تراقب الحكومات والمؤسسات الصحية والناس حول العالم تطورات أحدث متحورات كورونا "أوميكرون"، ورغم أننا لا نعرف الكثير عن هذا المتحور بعد، فإننا على الأقل نعرف سبب تسميته؛ إذ سُمي كورونا "الفيروس التاجي" بهذا الاسم، لأنه يعني باللاتينية "التاج". ومن اللاتينية إلى اليونانية، اتخذت متحورات الفيروس من الأبجدية اليونانية أسماء لها مثل أوميكرون، ودلتا، وألفا، وبيتا، وغيرها.
أما سبب اهتمام العلماء بتلك الطفرات والمتحورات، فيأتي لكونها تهديداً جديداً يزيد من سرعة انتشار الفيروس مرة أخرى وبشكل أسرع مما سبق، وقد لا تجدي معه اللقاحات الحالية، إذ تتغير بنية الفيروس التي قد تجعله أكثر فتكاً بالأشخاص المصابين.
إذ تقول منظمة الصحة العالمية إن جميع الفيروسات، وضمنها فيروس كورونا، تتغير بمرور الوقت، ومعظم هذه التغييرات يكون لها تأثير على خصائص الفيروس، مثل مدى سهولة انتشاره، أو شدة المرض المصاحبة، أو أداء اللقاحات، أو الأدوية العلاجية، أو أدوات التشخيص، أو غير ذلك من تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية.
لذلك؛ ومنذ يناير/كانون الثاني 2020، قامت منظمة الصحة العالمية برصد وتقييم تطور طفرات فيروس كورونا، والذي أظهر أن هناك تغييرات في بنية الفيروس؛ شكلت خطراً متزايداً على الصحة العامة العالمية. من أجل ذلك، قسمت المنظمة المتحورات إلى شقين: الأول "المتحورات المثيرة للاهتمام" وهي المتحورات شديدة الخطورة، والشق الثاني أُطلق عليه "المتحورات المحددة ذات الأهمية"، وهي الطفرات ذات الخطورة الأقل من الأولى، وذلك من أجل إعطاء الأولوية للرصد والبحث العالميين والتركيز على المتحورات الأكثر خطراً، ومن ثم توجيه الاستجابة المستمرة للوباء.
متحورات كورونا المثيرة للاهتمام
متحور بيتا
في أول الأمر ظهر بجنوب إفريقيا في مايو/أيار 2020، وانتشر فيما بعد في 22 دولة، فيما أعلنته المنظمة متحوراً مثير للاهتمام في 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، ليصبح ثاني متحور في هذه الفئة، وثاني متحور كذلك من سلالات كوفيد-19.
يحتوي متحور "بيتا" على 8 طفرات مميزة، ووُصف بأنه أكثر قابلية للانتقال بحوالي 50% من السلالة الأصلية، وأنه قد يؤدي إلى مرض أكثر خطورة قليلاً وخطر وفاة أعلى قليلاً من فيروس كورونا الأصلي.
متحور ألفا
ظهر بداية الأمر في سبتمبر/أيلول 2020 بالمملكة المتحدة، وأعلنت عنه منظمة الصحة العالمية كمتحور مثير للاهتمام في 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، ويحتوي هذا المتحور على 23 طفرة مقارنة بسلالة ووهان الأصلية، واعتُبر الأكثر قابلية للانتقال بنحو 50% من الشكل الأصلي لفيروس كورونا الجديد، كما انتشر هذا المتحور في 173 دولة.
متحور دلتا
ظهر بالهند في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وأعلنته منظمة الصحة العالمية متحوراً مثيراً للاهتمام في 11 مايو/أيار 2021، ليصبح الأكثر انتشاراً من بين متحورات كورونا التي قد ظهرت إلى ذلك الوقت. فبعد أن انتشر ذلك المتحور في 100 دولة، أصبح السلالةَ المهيمنة حول العالم فيما بعد.
كان متحور دلتا الأكثرَ قابلية للانتشار منذ ظهور الوباء، وكانت قابلية انتشاره تصل إلى 60% من ألفا، أي إنه قابل للانتشار بشكل أكبر مرتين من فيروس ووهان الأصلي.
متحور جاما
ثالث المتحورات من كورونا الأصلي، والذي اكتُشف أن منشأه كان بالبرازيل واليابان في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لينتشر بعد ذلك في 74 دولة حول العالم، ما جعل منظمة الصحة العالمية تعلنه متحوراً مثيراً للاهتمام في 11 يناير/كانون الثاني 2021، وبذلك أصبح متحور جاما أحد أكثر المتحورات انتشاراً في العالم، إلا أن هناك متحورات قد ظهرت بعده، كانت الأكثر.
رغم الانتشار الواسع لهذا المتحور عن متحور بيتا، فإنه يرتبط بمتحور بيتا بشكل وثيق، حيث يتشابهان في البنية البروتينية، كما أنه مقاوم للقاح بشكل أكبر.
متحور أوميكرون
المتحور الأكثر انتشاراً إلى وقتنا هذا، والذي تواجهه المنظمات والسلطات الصحية إلى الآن بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أنه متحور مثير للاهتمام في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقد سُجل ظهوره لأول مرة في الشهر نفسه بعدة دول حول العالم، وبسبب انتشار المتحور لم تحدد المنظمات الصحية إلى الآن عدد الدول التي ظهر فيها هذا المتحور، إلا أنه سيفوق متحور دلتا.
يحتوي متحور أوميكرون على 30 طفرة، ويُعد المتحورَ الأكثر قابلية للانتقال والتهرب من اللقاحات إلى وقتنا الحالي، كما لم يتضح بعدُ مدى قابلية انتقال أو شدة أوميكرون.
متحورات كورونا ذات الأهمية
متحور لامدا
ظهر في بيرو كأول دولة تسجل اكتشافها لهذا المتحور، وذلك في أغسطس/آب 2020. وفي 14 يونيو/حزيران 2021 أعلنت منظمة الصحة العالمية هذا المتحور ذا أهمية، وذلك لاحتوائه على 7 طفرات لديها القدرة على زيادة قابلية انتقال الفيروس أو تقليل قدرة بعض الأجسام المضادة على تحييد الفيروس أو تعطيله. وانتشر هذا المتحور في 29 دولة فقط.
متحور مو
ظهر بكولومبيا في يناير/كانون الثاني 2021، وأعلن عنه من قبل منظمة الصحة العالمية في 30 أغسطس/آب الماضي. يشارك هذا المتحور بعض الطفرات المقلقة من متحوّر بيتا التي لديها خصائص محتملة للهروب المناعي، كما أنه انتشر في 39 دولة.
لقد فقد أكثر من 5 ملايين شخص حياتهم بسبب كوفيد-19 حتى الآن، فيما أُصيب به أكثر من 280 مليون شخص حول العالم، وتأتي الدول الخمس الأولى بالترتيب: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، ثم إسبانيا، فيما يتوقع مركز التحكم في الأوبئة والوقاية منها الأمريكي (CDC) أن الوباء سينتشر خلال الفترة القادمة في بداية عام 2022 وعلى مدار شهر يناير/كانون الثاني.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.