التهاب المرارة هو حالة صحية مفاجئة، تحدث غالباً بدون سابق إنذار أو أعراض تدريجية، وهي تسبب نوبات من الألم الشديد والأعراض المصاحبة الأخرى ما يهدد قدرة الشخص على العيش بصورة طبيعية ويهدد حياته، خاصة إذا تم تجاهل المشكلة لأشهر متواصلة بعد بدء النوبات.
ما هي المرارة وما دورها في جسم الإنسان؟
المرارة عبارة عن عضو صغير على شكل كمثرى يقع في الجانب السفلي من الكبد. ويخزن هذا الجسم المادة الصفراء التي ينتجها الكبد ويرسلها إلى الأمعاء الدقيقة عبر القناة الصفراوية المشتركة CBD، للمساعدة في هضم الدهون، وتربط تلك القناة كلاً من الكبد والمرارة والبنكرياس بالأمعاء الدقيقة.
حالة صحية طارئة تستلزم التدخل الطبي العاجل
وتعد حصوات المرارة التي تسدُّ القناة الصفراوية هي السبب الرئيسي لالتهاب المرارة، إذ يتسبب هذا الانسداد في تراكم الصفراء في المرارة، وهذا التراكم يؤدي إلى التهابها وبدء حدوث الأعراض والألم.
وتعد تلك الحالة الصحية خطيرة، وتستلزم التدخل الطبي العاجل، لأنه من الممكن أن تتمزق المرارة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح وفوري.
وعادة ما يتضمن العلاج المضادات الحيوية وأدوية الألم واستئصال المرارة الجراحي، وفقاً لموقع Healthline الطبي.
ويُعد الشعور بالغثيان والقيء المفاجئ من الأعراض الشائعة لهذه الحالة. وغالباً ما يحدث ذلك بعد تناول وجبة كبيرة أو وجبة دسمة بشكل خاص.
ومن السهل الخلط بين التهاب المرارة والمشاكل الصحية الأخرى، ولكن هناك علامة أخرى منوطة بالإصابة بهذا الالتهاب، وهي الألم الشديد في بطنك أو في ظهرك وأسفل كتفك اليمنى.
أعراض التهاب المرارة
كما سبق وأسلفنا يمكن أن تُحاكي أعراض التهاب المرارة المشكلات الصحية الأخرى، لذا ستحتاج إلى زيارة الطبيب للتشخيص الدقيق.
ومع ذلك، قد تشعر بألم حاد ومفاجئ في الجانب الأيمن العلوي من بطنك، وقد تشعر أيضاً بألم في ظهرك أو أسفل كتفك اليمنى.
وعندما يتم التنفس بعمق قد يزداد الأمر سوءاً وتتفاقم الأعراض والألم، وتتضمن بعض الأعراض الأخرى التي يجب الانتباه لها ما يلي بحسب موقع WebMD الطبي:
- الغثيان.
- التقيؤ.
- الحُمَّى.
- الانتفاخ المستمر.
- المعاناة من الإسهال الأصفر.
وقد تسوء الأعراض بعد تناول وجبة غنية بالدهون والدسم، وإذا كنت لا تستطيع الشعور بالراحة أو الجلوس لأن الألم شديد للغاية، فتوجه إلى غرفة الطوارئ فوراً.
أسباب الإصابة بالتهاب المرارة
السبب الرئيسي وراء احتباس العصارة الصفراوية في ذلك العضو هو أن حصوات المرارة- كتل الصفراء التي تحولت لحالة صلبة- تسد الطريق إلى الأمعاء الدقيقة. وتعتبر حصوات المرارة مشكلة صحية شائعة بين ملايين الناس حول العالم؛ حوالي نصف المصابين بها سيصابون بالتهاب المرارة.
ومع ذلك، حصوات المرارة ليست هي المشكلة الوحيدة التي يمكن أن تسبب هذه الحالة. بعض الأسباب الأخرى بحسب WebMD تشمل التالي:
- تتراكم حمأة المرارة أو Gallbladder sludge، وهي سائل سميك، في العضو الصغير بكثافة، ويمكن أن يحدث هذا عند الحمل، أو إذا فقدت الكثير من الوزن بسرعة.
- سبب آخر للإصابة بالتهاب المرارة هو سد الأورام لمسار الصفراء في الجسم، ويمكن للورم السرطاني أو الحميد في البنكرياس أو الكبد أن يمنع الجزء المصاب من التصريف بصورة طبيعية.
- وعندما لا تحتوي المرارة على إمدادات دم جيدة فقد يحدث الالتهاب، ويمكن أن يعاني مرضى السكري من هذه المشكلة بصورة خاصة.
