هديّة البرق للإنسان.. كيف تنمو الكمأة في الصحراء، وما الفوائد العظيمة التي تقدمها؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 15:26 بتوقيت غرينتش
Shutterstock/ الكمأة.. هديّة البرق للإنسان

لفترة طويلة بقيت طريقة نمو الكمأة مجهولة؛ إذ كانت تظهر في الصحراء من دون زراعة، وكل ما كانت تحتاجه فقط هو أن يكون هناك برق في السماء، ما جعل البعض يطلق على هذه النبتة اللذيذة اسم "نبات البرق".

الكمأة.. هديّة البرق للإنسان

يقول مصطفى أبو النيل، وهو عالم الأحياء النباتية في معهد الكويت للأبحاث العلمية، الذي درس الفطريات اللحمية، إن أسطورة البرق لها أساس حقيقي يساهم في نبات الكمأة.

وأضاف وفقاً لما ذكرته صحيفة The New York Times الأمريكيّة أنّ الكمأة تنبت من جراثيم مجهرية تنتشر تحت رمال الصحراء بشكل مباشر، والتي تنمو لتصبح خيوطاً طويلة وغير مرئية تلتصق بجذور شجيرات الورد الصخري التي تنمو في الصحراء.

وتابع: "يؤدي حدوث البرق إلى تفاعل كيميائي يجعل المطر المصاحب غنيًا بمركبات النيتروجين، والتي يبدو أنها بدورها تحفز الكمأة على النمو، أما في حال لم يكن هناك عواصف رعديّة فلن تنمو الكمأة".

أما عن طريقة حصادها من الصحراء، فإن الكمأة عندما تصل إلى حجم كرة صغيرة مثل كرة الغولف، تبدأ في تكسير سطح الرمال، فتظهر تشققات رملية على السطح الأمر الذي يدل البدو والفلاحين على مكان تواجدها.

Shutterstock/ أنواع الكمأة
Shutterstock/ أنواع الكمأة

أنواع الكمأة

تنبت الكمأة بشكل عام في المناطق الصحراوية في سوريا والعراق والمملكة العربية السعودية والدول الخليجية الأخرى، إضافة إلى المغرب.

يطلق على الكمأة في سوريا اسم "الكماية"، أما في العراق فيطلق عليها اسم "الجمة"، في حين تسمى في المملكة العربية السعودية "الفقع"، والترفاس في المغرب.

للكمأة أنواع عديدة مثل "الزبيدي" ولونه مائل إلى البياض، وهو أكبر وأجود أنواعها وأغلاها سعراً، إضافة إلى الخلاسي ذي اللون الغامق، إضافة إلى نوع "الجبأة" الذي يميل لونه بين الأحمر والأسود، وأيضاً الهوبر باللون الأسود وصغير الحجم.

العقبة الأساسية في تحضير الكمأة

العقبة الرئيسية في طبخ الكمأ هي التنظيف، إذ مع نمو الكمأ في الصحراء، تصبح محتوية على الكثير من الرمال، لذلك كلما كان شكلها أكثر تشابكاً، زادت احتمالية احتوائها على الرمال والحصى، لذلك فإنّ أصعب ما مرحلة في طهي الكمأة هي تنظيفها.

في حين أنّ هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تطهى بها، كأن تقلى من اللحم وتقدم إلى جانب طبق من الأرز، أو أن تسلق أو أن تضاف إلى الأومليت، أو من خلال شويها على الفحم أو حتى تقديمها مع زيت الزيتون والكزبرة كنوع من أنواع السلطة.

فوائد الكمأة

بالإضافة إلى نكهتها القوية اللذيذة ورائحته النفاذة، فإن الكمأة مُغذية للغاية وقد ارتبطت بالعديد من الآثار الصحيّة القويّة، وفيما يلي أبرز تلك الفوائد:

الكمأة مليئة بالمغذيات الهامة للجسم

وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي الأمريكي، فإن الكمأة تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والبروتينات والألياف وتحتوي على كل من الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، وكذلك المغذيات الدقيقة، مثل فيتامين سي والفوسفور والصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز والحديد.

