هل استيقظت يوماً من النوم وتفاجأت بأن صوتك أصبح أجشَّ أو خافتاً فجأة؟ إنه بسبب التهاب الحنجرة وتصاب به نتيجة عدوى أو تهيج أو الإفراط في استخدام حنجرتك.
كيف تصاب بمرض التهاب الحنجرة؟
يوجد داخل الحنجرة حبال صوتية؛ اثنان منها في الغشاء المخاطي يغطيان العضلات والغضاريف، وعادة، تفتح الحبال الصوتية وتغلق بسلاسة، وتشكل الأصوات من خلال حركتها واهتزازها.
ولكن مع التهاب الحنجرة، تصبح الأحبال الصوتية ملتهبة أو متهيجة،
ويؤدي هذا إلى انتفاخها، وتشويه الأصوات الصادرة عن مرور الهواء فوقها، نتيجة لذلك، يبدو صوتك أجشَّ أو خافتاً؛ ولذلك تسمى هذه الحالة أيضاً بـ التهاب الحبال الصوتية.
ووفقاً لموقع Mayo Clinic الطبي فإن التهاب الحنجرة يأتي بنوعين هما:
- حاد قصير الأمد
- مزمن طويل الأمد
في حين تنجم معظم حالات التهاب الحنجرة عن عدوى فيروسية مؤقتة وليست خطيرة، ولكن يمكن أن تشير البحّة المستمرة في بعض الأحيان إلى حالة طبية أكثر خطورة.
أعراض التهاب الحنجرة
في أحسن الأحوال تستمر أعراض التهاب الحنجرة أقل من أسبوعين، لكنها في أحوال أخرى قد تكون أكثر خطورة وأطول مدة، وتضمن الأعراض ما يلي:
- بحَّة في الصوت
- ضعف الصوت أو فقدان الصوت
- إحساس دغدغة وخشونة في الحلق
- التهاب الحلق
- الحلق الجاف
- سعال جاف
أسباب التهاب الحنجرة
كما قلنا سابقاً فإن لالتهاب الحنجرة نوعين، هما حاد قصير ومزمن طويل، وسنتعرف هنا على أسباب كل حالة منهما:
أسباب التهاب الحنجرة الحاد
تكون معظم حالات التهاب الحنجرة الحاد مؤقتة وتتحسن مع مرور الوقت.
وتشمل أسباب التهاب الحنجرة الحاد ما يلي:
- الالتهابات الفيروسية المشابهة لتلك التي تسبب الزكام.
- إجهاد صوتي ناتج عن الصراخ أو الإفراط في استخدام الصوت.
- الالتهابات البكتيرية، على الرغم من أنها أقل شيوعاً.
أسباب التهاب الحنجرة المزمن
أما التهاب الحنجرة فمن المعروف أنه يستمر لمدة تزيد على 3 أسابيع ويحدث نتيجة التعرض لمهيّجات تسبب إجهاداً في الحبال الصوتية أو إصابات بها، أو حتى نموها بشكل زائد.
ويحدث التهاب الحنجرة المزمن بسبب:
- استنشاق المهيجات مثل الأبخرة الكيميائية أو المواد المسببة للحساسية أو الدخان.
- الارتجاع الحمضي، ويسمى أيضاً مرض الجزر المعدي المريئي (جيرد).
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
- الإفراط في تناول الكحول.
- الاستخدام المفرط المعتاد للصوت.
- التدخين.
بينما تشمل الأسباب الأقل شيوعاً لالتهاب الحنجرة المزمن ما يلي:
- العدوى بطفيليات معينة.
- الالتهابات البكتيرية أو الفطرية.
- فيما تشمل الأسباب الأخرى للبحَّة المزمنة ما يلي:
- السرطان.
- شلل الأحبال الصوتية، الذي يمكن أن ينجم عن إصابة الأعصاب بسبب الجراحة، أو إصابة الصدر أو العنق، أو السرطان، أو اضطرابات الأعصاب، أو حالات صحية أخرى.
- انحناء الأحبال الصوتية.
علاج التهاب الحنجرة في المنزل
يمكن للناس تسريع عملية الشفاء باستخدام بعض العلاجات المنزلية وهي وفقاً لموقع Medical News Today.
إراحة الصوت
يمكن أن تساعد إراحة الصوت في تقليل التهاب وتهيج الأحبال الصوتية.
الغرغرة بالماء المالح
يمكن أن تساعد المياه المالحة في قتل البكتيريا الضارة وقد تخفف الألم.
جرِّب إضافة نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب من الماء الدافئ وحرِّكه حتى يذوب الملح.
