الأشواجندا من أهم الأعشاب في الطب البديل الهندي المعروف باسم "الأيورفيدا"، الذي يعتمد على وسائل الشفاء الطبيعي من الأمراض. وقد استخدمها الناس منذ آلاف السنين؛ لتخفيف التوتر، وزيادة مستويات الطاقة، وتحسين التركيز.
"أشواجندا" كلمة سنسكريتية تعني "رائحة الحصان"، وتشير إلى كل من رائحة العشبة وقدرتها على زيادة القوة. أما الاسم النباتي لهذه العشبة هو Withania somnifera، وهي معروفة أيضاً بعدة أسماء أخرى، بما في ذلك "الجينسنغ الهندي" و"الكرز الشتوي".
وتستخدم المستخلصات أو المسحوق من جذر وأوراق هذه العشبة لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك القلق، ومشاكل الخصوبة.
تعرفوا معنا في هذا التقرير على بعض من أهم فوائد الأشواجندا المثبتة علمياً.
تساعد الأشواجندا في تقليل التوتر والقلق
تشتهر الأشواجندا بقدرتها على تقليل التوتر. وتصنف على أنها مادة مُكيفة تساعد الجسم على التعامل مع الإجهاد.
ويعود ذلك لقدرة الأشواجندا على التحكم في بروتينات الصدمة الحرارية والكورتيزول وبروتين كيناز المنشط للإجهاد.
كما أنها تقلل من نشاط المحور الوطائي – النخامي – الكظري (HPA)، وهو نظام في جسمك ينظم الاستجابة للتوتر.
كما أظهرت العديد من الدراسات أن مكملات أشواجندا قد تساعد في تخفيف التوتر والقلق.
ففي دراسة قامت بها جامعة مومباي في الهند عام 2019 مع 58 مشاركاً، فإن المشاركين الذين تناولوا 250 أو 600 ملغ من مستخلص الأشواجندا لمدة 8 أسابيع قد قللوا بشكل ملحوظ من التوتر ومستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول مقارنةً مع أولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً.
علاوة على ذلك، شهد المشاركون الذين تناولوا مكملات الأشواجندا تحسناً ملحوظاً في جودة النوم.
وقد وجدت دراسة أخرى أسترالية عام 2019، أجريت على 60 شخصاً أن أولئك الذين تناولوا 240 ملغ من مستخلص أشواجندا يومياً لمدة 60 يوماً لديهم انخفاض كبير في القلق أيضاً.
قد تُحسن الأداء الرياضي
أظهرت الأبحاث أن الأشواجندا قد يكون لها تأثيرات مفيدة على الأداء الرياضي وقد تكون مكملاً مفيداً للرياضيين.
في مراجعة بحثية قامت بها مجموعة من الجامعات الأمريكية عام 2021، لـ12 دراسة على الرجال والنساء الذين تناولوا جرعات أشواجندا بين 120 مغم و1250 مجم يومياً. تشير النتائج إلى أن العشبة قد تعزز الأداء البدني، بما في ذلك القوة واستهلاك الأوكسجين أثناء التمرين.
بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد الأشواجندا في زيادة قوة العضلات.
وفي إحدى الدراسات الهندية التي تمت عام 2015، كان المشاركون الذين تناولوا 600 ملغ من الأشواجندا يومياً وشاركوا في تدريبات المقاومة لمدة 8 أسابيع، قد حققوا تطوراً أكبر بشكل ملحوظ في قوة العضلات وحجمها.
الأشواجندا مفيدة أيضاً للصحة النفسية
قد تساعد الأشواجندا في تقليل أعراض حالات الصحة العقلية والاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب.
في إحدى الدراسات الأمريكية عام 2019، نظر الباحثون في تأثيرات الأشواجندا على 66 شخصاً مصاباً بالفصام والذين كانوا يعانون من الاكتئاب والقلق في الوقت ذاته.
ووجدوا أن المشاركين الذين تناولوا 1000 مغم من مستخلص الأشواجندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً كان لديهم انخفاض كبير في الاكتئاب والقلق.
كما تشير الأبحاث من عام 2013 أيضاً إلى أن الأشواجندا قد تساعد في تحسين الضعف الإدراكي لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة هندية من عام 2012 أن البالغين الذين يعانون من الإجهاد الذين تناولوا 600 ملغ من مستخلص الأشواجندا يومياً لمدة 60 يوماً أبلغوا عن انخفاض بنسبة 77 ٪ في أعراض الاكتئاب.
لكن على الرغم من أن بعض النتائج تشير إلى أن الأشواجندا قد يكون لها بعض التأثيرات المضادة للاكتئاب لدى بعض الأشخاص، يجب ألا يتم استخدامها كبديل للأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج النفسي.
