منها زيادة الذكاء العاطفي وتقدير الذات.. دروس حياتية لا تتعلمها إلا عند الوحدة

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/11 الساعة 16:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/11 الساعة 16:50 بتوقيت غرينتش
لا بد من التأمل الذاتي العميق، والذي يتم بصورة أفضل عندما يكون الإنسان بمفرده/ Istock

أمضى العديد من الناس وقتاً طويلاً بمفردهم في أثناء جائحة كورونا، لكن هذه العزلة أدت إلى تعلم العديد من الدروس القيِّمة نتيجة هذه الوحدة.

عندما تنفصل عن بقية البشر، يمكن أن تتوقع اكتشاف أشياء كثيرة عن نفسك في ما يمكن اعتباره دروس حياتية من الوحدة، ليس أقلها ما يلي:

أن تكون وحدك لا يعني أنك وحيد

هناك اعتقاد شائع ولكن خاطئ لدى كثير من الناس- وخاصة المنفتحين- هو أنك عندما تكون بمفردك، فإنك تشعر تلقائياً بالوحدة.

عندما ترى شخصاً ما بمفرده- يتناول الطعام في مطعم أو جالساً في حديقة أو في صالة السينما- قد تفترض غريزياً أنه يشعر بالوحدة وأنه يتمنى الرفقة.

ومع ذلك، عندما تقضي وقتاً بمفردك، تكتشف عكس ذلك. يمكن أن تكون راضياً تماماً بدون صحبة الآخرين؛ بل من الممكن جداً أن تشعر بالوحدة حتى عندما تكون محاطاً بالناس.

زيادة الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي (EQ) هو قدرة الإنسان على قراءة المشاعر وفهمها في نفسه ولدى الآخرين وقدرته على استخدام هذا الوعي لإدارة السلوك والعلاقات. 

بدورها قامت مجلة TalentSmart المتخصصة بالذكاء العاطفي باختبار أكثر من مليون شخص ووجدت أن 90% من أصحاب الأداء الأفضل يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي. 

وقال كبير العلماء في منصة LEADx الدكتور ترافيس برادبري إن الوعي الذاتي هو أساس الذكاء العاطفي، ولا يمكن زيادة معدل الذكاء العاطفي بدونه. ونظراً لأن الوعي الذاتي يتطلب فهم العواطف وكيفية التفاعل مع مختلف الأشخاص والمواقف، فلا بد من التأمل الذاتي العميق، والذي يتم بصورة أفضل عندما يكون الإنسان بمفرده.

تقدير الآخرين

بالفعل، يجعل الغياب القلب أكثر ولعاً وشوقاً، ويتيح الفرصة لرؤية الأشخاص في ضوء جديد تماماً، كما يساعد على تطوير شعور متجدد بالامتنان لمن هم وماذا يفعلون، حسب موقع A conscious Rethink.

دروس حياتية من الوحدة
يمكن أن تكون راضياً تماماً بدون صحبة الآخرين؛ بل من الممكن جداً أن تشعر بالوحدة حتى عندما تكون محاطاً بالناس/ Istock

الإنجاز

يُقال إن يداً واحدة لا تصفّق، وعلى الرغم من صحة هذه المقولة في عدة مهام، إلا أن الأمر يختلف تماماً مع المهام المعرفية. 

حتى فاعلية العصف الذهني هي أسطورة أكثر من كونها حقيقة، بعدما وجد باحثون من جامعة Texas A&M أن العصف الذهني الجماعي يعيق الإنتاجية بسبب "التثبيت المعرفي". 

والتثبيت المعرفي هو ميل الأشخاص الذين يعملون في مجموعات إلى التعثر في أفكار الآخرين؛ مما يقلل من قدرتهم على ابتكار أي شيء جديد، وكلما كانت المجموعة أكبر قلت قدرتهم على الابتكار.

لا يؤدي قضاء الوقت بمفردك إلى التخلص من عوامل التشتيت فحسب، بل يضمن أيضاً عدم مواجهة مشاكل مع الآخرين.

تقدير الذات

يعد استمتاع الإنسان بصحبة نفسه معززاً كبيراً للثقة. إذا كنت تشعر بالملل والقلق عندما تكون بمفردك، فمن السهل أن تغرق في فخ الملل أو تشعر بالحاجة إلى أشخاص آخرين للاستمتاع بوقتك. 

لكن تعلم أن الاستمتاع بالوقت انفرادياً يعزز احترام وتقدير النفس من خلال التأكيد على فكرة الاكتفاء.

الصدق مع النفس

بعيداً عن كل ضجيج وإلهاءات الوجود اليومي، عندما تجلس صامتاً بصحبة أفكارك، فأنت مجبر على مواجهة حقائق الحياة.

مع عدم وجود مكان للاختباء أو الفرار، فأنت تواجه وجهاً لوجه كل المخاوف والمؤرقات.

في هذه المرحلة، لا يجدي إلا خيار الصدق التام مع النفس، وبينما يكون الأمر مؤلماً في بعض الأحيان، يشعر الإنسان في نهاية المطاف بالتحرر الشديد خصوصاً بعد معالجة الأشياء التي كانت تؤثر عليه وعلى قراراته.

العلاقات الرائعة تحدث حتى في العزلة

لطالما كانت التكنولوجيا الرقمية عنصراً أساسياً في حياتنا، كما أنها ساعدت في الأعوام الماضية بطرق جديدة.

من الأنشطة التجارية إلى التواصل الاجتماعي إلى مواعيد الرعاية الطبية، سمحت لنا أدوات الإنترنت بالبقاء على اتصال مع الآخرين أثناء التباعد الاجتماعي.

بدورها قالت الطبيبة النفسية الأمريكية جوديث جولكو لموقع Everyday Health: "أنشأ الناس حفلات Zoom، لاستضافة التجمعات العائلية الكبيرة وحتى حضروا حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة الأخرى عبر الإنترنت". 

وأشارت إلى أن الأشخاص الانطوائيين استفادوا بشكل خاص من الأحداث عبر الإنترنت، لأنهم تمكنوا من قضاء ساعة مع الآخرين ثم الخروج بكل بساطة.

تحميل المزيد