لا شكَّ أنّ الوقوف لمدة معينة سواء في المطبخ أو طابور فرن الخبز أو السوبر ماركت أو أي مكان آخر يتوجب عليك فيه الوقوف والانتظار، يسبب آلاماً في الساقين والظهر أكثر بكثير من الركض لنفس المدة حتى عند أولئك الذين يمارسون رياضة الجري بانتظام.
لماذا يعد الوقوف أصعب من الركض أو المشي؟
قالت الطبيبة ديان كوشيموني، أخصائية أمراض الأقدام: "الطريقة التي نقف بها مهمة للغاية، إذ لا يمكن لأجسامنا التعامل مع الكثير من الضغط، فعند الوقوف، يميل معظم الناس إلى اتخاذ وقفة "مريحة"، مع بسط قوس القدم وثني القدم الأخرى قليلاً، ويضع هذا الوضع مزيداً من الضغط على الجانب الداخلي لقدمك، مما يؤدي في النهاية إلى ألم في القدم والكاحل وأسفل الظهر".
وأضافت الطبيبة ديان لصحيفة New York Times الأمريكية أن الحل لذلك هو تركيزنا على اتخاذ وضعية أكثر نشاطاً مثل إشراك عضلات الساق والقدم أثناء الوقوف من دون رفع القدمين عن الأرض، إذ يمكن أن يساعد في توزيع وزنك بشكل متساوٍ ومحاذاة مفاصلك.
الوقوف يسبب شد عضلات الفخذ
من جهتها تقول فيكتوريا ليون، مدربة اللياقة البدنية والباحثة في الصحة العامة في جامعة واشنطن، إنه عندما نقف لأوقات طويلة من الزمن، فإننا نمدد ونطيل عضلات الفخذ، ويمكن أن يؤدي شد هذه العضلات إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
وشبهت ليون الأمر كما لو أنك تقوم بمد ذراعيك إلى الأمام مباشرة، تخيل الألم الذي ستشعر به، هو تماماً ما يحدث عن ترك الساقين متوقفتين لفترة طويلة، ولذلك عليك المشي او الجري حتى تنثني عضلاتك وتمتد في كل خطوة
تكتيكات تساعدك على الوقوف بشكل مريح
فيما يلي بعض الطرق والتكتيكات التي يمكنك اتباعها للمساعدة في جعل وقوفك أكثر راحة وأقل ألماً.
خذ فواصل من الحركة
كايتلين غالاغر، الأستاذة المساعدة في جامعة أركنساس، وجدت أن حوالي نصف الأشخاص يصابون بنوع من آلام الظهر من الوقوف المفرط، حتى لو لم يعانوا من آلام الظهر من قبل أو لم يتعرضوا لأي إصابة.
وتقول: "ألم الظهر الناتج عن الوقوف يبدو وكأنه شيء صغير يزول عندما تتحرك، ولكن يمكن أن يسبب مشاكل بمرور الوقت".
وأكدت أن أخذ فواصل من المشي لمدة 5 دقائق كل نصف ساعة من الوقوف يمكن أن يساعد في تخفيف أي آلام في الظهر ناتجة عن الوقوف، على الأرجح لأن المشي يحرك عمودك الفقري.
قم بحركة القرفصاء
يقول متخصصو مركز لونغ آيلاند الأمريكي المُتخصص بأمراض العمود الفقري Lispine إنّ من بين التمارين التي يمكنك القيام بها إذا كان عليك الوقوف لفترات طويلة هو القرفصاء.
وأضاف المركز أنّ تمرين القرفصاء يزيل الضغط عن العمود الفقري عن طريق إمالة الحوض إلى وضع أمامي، لاسيما أنّ الوقوف لمدة طويلة يدفع الحوض إلى وضع خلفي، ما يزيد من انحناء أسفل الظهر ويزيد من الضغط على الأنسجة الرخوة والأعصاب ومفاصل القدمين، مما يسبب عدم الراحة والألم.
نقّل ثقل وزنك
شيء آخر يمكنك القيام به للمساعدة في الوقوف دون الإصابة بآلام في الظهر أو الساقين هو نقل وزن جسمك من جانب إلى آخر.
يمكن القيام بذلك ببساطة عن طريق ثني ركبة واحدة ثم الأخرى، فالركبة المثنية ستأخذ وزنك وتزيل الحمل عن الجانب الآخر.
اختر الحذاء المناسب
الأحذية ذات الكعب العالي والشباشب والصنادل ذات الأربطة تلحق الضرر بالجسم، إذ عندما ترتدي أحذية تجبرك على نقل الوزن باتجاه إصبع القدم وبعيداً عن الكعب، ستتسبب بتتغير مشيتك بشكل كبير.
وتقول كارين جاكوبس، مديرة برامج العلاج المهني وأستاذة إكلينيكية في كلية الصحة وإعادة التأهيل بجامعة بوسطن، لموقع Nea MB الطبي: "إنّ أفضل رهان لك هو اختيار الأحذية المريحة التي تدعم قدميك".
ولذلك جهز نفسك للوقوف والمشي بشكل أكثر راحة من خلال ارتداء أحذية أكثر دعماً، مثل الأحذية المسطحة أو بنعل أكثر سمكاً مع حزام في الخلف للمساعدة في تثبيت قدمك.
ابتعد عن هاتفك الذكي لإبعاد آلام كتفيك
ماذا يفعل معظمنا عندما ننتظر في الطابور؟ نسحب هاتفنا من جيوبنا، ونبدأ في تضييع الوقت عليه، وهنا نصاب بما يسمى "الرقبة التقنية" وهو مصطلح يعني أنّ رقبتك مائلة إلى أسفل وإلى الأمام، مما يؤدي إلى إصابة كتفيك بالحداب.
وبدلاً من ذلك، حاول فرد جذعك قليلاً، وأبعد كتفيك بعيداً عن أذنيك وانظر أمامك مباشرة، وليس إلى هاتفك.
جرب تمرين One Stretch
وجدت دراسة في اليابان أن تمرين الوقوف المسمى "One Stretch" قد ساعد في منع آلام أسفل الظهر أو تقليلها.
ولأداء التمرين، قف مباعداً بين قدميك بعرض الكتفين. وضع يديك على أسفل ظهرك، مع توجيه أصابعك لأسفل.
قم بالشهيق ثم الزفير لمدة ثلاث ثوانٍ بينما تتمدد بلطف للخلف مع محاولة عدم ثني ركبتيك، استخدم يديك للحصول على الدعم وأنت تعود إلى وضع الوقوف المحايد، وكرر الأمر عدة مرات.
قد يهمك أيضاً: تمارين رياضية في المنزل دون الحاجة لأجهزة رياضية
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.