متلازمة ماري أنطوانيت.. عندما يتحول شعر رأسك بالكامل إلى اللون الأبيض بدون مُقدِّمات

صحيح أن شيب الشعر أمر طبيعي مع تقدُّم العمر والمعاناة من آثار الشيخوخة. لكن هذه المتلازمة ترتبط بأسباب صحية أخرى تصيب حتى الشباب وصغار السن.

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/16 الساعة 12:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/08 الساعة 14:52 بتوقيت غرينتش
المتلازمة عرفت باسم الملكة الفرنسية لتحول شعرها للون الأبيض قبل إعدامها - flickr

في بعض أفلام الدراما والخيال المرعب، قد تجد البطل يخوض العديد من المشاكل الضخمة والمواقف الخطيرة، ثم يبدأ في مشهد معين من المعاناة من ابيضاض كامل في شعره من فرط الصدمة التي تعرَّض لها.. أمر خيالي صحيح. في الواقع، ليس كذلك على الإطلاق.

متلازمة ماري أنطوانيت هي حالة طبية يتحول فيها شعر المصاب إلى اللون الأبيض فجأة بين ليلة وضحاها.

ويأتي اسم هذه الحالة نسبة إلى روايات متداولة لم يتم الجزم بمدى دقتها، قالت إن الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت تحول شعرها إلى اللون الأبيض فجأة قبل واقعة إعدامها في العام 1793، عندما كان عمرها في أواخر الثلاثينيات فقط.

ماري تم إعدامها أواخر ثلاثينيات عمرها، ومع ذلك قيل أن شعرها كان أبيض اللون من الخوف - iStock
ماري تم إعدامها أواخر ثلاثينيات عمرها، ومع ذلك قيل أن شعرها كان أبيض اللون من الخوف – iStock

صحيح أن شيب الشعر أمر طبيعي مع تقدُّم العمر والمعاناة من آثار الشيخوخة. لأنه مع تقدمك في العمر، قد تبدأ في فقدان صبغات الميلانين المسؤولة عن لون شعرك. لكن هذه الحالة هنا لا تتعلق بالعمر.

في حين أنه من الممكن أن يتحول لون شعرك إلى اللون الأبيض في فترة زمنية قصيرة نسبياً وفقاً لموقع Very Well Health للصحة، إلا أنه من غير المحتمل أن يحدث هذا في غضون دقائق أو خلال ليلة واحدة.

تعرَّف على المزيد حول الأبحاث والأسباب الكامنة وراء متلازمة ماري أنطوانيت، وما إذا كنت بحاجة إلى زيارة طبيب متخصص.

كيف من الممكن أن تحدث متلازمة ماري أنطوانيت؟

المشهد المرعب الذي قد تكون قد شاهدته في أحد الأفلام عندما يبدأ اللون الأبيض في تغطية رأس الضحية خلال ثوانٍ من فرط الصدمة، ليس أمراً واقعياً. ولم يتم إثبات احتمالية حدوث ابيضاض الشعر بمثل تلك السرعة الدراماتيكية بشكل علمي أبداً.

ومع ذلك، تستمر حكايات مثل هذه الحوادث من التاريخ في الانتشار.

إلى جانب ماري أنطوانيت، ورد أن شخصيات أخرى عبر التاريخ قد عانت أيضاً من تغيرات مفاجئة في لون شعرها.

ففي تقرير نُشر في دورية أرشيف الأمراض الجلدية البريطاني، تم تسجيل روايات شهود عيان عن ضحايا ناجين من قصف جوي في الحرب العالمية الثانية، عانوا من ابيضاض الشعر بشكل مفاجئ من هول الموقف.

إلا أنه وفقاً للدكتور والباحث موراي فينجولد في تصريحاته لموقع MetroWest Daily News الإخباري، لا يوجد بحث حتى الآن يشير إلى أنه يمكنك فقدان لون شعرك بين ليلة وضحاها.

في الواقع، هناك مقال نُشر في مجلة الجمعية الملكية للطب في بريطانيا، يقول إن الروايات التاريخية للشعر الأبيض المفاجئ كانت مرتبطة على الأرجح بالثعلبة البقعية أو بمواقف تم فيها غسل صبغة الشعر المؤقتة بشكل مفاجئ.

أسباب ابيضاض الشعر المفاجئ والإصابة بمتلازمة ماري أنطوانيت

غالباً ما يُعتقد أن حالات ما يسمى بمتلازمة ماري أنطوانيت تنتج عن اضطراب المناعة الذاتية. إذ تغيِّر مثل هذه الظروف الطريقة التي يتفاعل بها جسمك مع الخلايا السليمة في الجسم، ثم يهاجمها عن غير قصد.

وفي حالة الإصابة بمتلازمة ماري أنطوانيت، سيتوقف الجسم عن استمرار تصبغ الشعر الطبيعي. نتيجة لذلك، على الرغم من أن شعرك سيستمر في النمو، إلا أنه سيكون رمادياً أو أبيض اللون بالكامل.

