تُعرف عشبة كف مريم أو فلفل الراهب أو عشبة النساء كمكمل عشبي شائع يستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية تحت اسم Vitex agnus-castus.
ولهذه النبتة من اسمها نصيب، إذ أن النساء هم المستفيدات بشكل أساسي من فوائد عشبة كف مريم. فهي تستخدم لعلاج متلازمة ما قبل الحيض واضطرابات الدورة الشهرية والعقم وحب الشباب وغيرها الكثير.
تعرفي معنا في هذا التقرير على الفوائد المدعومة علمياً لعشبة مريم وبماذا يمكن أن تفيدك.
أولاً، ما هي عشبة كف مريم؟
استخدمت عشبة كف مريم منذ آلاف السنوات في المجالات الطبية والصحية، وتعرف بإسم Vitex agnus-castus أو chasteberry باللغة الإنجليزية أو فلفل الراهب باللغة العربية.
تنتمي عشبة مريم إلى الفصيلة اللويزية وتأتي من شُجيرةٌ لها ثمار يعادل حجمها حبة الفلفل تقريباً وأزهارها بنفسجيّة اللون. وتستخدم الأعشاب والثمار المجففة لهذه النبتة في صناعة الأدوية والمكملات الغذائية على شكل كبسولات أو بودرة أو كتوابل تضاف للأطعمة.
تخفف عشبة مريم من أعراض متلازمة ما قبل الحيض
تعتبر تغيرات الحالة المزاجية، بما فيها الشعور بالقلق أكثر من المعتاد، أمراً تقليدياً للغاية قبل الدورة الشهرية بسبب التحولات الهرمونية التي تحدث كجزءٍ من دورتك الشهرية.
ويمكن للتغيرات التي تحدث في مستويات هرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون قبل الدورة الشهرية أن يكون لها تأثير على هرمونات الإحساس بالرضا والحالة المزاجية.
تعرف هذه الأعراض باسم متلازمة ما قبل الدورة الشهرية التي تترافق أيضاً مع أعراض بدنية، مثل الإحساس بالانتفاخ والصداع والإمساك وآلام الثدي.
أحد أكثر فوائد عشبة كف مريم شيوعاً والأكثر بحثاً هي قدرتها على تقليل أعراض هذه المتلازمة.
ويشير موقع WebMD للطب والصحة، إلى أن عشبة مريم تعمل عن طريق خفض مستويات هرمون البرولاكتين، أو ما يعرف باسم هرمون الحليب، ما يساعد في إعادة التوازن إلى الهرمونات الأخرى، بما في ذلك هرمون الاستروجين والبروجسترون، وبالتالي تقليل أعراض الدورة الشهرية.
تساعد عشبة مريم على تخفيف أعراض انقطاع الطمث
نتيجة انخفاض مستويات هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث تعاني النساء من بعض الأعراض المصاحبة لهذه الفترة.
فعلى سبيل المثال تتعرض 75% من النساء في هذه المرحلة إلى الهبات الساخنة التي قد تحدث في الليل أو النهار، وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
وقد تعاني بعض النساء أيضاً من آلام العضلات والمفاصل أو التقلبات المزاجية والجفاف المهبلي والقشعريرة وجفاف الجلد.
وقد أشارت دراسة نشرت في مجلة Complementary Therapies in Nursing & Midwifery عام 2003، أعطي زيت عشبة مريم فيها لـ 23 امرأة في سن اليأس. أبلغت النساء عن تحسن في أعراض انقطاع الطمث، بما في ذلك الحالة المزاجية والنوم الأفضل والتعرق الليلي والهبات الساخنة.
تعزز الخصوبة
تستخدم عشبة كف مريم في أدوية النساء المصابات باضطراب المرحلة الأصفرية، أو النصف الثاني من الدورة الشهرية. إذ يرتبط هذا الاضطراب بارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين بشكل غير طبيعي ويجعل من الصعب على النساء الحمل.
يحدث اضطراب الطور الأصفري في المقام الأول بسبب نقص هرمون البروجسترون في المرحلة الأولى من الدورة الشهرية مما يسبب التقلبات الهرمونية المستمرة، وخلل الغدة الدرقية، وورم الغدة النخامية، وانقطاع الطمث المبكر، ويمنع الحمل.
في دراسة قامت بها جامعة نيوجيرسي الأمريكية عام 2005، على 96 امرأة تعاني من اضطرابات المرحلة الأصفرية، وانقطاع الطمث، والعقم لسبب غير معروف، زادت معدلات الحمل مقارنة بالدواء الوهمي. إذ حدث الحمل مرتين في كثير من الأحيان عند النساء الذين تناولوا مكملات عشبة مريم على مدى 3 أشهر.
علاوة على ذلك، تساعد العشبة على جعل الدورة الشهرية أكثر انتظاماً وتطيل فترات الحيض وتنظيم مستويات برولاكتين الدم، ما يعزز مستويات الخصوبة، وفقاً لما يذكره موقع Research Gate.
تساعد على منع لدغات الحشرات
قد تساعد عشبة كف مريم أيضاً على تجنب لدغات مجموعة متنوعة من الحشرات.
توصلت إحدى الدراسات الألمانية لعام 2005، إلى أن استخدام مستخلص مصنوع من عشبة مريم على طرد البعوض والذباب والقراد والبراغيث لمدة ست ساعات تقريباً.
كما كشفت دراسة أخرى قامت بها جامعة القاهرة عام 2010، أن رذاذ يحتوي على مستخلص من عشبة مريم ومستخلصات نباتية أخرى يمكن أن يحمي من قمل الرأس لمدة سبع ساعات على الأقل. كما قد يقتله ويعيق تكاثره.
قد تعالج حب الشباب
أحد الأسباب الرئيسية لظهور حب الشباب هو التقلبات الهرمونية التي تكون أكثر وضوحاً أثناء الدورة الشهرية. نتيجة لذلك، تعاني العديد من النساء من حب الشباب قبل الدورة.
ونظراً لأن عشبة كف مريم لها خصائص موازنة لاختلالات الهرمونات وخصائص مضادة للبكتيريا والأكسدة، فقد تساعد على تخفيف ظهور حب الشباب السابق للحيض.
الآثار الجانبية المحتملة لعشبة كف مريم
عادةً ما تعتبر عشبة كف مريم آمنة ويشبر موقع Healthline، إلى أن 30-40 مغم من مستخلصات الثمرة المجففة أو 3-6 غرامات من الأعشاب المجففة تعتبر آمنة.
هناك بعض الآثار الجانبية الطفيفة التي قد تحصل في حالات نادرة وتشمل:
- غثياناً
- اضطراباً في المعدة
- طفحاً جلدياً خفيفاً
- صداع الراس
- تدفق الحيض الثقيل
ومع ذلك، يجب على النساء الحوامل والمرضعات تجنبها لأن آثارها عليهم لم تتم دراستها.
كما أنه من الممكن أن تتداخل العشبة مع الأدوية المضادة للذهان
وحبوب منع الحمل والأشخاص الذين يعانون من حساسية هرمونات معينة، لذلك يجب عليهم مراجعة الطبيب قبل تناولها.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.