- تؤثر كذلك العدوى على المرارة، ويمكن للبكتيريا أن تُلحق الضرر بالنظام الذي يقوم بتصريف الصفراء، ما يؤدي إلى تراكمها.
وتُعد الفئات الأكثر إصابة بالتهاب المرارة:
- السيدات فوق سن الـ50 سنة.
- الرجال أكبر من سن الـ60 عاماً.
- عند المعاناة من زيادة كبيرة بالوزن.
- عند الإصابة بداء السكري.
- الحمل.
أو إذا كان لديك:
- مرض قلبي.
- مرض الكلى في المرحلة النهائية.
- فرط شحميات الدم (عندما يحتوي دمك على الكثير من الدهون).
- فقدان الوزن بسرعة.
- لديك أيضاً فرصة أكبر للإصابة إذا كان نظامك الغذائي غنياً بالدهون والكوليسترول.
التعامل الطبي مع الحالة وخيارات العلاج
عند الإصابة بنوبة من نوبات التهاب المرارة، يجب نقل المريض المصاب إلى المستشفى فوراً، وهناك من المحتمل ألا يُسمح له بتناول أي أطعمة صلبة أو سائلة لبعض الوقت.
عوضاً عن ذلك سيخضع المريض للصيام عن الطعام والشراب، وسيتم إعطاؤه السوائل عن طريق الوريد، ويمكن أيضاً مدّه بأدوية الألم والمضادات الحيوية.
ويوصى بإجراء الجراحة في حالة التهاب المرارة الحاد، بسبب ارتفاع معدل تكرار الالتهاب المرتبط بحصوات المرارة بشكل مزمن.
وبحسب موقع Medical News Today، إذا كانت هناك مضاعفات، مثل الغرغرينا أو انثقاب المرارة، سيحتاج المريض حينها إلى جراحة فورية لإزالة المرارة بالكامل، وإذا كان المريض مصاباً بعدوى أو التهاب آخر فقد يتم إدخال أنبوب عبر الجلد إلى المرارة لتصريف العدوى بشكل مباشر.
ويمكن إجراء استئصال المرارة عن طريق جراحة البطن المفتوح أو بالمنظار.
ويتضمن استئصال المرارة بالمنظار إحداث عدة شقوق صغيرة في الجلد، ومن إحداها يتم إدخال كاميرا دقيقة لمساعدة الجراح على رؤية ما بداخل البطن، ومن أخرى يتم إدخال أدوات جراحية لإزالة المرارة.
ويميل المرضى والجراحون على حدٍّ سواء إلى إجراء عملية تنظير البطن عوضاً عن فتح البطن، وذلك لأن الشقوق صغيرة، وبالتالي يتعافى المريض بصورة سريعة بعد العملية ويشعر بألم أقل، وتترك لديه ندبة أصغر حجماً.
وبعد استئصال المرارة جراحياً تبدأ الصفراء في التدفُّق مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة من الكبد، وهذا لا يؤثر عادة على الصحة العامة للمريض والجهاز الهضمي، كل ما في الأمر أن بعض المرضى قد يعانون من نوبات متكررة من الإسهال.
النظام الغذائي لمريض التهاب المرارة
عند التعافي من الحالة، من المهم إجراء تعديلات غذائية تساعد على إعادة إنتاج الصفراء بكميات طبيعية في الجسم.
لذلك تأكد من تناول وجبات أصغر، وبشكل متكرر خلال اليوم، مع تجنُّب الوجبات أو الحصص الكبيرة دفعة واحدة، إذ يمكن لذلك أن يخل بنظام الجسم الجديد، ما يؤدي إلى تشنج المرارة أو القناة الصفراوية.
كما ينبغي تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والمقليات تماماً، بما في ذلك منتجات الألبان كاملة الدسم، والتزم بالبروتينات الخالية من الدهون، بحسب موقع Mayo Clinic للصحة والأبحاث الطبية.
طرق الوقاية من التهاب المرارة
يمكن لبعض التدابير أن تقلل من خطر الإصابة بحصوات المرارة، ما يمكن أن يقلل من فرصة الإصابة بالتهاب المرارة، وتشمل تلك التدابير ما يلي وفقاً لذات الموقع:
- تجنب استهلاك الدهون المشبعة في الأطعمة المُصنعة والزيوت المهدرجة واللحوم الحمراء.
- الالتزام بأوقات الإفطار والغداء والعشاء المنتظمة وعدم تخطي الوجبات.
- ممارسة الرياضة 5 أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل في المرة.
- فقدان الوزن والحفاظ على جسم صحي، لأن السمنة تزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة.
- تجنب فقدان الوزن السريع لأن هذا يزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة. وعادة ما يكون فقدان الوزن الصحي حوالي 1 إلى 2 رطل، أو 0.5 إلى 1 كجم من وزن الجسم أسبوعياً.