هناك أسباب أخرى محتملة للشيب المبكر أو ابيضاض الشعر المفاجئ، التي قد تكون مختلفة عن هذه المتلازمة. ومن بين تلك العوامل الأخرى ما يلي بحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية:

داء الثعلبة: أحد أبرز أسباب الصلع النمطي. ويُعتقد أن أعراض داء الثعلبة ناتجة عن إصابة الجسم بنوع من الالتهاب الأساسي.

وهذا يتسبب في توقف بصيلات الشعر عن إنماء الشعر الجديد. كما قد يتساقط الشعر الموجود في الرأس بالفعل عن الإصابة بهذا المرض. وإذا كان لديك بالفعل بعض الشعر الرمادي أو الأبيض، فإن البقع الصلعاء من هذه الحالة يمكن أن تجعل فقدان الصبغة هذا أكثر وضوحاً.

يمكن أن يخلق هذا أيضاً انطباعاً بأن لديك فقداناً أكبر للصبغة في الشعر، بينما في الواقع أن الأمر قد أصبح أكثر وضوحاً فقط بسبب الصلع المتزايد.

ومع العلاج الملائم، يمكن أن يساعد نمو الشعر الجديد في إخفاء الشعر الرمادي، ولكن لا يمكنه بالضرورة منع شعرك من التحول إلى اللون الرمادي تدريجياً.

الخرافة المتداولة عن ابيضاض شعر ماري أنطوانيت قبل إعدامها قد لا تكون دقيقة - iStock
الخرافة المتداولة عن ابيضاض شعر ماري أنطوانيت قبل إعدامها قد لا تكون دقيقة – iStock

الجينات والعوامل الوراثية

 إذا كان لديك تاريخ عائلي من الشعر الأبيض بشكل مبكر، فمن المحتمل أن تكون في خطر المعاناة من تلك المشكلة.

وبحسب موقع Mayo Clinic للطب والصحة، هناك أيضاً جين يسمى IRF4 يلعب دوراً مهماً في ابيضاض الشعر. وقد يجعل الاستعداد الوراثي للشيب من الصعب عكس تغير لون الشعر بالكامل.

التغيرات الهرمونية

 وتشمل هذه التغيرات أمراض الغدة الدرقية، وانقطاع الطمث، وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم.

ويمكن لطبيبك أن يصف الأدوية التي يمكنها أن تساعد في رفع مستويات الهرمونات لديك، والتي ربما توقف ازدياد الشعر الأبيض.

النقص الغذائي

 يقع اللوم بشكل خاص على نقص فيتامين ب 12 في سرعة ابيضاض الشعر. ويمكنك وقف سرعة الشيب المرتبط بالتغذية عن طريق الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية التي يفتقر إليها الجسم.

ويمكن أن يساعد فحص الدم في تأكيد هذه النواقص. من المهم أيضاً العمل مع طبيبك وربما اختصاصي تغذية.

مرض البهاق 

يتسبب مرض المناعة الذاتية هذا في فقد الصبغة في الجلد، إذ قد تعاني من بقع بيضاء ملحوظة. وقد تمتد هذه التأثيرات إلى صبغة شعرك، مما يجعل شعرك يتحول إلى اللون الرمادي والأبيض أيضاً.

ويصعب علاج البهاق خاصة عند الأطفال. لكن من بين الخيارات الكورتيكوستيرويدات والجراحة والعلاج بالضوء. وبمجرد أن يتوقف العلاج عن عملية إزالة التصبغ، قد تلاحظ عدداً أقل من الشعر الرمادي بمرور الوقت.

هناك العديد من العوامل الصحية التي تسبب ابيضاض الشعر - iStock
هناك العديد من العوامل الصحية التي تسبب ابيضاض الشعر – iStock

هل الإجهاد والضغط النفسي من عوامل الإصابة بمتلازمة ماري أنطوانيت؟

تم تصوير متلازمة ماري أنطوانيت دوماً على أنها تنتج عن الإجهاد المفاجئ. في حالتي ماري أنطوانيت أو الناجين من قصف الحرب العالمية، تغير لون شعرهم خلال أيام معدودة.

ومع ذلك، فإن السبب الكامن وراء ظهور الشعر الأبيض أكثر تعقيداً من حدث واحد. في الواقع، من المحتمل أن تكون تغيرات لون الشعر مرتبطة بسبب أساسي آخر.

لكن بحسب موقع Nature العلمي للأبحاث، فإن الإجهاد في حد ذاته لا يسبب الابيضاض المفاجئ للشعر. لكن مع مرور الوقت، قد يؤدي الإجهاد المزمن إلى ظهور الشعر الأبيض المبكر.

كما قد تعاني أيضاً من تساقط الشعر الكثيف بسبب الإجهاد الشديد نفسياً وجسدياً.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد