أفاد باحثون بريطانيون بأن القهوة بجميع أنواعها قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة.
يقول الباحثون إنه إذا كانت قهوتك اليومية تحتوي على الكافيين أو منزوعة الكافيين أو مطحونة أو فورية، فلا فرق في قدرتها الواضحة على درء جميع أنواع أمراض الكبد، ما دمت تتناول ثلاثة إلى أربعة أكواب في اليوم.
يبدو أن جميع أنواع القهوة تقي من أمراض الكبد الحادة. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل إعطاء التوصيات للبدء في شرب القهوة لأهداف صحية أو زيادة الكمية لأسباب تتعلق بصحة الكبد.
وأكدت هذه الدراسة أن القهوة لا تقي من أمراض الكبد بشكل نهائي، ولكن يبدو أن هناك صلة.
تأثير القهوة على الكبد
قال مدير البحث بول رودريك: "على المرء أن يكون حذراً في الاستقراء من الدراسات القائمة على الملاحظة ليقول إن هناك علاقة سببية بين القهوة وأمراض الكبد. قد ترتبط السمات الأخرى لشاربي القهوة بمخاطر الإصابة بأمراض الكبد، وربما لم نأخذها في الحسبان".
لكنه قال إن الدراسة تضيف دليلاً على أن القهوة واقية، برغم اختلاف التركيب الكيميائي للأنواع المختلفة.
وقال أيضاً إن ماهية مكونات القهوة التي قد تحمي الكبد ما زالت غير معروفة. وأوضح: "القهوة مادة معقدة، ولا نريد المبالغة في التكهنات بشأن الآليات المختلفة".
وقال إنه ليس من الواضح ما إذا كانت القهوة قد تمنع تلف الكبد في بداياته أو تمنع تطوره إلى أشكال أكثر شدة. وأضاف رودريك: "بالنظر إلى النطاق العالمي لأمراض الكبد، فإن هذا مجال مهم للبحث".
مدى انتشار أمراض الكبد
تتزايد معدلات أمراض الكبد بشكل مطرد وتمثل ما يقدر بنحو مليوني حالة وفاة سنوياً في جميع أنحاء العالم، وفقاً لمجلة Journal of Hepatology.
بالنسبة للدراسة -التي لم تتلقَّ أي تمويل من صناع القهوة- استخدم فريق رودريك بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة لما يقرب من 500 ألف شخص لديهم "استهلاك معروف للقهوة" جرت متابعتهم لمدة 11 عاماً في المتوسط تقريباً. والمتوسط هنا يعني أن النصف جرت متابعته لمدة أطول، والنصف الآخر لمدة أقل. وكان 78% منهم يشربون قهوة مطحونة أو سريعة التحضير أو قهوة منزوعة الكافيين، و 22% لم يشربوا أي قهوة.
وخلال مدة الدراسة، أصيب 3600 شخص بأمراض الكبد المزمنة وتوفي 301. وأصيب أكثر من 5400 مشارك بأمراض الكبد المزمنة أو تراكم الدهون في الكبد المعروف باسم مرض الكبد الدهني، وأكثر من 180 أصيبوا بسرطان الكبد.
وبالمقارنة مع من لا يشربون القهوة، فإن أولئك الذين يشربون القهوة لديهم مخاطر أقل بنسبة 21% للإصابة بأمراض الكبد المزمنة و20% أقل لخطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة أو الدهنية. ووجد الباحثون أن خطر الوفاة من أمراض الكبد المزمنة انخفض بنسبة 49%.
ولوحظ أكبر قدر من الاستفادة بين محبي البن المطحون، الذي يحتوي على مستويات عالية من الكاهويل والكاف ستول، وهي مركبات كيميائية طبيعية من حبوب البن. وقد ثبت أن كليهما يقي من أمراض الكبد المزمنة في الحيوانات. ومع ذلك، قال باحثون إن القهوة سريعة التحضير، التي تحتوي على مستويات منخفضة من الكاهويل والكاف ستول، قللت أيضاً من خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة، مما يعني أنه قد تكون هناك علاقة معقدة بين المكونات المختلفة في القهوة.
ووفقاً لموقع MY Health، قال الدكتور ديفيد بيرنشتاين، مدير مركز Sandra Atlas Bass Center لأمراض الكبد في Northwell Health في مانهاست، نيويورك، إن العديد من الدراسات وجدت أن القهوة مفيدة للكبد.
وأضاف: "لكن هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر أن التأثير قد لوحظ في كل من شاربي القهوة المحتوية على الكافيين والخالية من الكافيين، وأن البن المطحون قدم فائدة أكبر من القهوة الفورية".
وأشار المؤلفون البريطانيون إلى أن القهوة متوفرة بسهولة وأن هذه النتائج تشير إلى أنها قد تكون علاجاً وقائياً محتملاً لمرض الكبد المزمن.