في حين يشير الموقع الطبي إلى أن الكمأة قد تكون مصدراً كاملاً للبروتين، حيث توفر جميع الأحماض الأمينية الأساسية الـ9 التي يحتاجها الجسم.

ضع في اعتبارك أن خصائص المغذيات يمكن أن تختلف باختلاف الأنواع، على سبيل المثال، فإن الكمأة الصحراوية البيضاء تحتوي على نسبة أعلى من البروتين والدهون والألياف مقارنة بالأنواع الأخرى، مثل أنواع الصحراء السوداء.

Shutterstock/ الكمأة السوداء
Shutterstock/ الكمأة السوداء

تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة

الكمأ مصدر كبير لمضادات الأكسدة، وهي مركبات تساعد في محاربة الجذور الحرة وتمنع الضرر التأكسدي لخلاياك.

فيما تعد مضادات الأكسدة مهمة للعديد من جوانب صحتك وقد تكون مرتبطة أيضاً بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السرطان وأمراض القلب والسكري.

لها خصائص مضادة للجراثيم

بالإضافة إلى خصائصها الغذائية، فإن الكمأة تحتوي أيضاً على خصائص مضادة للميكروبات يمكن أن تساعد في تقليل نمو سلالات معينة من البكتيريا.

أظهرت إحدى الدراسات المخبرية المنشورة في العام 2004 على موقع PubMed وهو قاعدة بيانات تابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، أن مستخلص الكمأ الصحراوي يثبط نمو المكورات العنقودية الذهبية بنسبة تصل إلى 66%، وهذه المكورات البكتيرية بإمكانها أن تسبب مجموعة واسعة من الأمراض لدى البشر.

الكمأة قد تساعد في قتل الخلايا السرطانية

على الرغم من أن الأدلة تقتصر حالياً على الدراسات المخبرية، فإن بعض الأبحاث تشير إلى أن الكمأة قد تمتلك خصائص قوية مضادة للسرطان.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة أنبوبة اختبار منشورة على موقع PubMed في العام 2014، أن المركبات المستخلصة من أنواع مختلفة من الكمأة ساعدت في منع نمو خلايا أورام الكبد والرئة والقولون وسرطان الثدي.

وأن المستخلصات من كلا النوعين من الكمأة، الأسود والأبيض أظهرت تأثيرات مضادة للسرطان على خلايا سرطان عنق الرحم والثدي والقولون.

ومع ذلك، هناك حاجة لدراسات إضافية لتقييم كيفية تأثير الكمأة على نمو السرطان لدى البشر عند تناولها بدلاً من تناولها في شكل مستخلص مركز.

الكمأة تقلل الالتهاب

يعد الالتهاب جزءاً حيوياً من وظائف المناعة التي تساعد في الدفاع عن جسمك ضد العدوى والمرض.

ومع ذلك، يُعتقد أن الحفاظ على مستويات عالية من الالتهاب على المدى الطويل يساهم في تطور مرض مزمن، وبالتالي تشير بعض الأبحاث إلى أن الكمأة قد تساعد في تخفيف الالتهاب وبالتالي تعزيز الصحة العامة والمناعة.

إحدى الدراسات التي أجرتها المكتبة الوطنية الأمريكية للطب في العام 2014، على أنبوب الاختبار أظهرت أن بعض المركبات في الأنواع السوداء والبيضاء يمكن أن تمنع نشاط إنزيمات معينة تشارك في عملية الالتهاب.

إضافة إلى أن الكمأة تساعد في محاربة تكوين الجذور الحرة، والتي يمكن أن تقلل من خطر تلف الخلايا والالتهابات.

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف أن تناول كميات طبيعية من الكمأة قد يؤثر على مستويات الالتهاب لدى البشر.

فوائد الكمأة للعيون

لا شكَّ أنّ فوائد الكمأة للعيون معروفة منذ زمن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الذي ذكرها في أحد أحاديثه قائلاً: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين".

ووفقاً لما ذكره موقع GardenluxK فإن الخصائص المضادة للأكسدة في ماء الكمأة جعلت منه مفيداً جداً في علاج أمراض العيون والوقاية منها، فهو لا يساعد على تحسين الرؤية وحسب وإنما يعالجها من الأمراض المعدية والفيروسية.

تحميل المزيد