تغرغر بالماء المالح في مؤخرة الحلق ثم ابصقه واحرص على عدم ابتلاع الماء.
وهذه الطريقة غير مناسبة للأطفال الصغار؛ إذ قد يبتلعون الماء عن طريق الخطأ إذا لم يتمكنوا من الغرغرة بشكل صحيح.
أكل الثوم
يدعم الكثير من الناس استخدام الثوم للتخفيف من أعراض البرد والإنفلونزا، وتخفيف التهابات الحلق والحنجرة.
سيما وأنّ الثوم له خصائص مضادة للبكتيريا؛ لذلك قد يساعد الشخص على التغلب على العدوى في وقت أقرب.
جذر الزنجبيل
جذر الزنجبيل هو طعام آخر يستخدمه الناس من قرون لعلاج الأمراض، وخاصة التهاب الحنجرة والتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
تشير الأبحاث إلى أن الزنجبيل له خصائص مضادة للبكتيريا ويمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب.
يمكن للناس تجربة شرب شاي الزنجبيل أو إضافة جذر الزنجبيل إلى الماء الساخن لتخفيف آلام الحلق أو الالتهاب.
شرب الماء الساخن مع العسل
شرب الماء الدافئ يساعد في تخفيف الآلام والالتهابات، والعسل مادة طبيعية مضادة للجراثيم ومضادة للالتهابات .
من خلال محاربة الالتهاب، قد يساعد في تقليل الألم وعدم الراحة في الحنجرة.
يمكن للأشخاص الذين يجدون العسل حلواً جداً إضافة عصير الليمون إلى الماء الساخن.
الوقاية من الإصابة بالتهاب الحنجرة
أما من أجل وقاية نفسك من الإصابة بالتهاب الحنجرة فينصحك موقع Health Line الطبي بما يلي:
- تجنّب التدخين وابتعد عن التدخين السلبي، فالدخان يجفف حلقك ويمكن أن يتسبب أيضاً في تهيج أحبالك الصوتية.
- قلِّل من تناول الكافيين التي يمكن أن تسبب لك خسارة الماء الكلي في الجسم.
- اشرب الكثير من الماء؛ إذ تساعد السوائل في الحفاظ على المخاط في حلقك رقيقاً وسهل التنظيف.
- حافظ على الأطعمة الغنية بالتوابل خارج نظامك الغذائي؛ إذ يمكن أن تتسبب هذه الأطعمة في دخول حمض المعدة إلى الحلق أو المريء.
- قم بتضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية في نظامك الغذائي.
- تناول الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة التي تحتوي على العديد من الفيتامينات، مثل A و E و C المهمة للصحة العامة.
- تجنب التهابات الجهاز التنفسي العلوي عن طريق غسل يديك كثيراً وتجنب الاتصال بالأشخاص المصابين بعدوى الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد.
متى يجب أن ترى الطبيب؟
يمكنك التعامل مع معظم حالات التهاب الحنجرة الحادة بخطوات الرعاية الذاتية، مثل إراحة صوتك وشرب الكثير من السوائل، فيما يمكن أن يؤدي الاستخدام المضني لصوتك أثناء نوبة التهاب الحنجرة الحاد إلى إتلاف أحبالك الصوتية.
حدد موعداً مع الطبيب إذا استمرت أعراض التهاب الحنجرة لديك لأكثر من أسبوعين، أو اطلب عناية طبية فورية إذا شعرت بأحد الأعراض التالية:
- صعوبة في التنفس.
- سعال الدم.
- حمَّى لا تزول.
- ألم متزايد على مدى أسابيع.
واطلب عناية طبية فورية إذا كان طفلك:
- يصدر أصوات تنفس عالية النبرة عند الاستنشاق (صرير)
- يسيل لعابه أكثر من المعتاد.
- يعاني من صعوبة في البلع.
- يعاني من صعوبة في التنفس.
- لديه حمى.
فقد تشير هذه العلامات والأعراض إلى الخناق، والتهاب الحنجرة والمجرى الهوائي أسفلها مباشرة.
ويمكن أن تشير هذه الأعراض أيضاً إلى التهاب لسان المزمار، وهو التهاب في الأنسجة يعمل كغطاء (لسان المزمار) لتغطية القصبة الهوائية والذي يمكن أن يهدد حياة الأطفال والبالغين.
قد يهمك أيضاً: تناوُل الطعام أثناء التوتر والاعتماد على منتجات خالية من السكر.. أخطاء تضر الجهاز الهضمي
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.