قد تساعد في زيادة هرمون التستوستيرون ومعدل الخصوبة عند الرجال
أظهرت بعض الدراسات أن مكملات الأشواجندا تعزز الخصوبة عند الذكور وتزيد من مستويات هرمون التستوستيرون.
في إحدى الدراسات الأسترالية عام 2019، تناول 43 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً أقراصاً تحتوي على خلاصة الأشواجندا يومياً لمدة 8 أسابيع.
ارتبط علاج أشواجندا بزيادة أكبر بنسبة 18٪ في هرمون DHEA-S، وهو هرمون جنسي يشارك في إنتاج هرمون التستوستيرون. كما كان لدى المشاركين الذين تناولوا هذه العشبة زيادة في هرمون التستوستيرون بنسبة 14.7٪ أكثر من أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت مراجعة لأربع دراسات عام 2017 أن علاج الأشواجندا زاد بشكل كبير من تركيز الحيوانات المنوية، وحجم السائل المنوي، وحركة الحيوانات المنوية لدى الرجال الذين يعانون من انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
قد تخفض من مستويات السكر في الدم
وفقاً لموقع Forbes، فإن بعض الدراسات توصلت إلى أن الأشواجندا قد يكون لها بعض الفوائد للأشخاص المصابين بداء السكري أو ارتفاع مستويات السكر في الدم.
إذ تساعد الأشواجندا على انخفاض نسبة السكر في الدم، والهيموغلوبين، والأنسولين، ودهون الدم، وعلامات الإجهاد التأكسدي.
كما أن بعض المركبات داخل الأشواجندا لها نشاط قوي مضاد لمرض السكر وقد تساعد في تحفيز الخلايا على امتصاص الغلوكوز من مجرى الدم.
تقلل من آلام التهاب المفاصل
قد تعمل الأشواجندا كمسكن للألم عن طريق منع إشارات الألم من الانتقال على طول الجهاز العصبي المركزي. كما قد يكون لها أيضاً بعض الخصائص المضادة للالتهابات.
لهذا السبب، يشير موقع Medical News Today إلى أنها فعالة في علاج أشكال التهاب المفاصل، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي.
مفيدة لصحة القلب
يمكن استخدام مكملات وعشبة الأشوجندا لتعزيز صحة القلب، وتشمل فوائدها ما يلي:
- خفض ضغط الدم المرتفع.
- خفض نسبة الكوليسترول المرتفع.
- تخفيف آلام الصدر.
- الوقاية من أمراض القلب.
قد تحسن وظائف المخ والذاكرة
قد يدعم تناول الأشواجندا الوظائف المعرفية والإدراكية للمخ.
ووفقاً لمراجعة بحثية لمجموعة من الدراسات في عام 2011، فقد فحصت العديد من الدراسات قدرة الأشواجندا على إبطاء أو منع فقدان وظائف المخ لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات التنكس العصبي مثل مرض الزهايمر ومرض هنتنغتون ومرض باركنسون.
قد تساعد في تحسين النوم
قد يلجأ الكثير من الناس إلى تناول مستخلص عشبة الأشواجندا لتعزيز النوم المريح، وتشير بعض الأدلة العلمية فعلاً إلى أنها قد تساعد في حل مشاكل النوم، وفقاً لموقع WebMd.
على سبيل المثال، وجدت دراسة هندية عام 2020 أجريت على 50 شخصاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 مغم من مستخلص جذر الأشواجندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسن كبير في جودة النوم واليقظة العقلية عند الاستيقاظ.
الجرعات المناسبة والآثار الجانبية المحتملة
تعتمد جرعة الأشواجندا وطريقة استخدامها على الحالة التي يريد الشخص علاجها. على سبيل المثال، تناول 250-600 مغم يومياً يمكن أن يقلل من التوتر.
وغالباً ما تحتوي جرعات الكبسولة بين 250 و1500 مغم من العشبة. ويمكن أن يكون المستخلص على شكل كبسولة أو مسحوق أو مستخلص سائل.
يمكن للناس عادة تحمّل الأشواجندا بجرعات صغيرة إلى متوسطة؛ لكن
يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة منها إلى اضطراب الجهاز الهضمي والإسهال والغثيان والقيء.
حالات يجب فيها تجنب تناول الأشواجندا
يجب على الحوامل تجنب الأشواجندا؛ لأنها قد تتسبب في فقدان الحمل إذا تم تناولها بجرعات عالية.
أيضاً، يجب على المصابين بسرطان البروستاتا الحساس للهرمونات والذين يتناولون أدوية معينة، مثل البنزوديازيبينات أو مضادات الاختلاج أو الباربيتورات، تجنب تناول الأشواجندا.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر الأشواجندا على الغدة الدرقية؛ لذلك يجب على المصابين بمرض الغدة الدرقية مراجعة أخصائي الرعاية الصحية قبل تناولها.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.