرعة ملحقات خاصة بها؛ للمساعدة على إدخالها ضمن العظم وتثبيتها.
أما الفرق بين زراعة الأسنان الفورية والعادية فهو أن الزرع العادي- أو كما يسمى أيضاً المتأخر- يحدث عندما يتم وضع الغرسة بعد فترة طويلة من قلع السن قد تصل إلى 3 أو 4 أشهر قبل وضع الغرسة.
في هذه الحالة ينتظر المريض لأشهر حتى يتعافى موقع قلع الأسنان قبل أن يتمكن الجراح من الحفر في العظم أسفل اللثة لوضع الدعامة المعدنية المزروعة بالأسنان.
أما زراعة الأسنان الفورية، فهو القيام بوضع الغرسة في يوم قلع السن نفسه.
وتتم من خلال إزالة الأسنان المصابة وإدخال الغرسة في اليوم ذاته دون الانتظار لفترة طويلة حتى يتعافى موقع القلع.
صحيحٌ أن زراعة الأسنان الفورية تختصر الوقت وعدد زيارات المريض لعيادة الطبيب لكنها ليست بجودة زراعة الأسنان العادية.
أنواع زراعة الأسنان
هناك 3 أنواع شائعة من غرسات الأسنان يمكنك الاختيار من بينها، وذلك حسب الأفضل لك برأي طبيبك وهي:
1- زرعة أسنان الأندوستيال: وهي الأكثر انتشاراً من بين أنواع الزرعات السنية الأخرى، لكنها تتطلب عظماً فكياً صحياً وجيداً، لأنها تُزرع بداخله وتحتاج لوقت قليل حتى تُشفى، وإذا كانت فكرة وجود شيء داخل عظم الفك تزعجك فربما ستعجبك الزرعة الثانية.
2- زرعة أسنان الساب برويستال: بدلاً من وضع الزرعة داخل العظم الفكي تجلس هذه الزرعة على قمة العظم الفكي تحت الأنسجة الرخوة داخل إطار معدني يوضع تحت اللثة التي تحيط بها بعد الشفاء لتثبيتها في مكانها، وهذا الخيار جيد للمرضى الذين لا يملكون سماكة عظم كافية لغرس الزرعة فيه ولا يرغبون في إجراء عملية الطُّعم العظمي لزيادة منطقة العظم لديهم.
3- زرعة أسنان زيجوماتيك: تُعد هذه الزرعة الأقل شيوعاً والأكثر تعقيداً، ومكانها الأساسي في عظم الخد بدلاً من العظم الفكي.
أمور عليك معرفتها قبل أن تقوم بزراعة الأسنان
1- سماكة العظم: يتدهور نسيج عظم الفك في المناطق التي خلّفتها الأسنان المفقودة ويتآكل، حيث لا توجد جذور أسنان تسهّل عملية نموها. يتم تثبيت غرسات الأسنان في تجويف السن المفقودة وتخدم غرض السن الاصطناعية، ونظراً إلى أنها عادةً ما تكون من التيتانيوم أو الزركونيوم، فإن عملية الاندماج العظمي تجعلها مرتبطة بشكل طبيعي بنسيج العظام،
لذلك قبل قيامك بإجراء زراعة الأسنان، على طبيبك التأكد من سماكة العظم لديك، ويتم ذلك من خلال صورة شعاعية تسمى CBCT، ومن خلال تلك الصورة يحسم طبيبك أمر استطاعتك القيام بها أم لا.
2- زراعة الأسنان تحمي وجهك من أن يصبح غائراً: أولئك الذين يرتدون أطقم الأسنان، تبدو وجوههم غائرة، خاصة في مناطق الفم والذقن، وذلك لأن عظم الفك لا يحث على إعادة نمو الأنسجة، حيث يستمر الفك في التراجع ويستمر فقدان العظم، في حين أن زراعة الأسنان لا تؤثر على مظهر وجهك، بل العكس تماماً تحفز عظم الفك على النمو بعد وضعها، إذ تندمج الغرسات مع عظم الفك وتتصرف مثل الأسنان الطبيعية.
3- تبقى طويلاً: تعتبر زراعة الأسنان طويلةَ الأمد، إذ يمكن أن تحافظ على الزرعة السنية لمدة تصل لأكثر من 10 سنوات إذا لم يتعرض العظم الفكي للامتصاص.
4- الجسم يتقبّلها: الزرعات السنيّة المصنوعة من معدن التيتانيوم هي أكثر المعادن التي يتقبلها الجسم بشكل حيوي، ولن يرفضها العظم الفكي ولن تسبب لك أي حساسية أو التهابات.
5- تعطي أسنانك مظهراً حقيقياً: إذا فقدت سناً واحدة أو أكثر، فيجب عليك معالجة المشكلة على الفور، لأنها تضغط على الأسنان الأخرى وتؤثر أيضاً على وظيفتها، لذلك تشكل زراعة الأسنان أفضل حل لمشكلة الأسنان المفقودة، وتظهر بشكل طبيعي تماماً ولا تبدو مزيفة على الإطلاق، لأنها مصنوعة لتتناسب مع باقي أسنانك.
6- احذر من فشل زراعة الأسنان: هناك حالات تفشل فيها الزرعات السنية، وذلك قد يكون نتيجة العمل الخاطئ للطبيب، إذ يجب العمل في بيئة مُعقَّمة بشكل كامل؛ لمنع دخول الجراثيم للعظم في أثناء القيام بالعمل الجراحي. وفي حال فشل الزرعة قد يتطلب الأمر إزالتها ومعالجة العظم المتضرر، والانتظار مدة من الزمن مع العلاج الدوائي ومن ثم الزرع من جديد.
