إذا كنت في النادي الرياضي ووجدت بعض المواظبين المتمرسين يتناولون مشروبات ملونة، فهذه على الأرجح مياه إلكتروليتات للتعويض عن المعادن التي خسرها الجسم أثناء التعرق، ولكنّ تناولها مع كل السكر المضاف يُذهب في المقابل الفائدة الأساسية منها، ومن هنا انتشرت مؤخراً مياه الإلكتروليتات الخالية من السكر، فما هي بالضبط وكيف تفيد الجسم؟
توضح أخصائية التغذية في المجلس الدولي لمعلومات الأغذية (IFIC)، أليسا بايك، لموقع Bustle: "الماء المنحل بالكهرباء هو ببساطة ماء مضاف إليه إلكتروليتات، قد تتضمن سكريات مضافة".
وتضيف أن: "الإلكتروليتات معادن مشحونة كهربائياً تساعد في تنظيم والتحكم في توازن السوائل بأجسامنا".
وتعد الإلكتروليتات ضرورية لـ:
- التحكم في توازن سوائل الجسم
- تنظيم ضغط الدم
- مساعدة العضلات على الانقباض، وضمن ذلك القلب
- الحفاظ على الحموضة الصحيحة للدم (pH).
ومن أكثر الإلكتروليتات شيوعاً الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم.
ويتم تعزيز مياه الإلكتروليت بهذه المعادن المشحونة، مع اختلاف تركيز كل عنصر منها.
لذا، إذا استيقظت يوماً ما تعاني من الجفاف، أو تعمل في يوم حار، فقد يساعدك تجديد الإلكتروليتات في العودة إلى المسار الصحيح.
وغالباً ما يتم الترويج لهذه المياه في أستديوهات اليوغا، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة Market Data Forecast العام 2021.
وتوقع المحللون أن تشكل صناعة مياه الإلكتروليتات سوقاً بقيمة 1.82 مليار دولار بحلول عام 2026 في سائر أنحاء العالم.
ويقول التقرير إن جيل الألفية وجيل Z سيقودون هذه الزيادة.
والجدير ذكره أن معظم هذه المنتجات غير مُحلاة، وكثير منها ليس منكَّهاً حتى.
أين توجد مياه الإلكتروليتات؟
توفر المياه المعبأة العادية كمية صغيرة على الأقل من الإلكتروليتات، ما لم يتم تصنيفها على أنها "مقطرة"، حسب ما نشره موقع Healthline.
حتى ماء الصنبور، يحتوي على الإلكتروليتات أيضاً. وفي المتوسط، تحتوي 34 أوقية (1 لتر) من ماء الصنبور على 2-3% من الاستهلاك اليومي المرجعي (RDI) من الصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم ولكنها تحتوي على قليل من البوتاسيوم، هذا إن وُجد.
في المقابل، تحتوي الكمية نفسها من المشروبات الرياضية المعززة بالإلكتروليتات على ما يصل إلى 18% من RDI للصوديوم و3% من RDI للبوتاسيوم ولكن القليل من المغنيسيوم أو الكالسيوم؛ وهي ما يتم بيعها في المتاجر الكبرى والنوادي الرياضية.
فوائد مياه الإلكتروليتات
تفيد المياه المعززة بالكهرباء، خاصةً المشروبات الرياضية، الرياضيين عبر تجديد المياه والإلكتروليتات والطاقة المفقودة أثناء التمرين.
كما يمنع شرب الماء المنحل بالكهرباء الجفاف، ليس فقط بسبب الماء الذي يوفره ولكن أيضاً لأن الصوديوم يحفز الجسم على التمسك بالماء.
أثناء ممارسة النشاط البدني، يحتاج الجسم سوائل إضافية لتعويض الماء المفقود في العرق. وقد يؤدي فقدان الماء بنسبة 1 إلى 2% من وزن الجسم إلى انخفاض القوة والسرعة والتركيز، حسب دراسة نُشرت على دورية Pubmed الطبية.
يحتوي العرق أيضاً على إلكتروليتات، وضمن ذلك كمية كبيرة من الصوديوم، وكذلك كميات صغيرة من البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم.
في المتوسط، يفقد الإنسان نحو 1 غرام من الصوديوم مع كل لتر من العرق.
لذا يوصي الخبراء بالمشروبات الرياضية بدلاً من الماء العادي لتحل محل السوائل والشوارد إذا كنت تميل إلى التعرق كثيراً أو تمارس الرياضة لمدة تزيد على ساعة أو في البيئات الحارة.
ويجب أن تلاحظ أن المشروبات الرياضية مصممة للرياضيين وليس الأفراد الذين تقل حركتهم.
وإلى جانب الإلكتروليتات، تحتوي النسخ المُحلاة منها على سعرات حرارية من السكر المضاف؛ على سبيل المثال: تحتوي زجاجة Gatorade سعة 2591 مل على 30 غراماً من السكر.
ما هي الكمية اللازمة؟
للترطيب اليومي، يجب على النساء شرب 9 أكواب من السوائل، بينما يحتاج الرجال 12 كوباً يومياً.
إذا كنت في بيئة حارة أو مواظباً على التمارين الرياضية، فاشرب كوبين من الماء على الأقل قبل ممارسة الرياضة وكوباً واحداً كل 20 دقيقة أثناء ممارسة الرياضة، بحسب توصيات جامعة ميتشيغان.
بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإنَّ شرب مياه الإلكتروليتات ضروري فقط عندما يزيد وقت التمارين على ساعة.