هل تحب اقتناء الأشياء ويصعب عليك التفريط فيها؟ انتبه قبل تفاقُم المشكلة فقد تكون تعاني من “اضطراب التخزين”

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/05 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/05 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش

لكل منا مقتنيات تعز عليه ولها مكانة خاصة، وقد يصعب التفريط فيها، لكن حب الاقتناء عند بعض الأشخاص قد يتجاوز الحدود الطبيعية ويصل لدرجة تخزين أي شيء من العبوات الفارغة إلى زجاجات العصير والألبسة الممزقة حتى.

حب الاقتناء الشديد والتخزين غير الطبيعي والشديد هو اضطراب صحي يعرف باسم "اضطراب التخزين" أو "التخزين القهري" أو "الاكتناز". 

لنتعرف أكثر في هذا التقرير على هذا الاضطراب وأسبابه وطرق التعامل معه.

اضطراب التخزين

ما هو اضطراب التخزين؟

وفقاً لموقع Healthline الطبي، يحدث اضطراب التخزين أو الاكتناز عندما يجمع الشخص بشكل دائم الأشياء غير الضرورية ويصعب عليه التخلص من أي منها. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي عدم القدرة على التخلص من الأشياء إلى تراكمها، ما يجعل مكان عيش الشخص مساحة غير آمنة وغير صحية، كما يمكن أن يسبب توتراً في العلاقات الشخصية، ويقلل بشدة من جودة الحياة اليومية.

غالباً ما يصيب هذا الاضطراب البالغين، رغم أن المراهقين قد يظهرون ميولاً للتخزين أيضاً، ويمكن أن يصبح أسوأ مع مرور الوقت. 

ما الذي يسبب اضطراب التخزين؟

يمكن أن يحدث اضطراب التخزين لعدة أسباب. قد يبدأ الشخص في التخزين لاعتقاده أن الأشياء التي جمعها، أو يفكر في جمعها، قد تكون ذات قيمة أو مفيدة في وقت ما. كما يمكن أيضاً أن يكون السبب عاطفياً، فيربطون بين الأشياء التي يجمعونها وشخص أو حدث مهم لا يريدون نسيانه.

غالباً ما يعيش الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التخزين مع أغراضهم المجمعة على حساب احتياجاتهم الخاصة، على سبيل المثال قد يتخلون عن استخدام ثلاجتهم، لأن مساحة مطبخهم أصبحت مسدودة بالأشياء التي يجمعونها. أو قد يختارون العيش مع جهاز مكسور أو بدون تدفئة بدلاً من السماح لشخص ما بالدخول إلى منزلهم لإصلاح المشكلة.

الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب التخزين هم أولئك الذين:

  • يعيشون وحدهم
  • نشأوا في مكان غير منظم
  • كانت لديهم طفولة صعبة ومحرومة

كما يمكن أن يرتبط الاضطراب أيضاً بحالات الصحة العقلية الأخرى، مثل:

  • القلق
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
  • الكآبة
  • مرض عقلي
  • اضطراب الوسواس القهري
  • انفصام في الشخصية

أعراض اضطراب التخزين

اضطراب التخزين

عادةً ما يكون الحصول على عدد كبير من الأشياء وحفظها، والتراكم التدريجي للفوضى في أماكن المعيشة وصعوبة التخلص من الأشياء، هي أولى العلامات والأعراض لاضطراب التخزين، والذي غالباً ما يظهر خلال فترة المراهقة إلى سنوات البلوغ المبكرة.

مع تقدم الشخص في العمر يبدأ عادةً في الحصول على أشياء لا توجد حاجة أو مساحة فورية لها، بحلول منتصف العمر غالباً ما تكون الأعراض شديدة وقد يصعب علاجها.

