جميعنا نعلم الفوائد العظيمة لأحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك بشكل أساسي، لكن هل سمعتم مسبقاً عن علاقتها بحبوب الشباب المزعجة؟ إذا كنتم تعانون من حبوب الشباب قد تكونون مهتمين بقراءة هذا التقرير الذي يوضح كيفية التخلص منها باتباع نظام غذائي غني بأحماض أوميغا 3.
ما علاقة أحماض أوميغا 3 الدهنية وحب الشباب؟
دعونا أولاً نعرّف لكم سريعاً أحماض الأوميغا 3. باختصار هي أحماض دهنية تحتاجها أجسادنا لأداء عدَّة وظائف ابتداءً من النشاط العضلي إلى نمو الخلايا، ولا يمكن لأجسادنا تصنيع هذه الأحماض بنفسها لذلك نستمد حاجتنا منها من الغذاء، وتعتبر الأسماك مصدراً رئيسياً لهذه الأحماض، كما يلجأ البعض إلى الحصول عليها عبر تناول المكملات الغذائية التي تحتويها مثل حبوب زيت السمك.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أهمية الأوميغا 3 في محاربة الاكتئاب والقلق وتعزيز صحة دماغ الجنين أثناء الحمل وتحسين صحة العين، فضلاً عن كونها تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب كما تقلل من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وتسهم في مكافحة أمراض المناعة الذاتية ومحاربة الالتهابات، ولنتوقف قليلاً عند مساهمة أوميغا 3 في محاربة الالتهابات لاكتشاف دورها في محاربة حبوب الشباب.
كيف يمكن أن تؤثر أوميغا 3 على حب الشباب
يمكن لأحماض أوميغا 3 الدهنية أن تقلل من إنتاج الجزيئات والمواد المرتبطة بالالتهابات، مثل الإيكوسانويدات الالتهابية والسيتوكينات.
وكما هو معلوم، فإن الاستجابة الالتهابية من قبل الجسم، تعتبر السبب الكامن وراء العديد من حالات حبوب الشباب، ويعرف هذا النوع من الحبوب باسم "حب الشباب الالتهابي" وهو شائع للغاية، ويحدث عندما تجد البكتيريا طريقها إلى المسام المسدودة فتسبب بثوراً مؤلمة ومظهرها مزعج بذات الوقت.
ووفقاً لما ورد في موقع Everyday Health، فإن الالتهاب هو آلية الجسم الطبيعية للتعامل مع أي شيء دخيل بشكل أساسي، بما في ذلك فرط نمو البكتيريا وتراكم خلايا الجلد الميتة في المسام. وهذا ما يسبب احمرار بعض أنواع حب الشباب فتصبح مزعجة أكثر من غيرها.
ووجدت دراسة نشرت عام 2017 أن الأشخاص الذين يصابون بحب الشباب الكيسي قد تكون لديهم مستويات عالية من الالتهاب بينما الأشخاص الذين لديهم عدد أقل من حب الشباب أو ليس لديهم حب الشباب، قد تكون لديهم مستويات التهاب منخفضة.
ونظراً لأن أوميغا 3 تعمل على تقليل الالتهاب، يعتقد الباحثون أن تقليل الالتهاب عن طريق زيادة تناول أوميغا 3 يمكن أن يساعد في الواقع في تقليل حب الشباب، ويعتبر تناول أوميغا 3 حلاً فعالاً كونه يقضي على مسببات الحبوب بدلاً من تهدئتها فقط باستخدام المراهم الموضعية.
كيفية إدخال أوميغا 3 إلى نظامك الغذائي
الشكل الأفضل للحصول على أوميغا 3 هو من الأطعمة، إذ تحتوي شرائح السمك الزيتي على ما يصل إلى 30٪ من زيت السمك، وتشمل الأسماك الزيتية الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية الأنشوجة والرنجة والسردين وسمك السلمون والماكريل.
أما المصادر الحيوانية الأخرى لأحماض أوميغا 3 الدهنية فهي: البيض، والألبان. هناك أيضاً بدائل نباتية للحصول على زيت السمك "الأوميغا 3 " ومنها: الكتان، عين الجمل، بذور الشيا، بذور الفجل، الخضراوات الخضراء الداكنة مثل السبانخ، والفول.
حبوب أوميغا 3
من الأفضل دائماً الحصول على أحماض أوميغا 3 الدهنية من الأطعمة الغنية بها. فالأشخاص الذين يعتمدون على أنظمة غذائية صحية ومتوازنة يجب ألا يحتاجوا إلى استخدام المكملات الغذائية، فتناول زيوت السمك وزيوت كبد السمك ومكملات أوميغا 3 قد يشكل خطراً على بعض الأشخاص، ومن تأثيراتها السلبية:
1 – قد تؤثر مكملات أوميغا 3 على تخثر الدم.
2- يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى آثار جانبية أخرى، تكون عادةً مشاكل طفيفة في الجهاز الهضمي مثل التجشؤ أو عسر الهضم أو الإسهال.
3- تحتوي زيوت كبد السمك على مستويات عالية من الفيتامينات A و D، والكثير من هذه الفيتامينات قد يكون ساماً.
4- أولئك الذين يعانون حساسية الأسماك قد يكونون في خطر إذا كانوا يستهلكون مكملات زيت السمك.
ما هي الجرعة الموصى بها من أوميغا 3؟
أما عن الجرعة الموصى بها من أوميغا 3 فيجب أن تعلم أنها تعتمد على عدد من العوامل الفردية والأولويات الصحية.
فالإرشادات الغذائية توصي بتناول ما متوسطه 250 إلى 500 ملليغرام من حمضي أوميغا 3 الإيكوسابنتاينويك EPA والدوكوساهيكسانويك DHA يومياً (أي حوالي وجبة أو وجبتين من الأسماك أسبوعياً) وذلك للفرد البالغ.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية بجرعة يومية أعلى من أوميغا 3 -1000 ملليغرام يومياً- لتحسين صحة القلب.
وفي الوقت نفسه، تشير الأبحاث إلى أن النساء الحوامل بحاجة إلى 650 ملليغراماً من أوميغا 3 يومياً، 300 ملليغرام على الأقل منها من حمض الدوكوساهيكسانويك (الضروري لدماغ الطفل وعينيه ونموه العصبي).
إلا أن الأبحاث السريرية تشير إلى أنه يمكن تناول ما يصل إلى 10,000 ملليغرام من حمضي الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك بأمان دون تبعات ضارة، وفقاً لما ورد في موقع MindBodyGreen الأمريكي.