7- عملية بسيطة: تحتاج زراعة الأسنان عملية جراحية بسيطة من خلال التخدير الموضعي للمريض داخل الفم، وقد يُنصح بإعطاء المريض إبرة تسكين للألم قبل البدء بالعمل الجراحي؛ تجنباً لآلام المريض.
8- زراعة الأسنان غير مناسبة للجميع: ليست كل الحالات قابلة للعلاج بالزرعات السنية، وذلك أمر يحدده لك الطبيب بعد القيام بالتشخيص والفحوصات المناسبة.
9- البدلات المتحركة أو الثابتة: في حال فقدت أسنان الفك بالكامل، يمكنك القيام بعدة زرعات سنية في أماكن عدة من الفك الواحد، ثم التعويض بعدها بالبدَلة المتحركة أو الثابتة، ويحدد لك الطبيب المختص ذلك بعد دراسة عظم الفك وعدد الزرعات التي يمكن زرعها، إضافة إلى الدعم الشفوي الذي تملكه.
كيف تتم عملية زراعة الأسنان؟
عند اتخاذ المريض قراراً بزراعة بعض الأسنان، يطلب منك الطبيب أولاً صورة إشعاعية CBCT إضافة إلى صورة بانورامية.
وبعد قيام الطبيب بالتشخيص الصحيح والاختيار المناسب لنوع الزرعة يحدد موعد العملية.
في يوم العملية يتم تحضير المريض للعملية الجراحية عن طريق فحص ضغط المريض ونبضه وإعطائه إبرة تسكين الألم قبل البدء بنصف ساعة؛ وذلك لتخفيف شعوره بأي ألم أو انزعاج.
ومن ثمّ يبدأ الطبيب بتخديره بشكل موضعي داخل الفم، أي في مكان إجراء الزراعة، وعادةً ما تستغرق عملية زراعة كل سنٍّ نصف ساعة تقريباً.
بعد الانتهاء من عملية زرع الأسنان يصف الطبيب الأدوية المناسبة التي يجب أن يأخذها المريض، وفي حال قام الطبيب بإجراء رفع شريحة والتي تعني إجراء الطبيب شقاً جراحياً مكان الزرعة ورفع اللثة عن العظم لكشفه، سيحتاج المريض لخياطة هذه الشريحة وفي هذه الحالة سيُطلب من المريض العودة في مدةٍ أقصاها 10 أيام؛ لإزالة هذه الخيوط.
أما التعويض أي تلبيس الزرعة بالسن، فيحتاج إلى حين استقرار الزرعة في مكانها وشفاء العظم المحيط وتقدر من 3 إلى 6 أشهر.
وخلالها يراجع المريض الطبيب للاطمئنان على سير العملية بالشكل السليم والصحيح، ومراقبة الزرعة عن طريق الفحص السريري والشعاعي.
في حين يبدأ التعويض إما بتاج مفرد إذا كان فقد المريض سنّاً واحدة، أو عدة تيجان عن طريق صنع جسر بين الزرعات؛ للتعويض عن أكثر من سن مفقودة. وفي حال التعويض عن عدة أسنان يتم العمل على تعويض ببدَلة كاملة تعوّض عن الأسنان المفقودة كافة.
أعراض فشل زراعة الأسنان
إذا كان لديك فشل مبكر أو متأخر في زراعة الأسنان، فإن علامات حدوث مضاعفات تشمل:
ألماً شديداً أو انزعاجاً.
تفكك الغرسة أو الأسنان البديلة.
التهاب اللثة.
ركود اللثة.
زيادة التورم.
صعوبة في المضغ.
بم يوصي الطبيب بعد القيام بزراعة الأسنان؟
1- قيام المريض بالعض على قطعة من القطن لمدة ساعة ونصف الساعة؛ وذلك لإيقاف النزف في مكان الجراحة، وعدم البصق أو المضمضة حتى اليوم التالي للعملية.
2- وضع كمادات الثلج على الخد في الطرف الذي تمت فيه عملية زراعة الأسنان.
3- تجنُّب المأكولات والمشروبات الساخنة بشكل تام، واللجوء إلى المشروبات الباردة.
4- المضمضة بالماء والملح في اليوم التالي للعملية عدة مرات تساعد بشكل كبير على تخفيف الألم وتعقيم المنطقة التي تعرضت لجراحة وتنظيفها.
5- الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب والتي تكون عادةً عبارة عن مسكّن للألم ومضاد للوذمة، وتجنب تغيير الأدوية دون استشارة الطبيب.
6- الابتعاد عن التدخين خلال الأيام الأولى للعملية الجراحية؛ منعاً لتأخير شفاء الجرح.
7- الالتزام بالمواعيد المتفق عليها في المراجعات الدورية للطبيب.
8- في حال استمرار الإحساس بالألم أو التنميل أكثر من عدة أيام، يجب إخبار طبيبك على الفور دون اللجوء إلى الأدوية من تلقاء نفسك.
وأخيراً، تعتبر عملية زراعة الأسنان من العمليات البسيطة والسريعة، والنتائج التي تحصدها ثابتة ومستقرة على المدى الطويل، لذلك أنصحك بالمواظبة على نظافة الأسنان والاهتمام بتنظيف اللثة، وغسل فمك وتنظيف أسنانك بالخيط بشكل دوري.