تعد الأنوف بشكل عام موضع إعجاب وانتقاد؛ البعض يحب أنفه، والبعض الآخر قد يغيّره إذا استطاع. لكن هل تعلم أن هناك حقائق غريبة عن الأنف تجعله من أقل الأعضاء التي تتلقى تقديراً رغم مسؤولياته الكبيرة.
وفقًا لأخصائي الأنف والأذن والحنجرة مايكل بينينجر، فإن الأنف على وجه الخصوص هو أحد أكثر الأعضاء تعقيداً وأناقة في الجسم.
ويقول لموقع Cleveland Clinic: "يؤدي الأنف وظائف حياتية مهمة ويستحق حقاً دعائم ضخمة؛ لدوره في إبقائك على قيد الحياة وآمناً، رغم عدم رضا كثيرين عن شكله". ويضيف: "أنفك هو أول عضو في الجهاز التنفسي العلوي وأحد الأسباب الرئيسية للبقاء على قيد الحياة".
نعدد في هذا التقارير المهام العديدة المنوطة بالأنف:
1- هناك 14 نوعاً من الأنوف
حددت دراسة استقصائية حديثة في مجلة جراحة الوجه القحفي 14 شكلاً لأنف بشري، بدءاً من الأنف اليوناني (المستقيم) إلى أنف الصقر (الحاد والتثبيت الهابط)، علماً أن "الأنف اللحمي" هو الأكثر شيوعاً.
لكن يشعر العديد من الخبراء بأن هذه التصنيفات لا يمكن أن تغطي جميع الاختلافات، إذ إنَّ شكل الأنف يتحدد من خلال مواضع عظام الأنف والغضاريف الجانبية العلوية والغضاريف الجانبية السفلية ويعتمد بشكل كبير على العرق.
2- أسلوب العطس وراثي
تختلف أساليب وأصوات العطس من شخص إلى آخر؛ البعض يصدر صوتاً مدوياً، بينما يصدر الآخرون سلسلة متواصلة، في حين يخرج بصوت منخفض من آخرين.
عادةً ما تبدأ العملية الأساسية للعطس (تسمى التنصير) عندما يتم اكتشاف نوع من المهيجات- مثل حبوب اللقاح أو الفلفل الأسود- بواسطة العصب ثلاثي التوائم (يتفرع في جميع أنحاء الوجه والرأس لتوفير التحكم الحركي والمعلومات الحسية)، حسب موقع Everyday Health.
يؤدي هذا التهيج إلى سلسلة من ردود الفعل لطرد الدخيل: شهيق عميق يتبعه إغلاق المزمار في الحلق وتراكم الضغط في الرئتين ثم الانفتاح المفاجئ في المزمار، حيث يدفع الحجاب الحاجز الهواء عن طريق الفم والأنف لطرد المهيج ("تشو!").
هذا الطرد القوي قد يرسل الجسيمات بعيداً بسرعة 150 كم في الساعة.
3- الأنف ينمو إلى أسفل
يتشكل شكل الأنف العام في سن العاشرة، ويستمر في النمو ببطء حتى سن 15 إلى 17 عاماً عند النساء ونحو 17 إلى 19 عاماً عند الرجال.
لكن بمرور الوقت، يطول الأنف ويتدلى بسبب شد الجاذبية اللامتناهي والانهيار التدريجي لبروتينات الكولاجين والإيلاستين في البشرة، خاصة في طرف الأنف.
4- مرشح هواء من الدرجة الأولى
يدخل الهواء من خلال فتحتين متواضعتين في الأنف تسميان الفتحات الخارجية، التي تعج بالشعيرات؛ لمنع كل شيء من الغبار إلى الجراثيم.
بمجرد دخول الهواء إلى أنفك، يتم توجيهه على طول الأخاديد الموجودة في جدران التجويف الأنفي؛ مما يتسبب في دورانه مثل التيارات في مجرى مائي.
تعمل عملية التموج هذه على تدفئة الهواء وترطيبه؛ من أجل حماية أنسجة الرئة الحساسة (وهذا هو السبب في أنه من الأفضل أن تتنفس من خلال أنفك على أن تتنفس من فمك في يوم شتاء شديد البرودة).
تقوم العملية أيضاً بتصفية الهواء عن طريق جلب أي جزيئات متبقية، مثل حبوب اللقاح أو فيروسات البرد، لملامسة المخاط الذي يبطن تجويف الأنف.
ينتج الأنف والجيوب الأنفية كل يوم نحو ربع لتر من المخاط، الذي يحتوي على إنزيمات مكافحة العدوى وخلايا الدم البيضاء، ويساعد على ترطيب الهواء المستنشق وغسل جدران الأنف من الجزيئات المفلترة.
أما سيلان الأنف الذي يصيبك عندما تكون مريضاً، فهو نتيجة قتل الأنف الجراثيم الغازية بمخاط إضافي.
5- يتعرف على أكثر من تريليون نوع رائحة
كشفت دراسة أجريت عام 2014، أن الأنف قادر على تمييز ما يتخطى تريليون نوع من الروائح إذا ما تم دمج 128 مكوناً فقط، بعدما كان الرقم محصوراً بـ10 آلاف نوع رائحة فقط، حسب موقع Healthline.
تدخل جزيئات العطر إلى الأنف وتنطلق فوق رقعة من المستشعرات الشمية على سقف تجويف الأنف، حيث تنشط مستقبلات تشبه الإصبع تنقل الإشارات الكيميائية إلى معالج مركزي في الدماغ يسمى البصلة الشمية، التي تسجل الرائحة.
يمتلك البشر ما يقرب من 12 مليون خلية شمّية، وفقاً لجامعة واشنطن، وهو رقم يتناقص مع تقدم العمر.
6- مسؤول عن نوع الصوت
ما نسمعه عندما يتحدث الناس ويغنون يرتبط في جزء كبير منه بتركيبات الرنين في الحلق والأنف.
يصدر صوتك في الحنجرة ولكن هذا الصوت في الحقيقة صوت طنين. يتم تحديد ثراء الصوت من خلال كيفية معالجة الصوت فوق الحنجرة والتي تحدث في الأنف والحلق.
وفقًا لموقع Cleveland Clinic، هذا هو المبدأ نفسه الذي يفصل بين البيانو الكبير والبيانو الخاص بالأطفال.
يرجع صوت الأنف الذي نسمعه لدى شخص مصاب بالزكام والحساسية إلى فقدان هذا الرنين الأنفي، لأن الهواء لا يمكن أن يمر عبر الأنف.
7- ما لا يشمه قد يتسبب في موت صاحبه
وبقدر حساسية أنفك، فهو غير قادر على شم رائحة الغاز الطبيعي، الذي يستخدم للطبخ وتدفئة المنازل، مما يجعل التسرب الخطير غير قابل للكشف.
لذلك تضيف شركات الغاز مادة مركبة؛ لإعطاء الغاز الطبيعي رائحة محسوسة.
هناك خطر آخر عديم الرائحة، وهو أول أكسيد الكربون (CO)، المسؤول عن أكثر من 400 حالة وفاة في الولايات المتحدة كل عام، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً للتسمم بأول أكسيد الكربون، الصداع والدوار والضعف والغثيان والقيء وألم الصدر والارتباك.