خمول الغدة الدرقية عند النساء، أو الحالة المعروفة بقصور الغدة الدرقية، هي اضطراب في الجسم يؤدي إلى عدم إنتاج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات في جسم السيدة المصابة.
ومن أبرز العلامات الشائعة لقصور الغدة الدرقية هي التعب المزمن بدون أسباب بالإضافة إلى زيادة الوزن غير المبررة والشعور بالاكتئاب والقلق.
وغالباً ما يتم علاج خمول الغدة الدرقية بنجاح عن طريق تناول المرأة المصابة بأقراص هرمونية يومية لتحل محل الهرمونات التي لا تصنعها غدتها الدرقية.
وبالرغم من التطور الطبي الحالي في مجالات الرعاية المختلفة، فإنه لا توجد طريقة للوقاية من الإصابة بخمول الغدة الدرقية.
وتحدث معظم الحالات إما بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية وإتلافها، أو بسبب تلف الغدة نتيجة علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو نتيجة الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
خصائص الغدة الدرقية في الجسم وعلامات وجود مشكلة
تنظم الغدة الدرقية عملية التمثيل الغذائي والنمو في الجسم.
وهي تفرز الهرمونات التالية، بحسب موقع Hopkins Medicine للصحة والطب: هرمون الغدة الدرقية (T4)، وثلاثي يودوثيرونين (T3)، وهرمون كالسيتونين.
وبالرغم من أن الرجال والنساء يمكنهم الإصابة بخمول الغدة الدرقية، لكن غالباً ما تتشابه أعراضها عند النساء مع أعراض الحالات الأخرى مثل اضطرابات الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث أو اضطرابات الهرمونات.
الأمر الذي عادة ما يؤدي إلى تطور الحالة ببطء، لذلك قد لا يتم كشفها لسنوات.
ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب المتخصص وطلب إجراء اختبار لقصور أو خمول الغدة الدرقية إذا كانت لديك الأعراض التالية، وفقاً لموقع هيئة الصحة الوطنية NHS البريطانية:
- التعب والإعياء المزمن.
- زيادة الوزن غير المبررة.
- الاكتئاب المزمن.
- الحساسية الشديدة للبرد.
- جفاف الجلد والشعر.
- آلام العضلات.
وتُعد الطريقة الدقيقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنتِ تعانين من مشكلة في الغدة الدرقية هي إجراء اختبار لوظيفة الغدة الدرقية في العيادات والمراكز الطبية المتخصصة، حيث يتم اختبار عينة من الدم لقياس مستويات الهرمون لديك.
كيف تصاب المرأة بخمول الغدة الدرقية؟
يمكن أن تؤثر مشاكل الغدة الدرقية على النساء في أي عمر خلال مراحل حياتهن. وترتبط وظائف الغدة الدرقية بالجهاز التناسلي للمرأة بشكل كبير، خاصة إذا كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط أو غير نشطة.
قد يكون لهذا الخلل في مستويات الهرمونات التأثيرات التالية على جسم المرأة:
آثار خمول الغدة الدرقية على المرأة خلال كل مرحلة من مراحل الحياة
1- أثناء البلوغ والحيض
يمكن أن تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية في حدوث البلوغ والحيض بشكل غير طبيعي في وقت مبكر أو متأخر أكثر من المفروض.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة أو المنخفضة بشكل غير طبيعي من هرمون الغدة الدرقية إلى فترات طمث خفيفة جداً أو ثقيلة بشكل مفرط، أو فترات حيض غير منتظمة تماماً، أو انقطاع فترات الطمث لأشهر.
2- الخصوبة والقدرة على الإنجاب
قد يؤثر خمول الغدة الدرقية أو فرط نشاطها على الإباضة، وهي العملية التي يتم من خلالها إطلاق البويضة المستعدة للتخصيب بالحيوانات المنوية؛ إذ قد تمنع اضطرابات الغدة الدرقية حدوث الإباضة على الإطلاق.
بالإضافة إلى ذلك، يكون المبيضان في خطر متزايد لتطوير أكياس المبايض إذا كانت المرأة تعاني من خمول الغدة الدرقية. ويمكن أن يسبب القصور الشديد إلى إفراز حليب الثدي، وفي نفس الوقت يمنع حدوث التبويض.
3- الحمل وما بعد الولادة
يمكن لاضطرابات الغدة الدرقية أثناء الحمل أن تضر بالجنين، وقد تؤدي إلى مشاكل خطيرة في الغدة عند الأم بعد الولادة، مثل التهاب الغدة الدرقية التالي للولادة.
ويمكن أن يسبب نقص هرمون الغدة الدرقية في بعض الحالات إلى الإجهاض وخطر الولادة المبكرة وولادة جنين ميت ونزيف ما بعد الولادة.
في المقابل، تتعرض النساء المصابات بفرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل لخطر الإصابة بغثيان الصباح الشديد.
4- فترة انقطاع الطمث
قد تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية في بداية انقطاع الطمث بشكل مبكر جداً عند السيدات المصابات، وذلك قد يحدث لهن قبل بلوغ سن الأربعين أو في أوائل الأربعينيات.
من ناحية أخرى، يتم الخلط كثيراً بين بعض أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية وانقطاع الطمث المبكر. وتشمل تلك الأعراض قلة الدورة الشهرية، والمعاناة من الهبات الساخنة وعدم القدرة على النوم (الأرق) وتقلبات المزاج.
ويمكن أن يؤدي علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أحياناً إلى تخفيف أعراض انقطاع الطمث المبكر أو منع حدوث انقطاع الطمث المبكر.
خيارات علاج خمول الغدة الدرقية
يوضح موقع Cleveland Clinic الطبي أنه في معظم الحالات، يتم علاج قصور الغدة الدرقية عن طريق استبدال كمية الهرمون التي لم تعد الغدة الدرقية تصنعها بعقاقير مُكمِّلة.
أحد الأدوية المستخدمة بشكل شائع يسمى ليفوثيروكسين. ويتم تناول هذا الدواء عن طريق الفم، وهو يزيد من كمية هرمون الغدة الدرقية التي ينتجها جسمك، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الهرمونات الضرورية لاستقرار صحة الجسم.
جدير بالذكر أن قصور الغدة الدرقية مرض يمكن التحكم فيه بسهولة.
ومع ذلك، سوف تحتاج السيدة المصابة إلى تناول الأدوية باستمرار لتطبيع كمية الهرمونات في جسمها لبقية حياتها.
ومن خلال الإدارة الدقيقة ومواعيد المتابعة مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ للتأكد من أن علاجكِ يعمل بشكل صحيح، يمكنكِ أن تعيشي حياة طبيعية وصحية.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.