لا شكَّ في أنّ كثيراً من الناس يدركون الفوائد العلاجية للاسترخاء، فالتدليك مثلاً يساعد في تقليل مستويات التوتر، ولكنه فعلاً علاجٌ فعّال لتخفيف الصداع والصداع النصفي؟
اقرأ أيضاً
كيف يتمّ علاج الصداع بالتدليك؟
تقول سالي تشامنيس، خبيرة التدليك وصاحبة موقع Phoenix Health and Wellness، إن الصداع قد يكون عرَضاً لأشياء مختلفة، من الجفاف والاختلالات الهرمونية إلى التوتر والأمراض العصبية الخطيرة.
وتضيف: "التدليك ربما يكون مصدراً رائعاً لتخفيف الإجهاد وصداع التوتر، ومن أكثر المناطق الشائعة التي تسبب الصداع تشنجات الفك أو الصدغين أو الرقبة أو الكتفين".
اقرأ أيضاً
هل أنا بحاجة لشخص يدلك لي رأسي؟
الخبر السار الحقيقي هو أنه في حال لم تتمكنوا من العثور على معالج تدليك، فيمكنكم تدليكه بأنفسكم في المنزل.
وتؤكد سالي أن التدليك يخفف تشنجات العنق والرأس، وتقول إن "الإجهاد المستمر قد ينجم عنه بقاء هذه العضلات في حالة تقلص؛ وهذا يؤدي إلى الشعور بآلام وأوجاع، والعمل على إرخاء هذه العضلات يُمكِّننا من تخفيف الألم والأوجاع المتشعبة الناتجة عن هذا التشنج".
وسواء كنت مصاباً بصداع التوتر، أو الصداع العنقودي- وهو عبارة عن ألم شديد في جانب واحد من الرأس، غالباً حول العينين- أو الصداع النصفي، فالتدليك بحركات بطيئة وقوية بشكل عام هو الطريقة الأنجح، وفقاً لسالي.
وأضافت: "هذا لأنه حين تشعر بالصداع، فالحركات الخفيفة المحفزة ستزيد من الألم أو تسبب الانزعاج".
فوائد تدليك الرأس
التدليك وسيلة رائعة لتخفيف الصداع بدون دواء. ولكن توجد فوائد كثيرة أخرى لتدليك الرأس، وهي وفقاً لما ذكره موقع LiveScience الأمريكي:
تخفيف التوتر
حين تكون العضلات متصلة بالوجه والرقبة وفروة الرأس، فإنها تؤدي إلى شد الأنسجة، مما قد يسبب الألم وعدم الراحة، والصداع بالتالي. وتدليك العضلات حول الصدغين والفك والرقبة يؤدي إلى إرخائها ومنع الشد والضغط.
نمو الشعر
التدليك الخفيف السريع للرأس شديد التحفيز فهو يزيد من تدفق الدم إلى فروة الرأس وبصيلات الشعر ويحسن نموه، بل إنه يساعد على تحفيز الدماغ، وهذا مفيد جداً لمن يشعرون بالتعب من الدراسة.
خفض ضغط الدم
يساعد التدليك أيضاً في الحماية من ارتفاع ضغط الدم، الذي هو عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى. وهذا يعود جزئياً إلى أن التدليك يساعد في تهدئة الجهاز العصبي السمبثاوي، المسؤول عن استجابة الكر والفر حين يرى الجسم أننا في خطر أو موقف مرهق.
طُرق تدليك الرأس
لصداع التوتر: افرد أصابعك على صدغيك ودلكهما ببطء في حركات دائرية.
الصداع العنقودي
يتسم الصداع العنقودي (Cluster headaches) بالإحساس بالحرق الشديد والألم الثاقب، ويحدث حول أو خلف عين واحدة أو على جانب واحد من الوجه في كل مرة.
في بعض الأحيان يمكن أن يحدث التورم والاحمرار والتعرق في الجانب المصاب بالصداع، وغالباً ما يحدث احتقان الأنف وألم في العين في نفس جانب الصداع.
يحدث هذا الصداع في نوبات متتالية، يمكن أن يستمر كل صداع فردي من 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، فيما يعاني معظم الأشخاص من نوبة إلى أربع نوبات من الصداع يومياً، وعادةً يكون في نفس الوقت تقريباً من كل يوم.
يمكن أن تستمر نوبة الصداع العنقودي يومياً لعدة أشهر في كل مرة، وفي الأشهر بينها تختفي جميع الأعراض. يُعد الصداع العنقودي أكثر شيوعاً في فصلَي الربيع والخريف، كما أنه أكثر شيوعاً ثلاث مرات عند الرجال، وفق موقع Health Line المتخصص في المواضيع الصحية.
للصداع الناجم عن الإجهاد: الحركات الدائرية بأطراف الأصابع بدءاً من عظم الوجنة باتجاه الفك تخفف من التوتر الناجم عن الإجهاد والضغط على الأسنان.
وللصداع النصفي: غالباً ما يكون الصداع النصفي ناتجاً عن اختلال التوازن الكيميائي أو الهرموني في الجسم، لذلك لن يساعد التدليك الذاتي بالضرورة مع الصداع نفسه، لكنه يساعد في تقليل التوتر والإجهاد في الجسم والذي يتسبب فيه.
أنواع الصداع
هناك 10 أنواع من الصداع على الأقل، وهي:
- لديك صداع بالرأس
- الصداع العنقودي
- صداع نصفي
- الحساسية أو صداع الجيوب الأنفية
- الصداع الهرموني
- صداع الكافيين
- صداع الإجهاد
- صداع ضغط الدم المرتفع
- صداع ناتج عن استعمال مفرط للأدوية
- صداع ما بعد الصدمة
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن كل شخص تقريباً قد يعاني من الصداع من حين لآخر.
في بعض الحالات قد يتطلب الصداع تدخلاً طبياً عاجلاً، خصوصاً إذا كان يترافق مع الصداع أي من هذه الأعراض:
- تصلُّب الرقبة
- طفح جلدي
- التقيؤ
- عدم وضوح الكلام
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية
- شلل مؤقت في أي جزء من جسمك أو فقدان بصر
متى يجب أن أراجع الطبيب؟
- في معظم الحالات يختفي الصداع في غضون 48 ساعة، لكن إذا كنت تعاني من صداع استمر لأكثر من يومين أو زادت حدته، فيجب أن تذهب إلى طبيبك، لأنه في هذه الحالة لا يكون صداعاً عرَضياً (يحدث مرة واحدةً كل فترة ويستمر بين نصف ساعة وعدة ساعات)، بل يكون صداعاً مزمناً، يحدث بشكل متكرر ويستمر مدداً أطول.
- إذا كنت تعاني من الصداع لمدة تزيد على 15 يوماً من الشهر على مدار ثلاثة أشهر، فقد تكون مصاباً بحالة صداع مزمن، وتحتاج إلى استشارة طبيب، حتى لو كنت قادراً على التحكم في الألم باستخدام الأسبرين أو الإيبوبروفين.
- يمكن أن يكون الصداع عرَضاً لحالات صحية أكثر خطورة، وبعضها يتطلب علاجاً يتجاوز الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية والعلاجات المنزلية.
قد يهمك أيضاً: تشعر بالصداع والتعب طوال ساعات الصيام؟ إليك بعض النصائح للحفاظ على طاقة جسمك
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.