وفقاً لموقع Mayo Clinic الطبي، قد تشمل العلامات والأعراض ما يلي:

  • الإفراط في الحصول على الأشياء غير الضرورية أو التي لا توجد مساحة لها
  • الصعوبة المستمرة في التخلص من الأشياء أو التخلي عنها، بغض النظر عن قيمتها الفعلية
  • الشعور بالحاجة إلى حفظ هذه الأشياء، والانزعاج من فكرة التخلص منها
  • تراكم الفوضى إلى الحد الذي تصبح فيه الغرف غير صالحة للاستعمال
  • وجود ميل نحو التردد والكمالية والتجنب والمماطلة ومشاكل التخطيط والتنظيم

تؤدي الحيازة المفرطة للأشياء ورفض التخلي عنها إلى:

  • أكوام غير منظمة من المقتنيات، مثل الصحف أو الملابس أو الأوراق أو الكتب أو الأشياء العاطفية
  • جعل مناطق المعيشة غير قابلة للاستخدام للغرض المقصود، مثل عدم القدرة على الطهي في المطبخ أو استخدام الحمام للاستحمام
  • تراكم الطعام أو القمامة إلى مستويات مفرطة وغير صحية بشكل غير عادي
  • ضائقة كبيرة أو مشاكل في العمل أو الحفاظ على نفسك والآخرين آمنين في منزلك
  • تعارض مع الآخرين الذين يحاولون تقليل أو إزالة الفوضى من منزلك

كيفية علاج اضطراب التخزين

يمكن تشخيص وعلاج اضطراب التخزين. ومع ذلك قد يكون من الصعب إقناع الشخص المصاب به بالتعرف على الحالة، قد يتعرف أفراد العائلة أو الغرباء على علامات وأعراض الاضطراب قبل وقت طويل من أن يكتشفها ويعترف بها الشخص المصاب.

يجب أن يركز علاج اضطراب التخزين على الفرد وليس فقط على المساحات التي تغمرها الفوضى. يجب أن يتقبل الشخص أولاً خيارات العلاج من أجل تغيير سلوك الاكتناز.

التشخيص

يجب على الشخص الذي يبحث عن علاج لاضطراب التخزين أن يرى طبيبه أولاً. يمكن للطبيب تقييم اضطرابه من خلال المقابلات مع الشخص وكذلك عائلته. يمكنهم أيضاً زيارة منزل الشخص لتحديد مدى شدة الاضطراب.

قد يساعد التقييم الطبي الشامل أيضاً في تشخيص أي حالات صحية عقلية أساسية أخرى.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

قد يكون العلاج السلوكي المعرفي الفردي والجماعي (CBT) هو الطريقة الأكثر نجاحاً لعلاج الاضطراب.

أظهرت الأبحاث أن هذا النوع من العلاج يمكن أن يكون مفيداً. يمكن إجراء العلاج المعرفي السلوكي في بيئة فردية أو جماعية. يركز العلاج على سبب صعوبة التخلص من الأشياء، ولماذا يرغب في جلب المزيد منها إلى منزله. الهدف من العلاج السلوكي المعرفي هو تغيير السلوك وعمليات التفكير التي تسبب الاكتناز.

قد تتضمن جلسات العلاج المعرفي السلوكي إنشاء استراتيجيات للتخلص من الفوضى، وكذلك مناقشة طرق منع جلب مقتنيات جديدة.

اضطراب التخزين

الأدوية

لا توجد أدوية خاصة لعلاج اضطراب التخزين، لكن قد يساعد بعضها في تخفيف الأعراض. قد يصف الطبيب مثبطاً انتقائياً لاسترداد السيروتونين أو مثبط امتصاص السيروتونين-نوربينفرين للمساعدة في هذه الحالة.

تُستخدم هذه الأدوية عادةً لعلاج حالات الصحة العقلية الأخرى. ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية مفيدة في حالات اضطراب التخزين. أشارت بعض الأبحاث إلى أن الأدوية الخاصة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد تكون مفيدة أيضاً.

تحميل المزيد