في أيام الصيف الحارة أو عند العمل لساعات طويلة أو بعد التمارين الرياضية، التعرق مزعج من حيث الرائحة والبقع المحرجة التي تظهر على الملابس.
الشيء الوحيد الجيد في بقع العرق أنه عديم اللون، لكن الحال ليس كذلك دائماً! فقد يفرز الجسم عرقاً بألوان مختلفة في حالة طبية نادرة تعرف باسم "التعرق اللوني" أو chromhidrosis، المشتقة من الكلمة اليونانية "chroma" والتي تعني (الملون) و"hidros" (العرق).
تعرف معنا في هذا التقرير أكثر على هذه الحالة الطبية وأسبابها وعلاجها.
أولاً، ما هو التعرق الملون؟
التعرق اللوني هو حالة مزمنة نادرة تتميز بإفراز العرق الملون، أسود أو أزرق أو أخضر أو أصفر أو بني، من الغدد العرقية المفرزة. على الرغم من أن التعرق اللوني حميد، إلا أنه قد يؤدي إلى ضغوط نفسية أو عاطفية.
للتعرق الملون ثلاثة أنواع أساسية:
- التعرق المفرط: يؤثر هذا على المناطق التي تحتوي على الغدد العرقية المفرزة، مثل الجذع والجفون وفروة الرأس والأذنين والمنطقة الداكنة من الجلد حول الحلمة.
- تعرق الإكرين: يحصل بسبب انتشار الغدد العرقية المفرزة على نطاق واسع، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على العرق في كل منطقة من الجسم تقريباً.
- التعرق الكاذب: ينتج عن اختلاط الأصباغ أو المواد الكيميائية أو البكتيريا المنتجة للصبغة مع عرق الجسم عديم اللون لتكوين عرق ملون.
ثانياً، متى يحصل التعرق الملون، ومن هم الأكثر عرضة له؟
يمكن أن يحدث التعرق الملون في أي عمر تقريباً، ولكنه عادةً ما يصبح ملحوظاً بعد البلوغ، عندما تبدأ الغدد المفرزة في إفراز السوائل.
لاحظت جمعية فرط التعرق الدولية (IHS) أن المعلومات حول هذه الحالة نادرة، لأنها نادرة جداً. يبدو أنه لا يوجد ارتباط بين التعرق اللوني والجنس أو الموقع الجغرافي أو الموسم أو الطقس، على الرغم من أنه قد يكون أكثر عرضة للتطور لدى الأشخاص المنحدرين من أصل إفريقي.
على الرغم من أن الحالة مزمنة، إلا أن تغير لون العرق قد ينخفض بمرور الوقت، حيث ينتج الجسم كمية أقل من مادة ليبوفيوسين، وهي صبغة مسؤولة على الأرجح عن تغيرات اللون.
فقد يكون لدى الأشخاص المصابين بالتعرق اللوني المزيد من الليبوفوسين الذي يتأكسد أكثر من غيره.
أما بالنسبة للأعراض..
إن العرض الأساسي للتعرق اللوني هو إنتاج العرق الملون. قد يؤثر اللون فقط على العرق في مناطق معينة أو يحصل في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أن يختلف اللون وشدته من شخص لآخر.
وقد يعاني بعض الأشخاص من شعور بالدفء أو الوخز الناجم عن الإجهاد أو النشاط البدني قبل ظهور العرق الملون.
يمكن أن يكون العرق أسود أو أخضر أو أزرق أو أصفر أو بنياً.
يجب على أي شخص يعاني من التعرق الملون أن يلجأ للمساعدة الطبية إذا بدأ يعاني من أعراض الاضطراب العاطفي أو الاكتئاب أو القلق.
ما هي أسباب التعرق الملون؟
هناك عدد قليل من الأسباب المحتملة للتعرق اللوني، اعتماداً على النوع.
عند الشخص المصاب بالتعرق المفرط، يتسبب الليبو فوسين في تغير اللون كجزء من العملية الطبيعية لتكوين العرق.
وتوجد بعض الأمور التي تحفز الغدد المفرزة الصبغية وتزيد من احتمالية تلون العرق، مثل احتكاك الجلد أو الاستحمام بالماء الساخن ومنبهات مثل القلق أو الإثارة الجنسية أو الألم.
أما بالنسبة للنوع الثاني، تعرق الإكرين، فيحدث تغير اللون عادة لأن الشخص قد ابتلع أصباغاً قابلة للذوبان في الماء أو المعادن الثقيلة، مثل النحاس أو بعض ملونات الطعام أو المنكهات أو بعض الأدوية، مثل بيساكوديل.
أما التعرق الكاذب فيعتبر أكثر شيوعاً، ويحدث عندما يتلامس الجلد مع مواد كيميائية أو الأصباغ أو البكتيريا المنتجة للصبغة.
هناك مشكلات صحية أخرى يمكن أن تتسبب في تغيير لون العرق، مثل الالتهابات أو تسرب الدم في العرق أو زيادة مادة البيليروبين من الكبد أو في بعض حالات التسمم.
ما هي العلاجات الممكنة للعرق الملون؟
يعتمد اختيار العلاج للتعرق الملون على نوع التعرق.
ففي حالة التعرق المفرط، يهدف علاج هذا النوع من التعرق إما إلى تقليل كمية العرق أو تحفيز العرق وتفريغ الغدد. يمكن للنهج الأخير أن يوقف حدوث العرق لمدة تصل إلى 3 أيام في المرة الواحدة.
قد تشمل العلاجات وضع كريم كبخاخات مرة أو مرتين في اليوم، على الرغم من أن هذا قد يسبب إحساساً بالحرقان. أو تطبيق كلوريد الألومنيوم الموضعي أو أخذ حقن البوتوكس.
أما بالنسبة لتعرق إكرين فيمكن علاجه عن طريق تقليل أو إزالة التلامس مع الصبغة أو المواد الكيميائية أو المعدن الثقيل المسؤول عن تغير اللون.
قد يتضمن علاج التعرق الكاذب استخدام الأدوية المضادة للميكروبات أو إيقاف الأدوية الأخرى، وبالتالي السماح للبكتيريا بإعادة التوازن الطبيعي في الجلد.
يعتبر التعرق الملون غير ضار، ولكنه قد يسبب الإحراج أو الضيق الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب أو القلق؛ لذلك، إذا تغير لون العرق الذي يفرزه جسمك، راجع الطبيب لمعرفة السبب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.