من الطبيعي جداً أن تشعر بالضغط بسبب العمل، وليس من المفترض أن تحب كل دقيقة تقضيها في العمل، لكن هذا لا يعني أيضاً أن تكرهها.
ولكن أن تشعر بأنك عالق في مكان عمل سيئ حتى لو كنت تتقاضى مبالغ كبيرة، أمر لا يتوجب عليك السكوت عنه أيضاً.
ماذا يعني العمل في بيئة سامة؟
تُشكّل الأشياء السامة ضرراً بالغاً على صحتك، فهي ليست مجرد مزعجة أو مرهقة. مكان العمل السام هو بيئة مهنية تشعر فيها بالتلوث الاجتماعي والأذى، بسبب الضغط أو المسؤوليات أو التحيز أو الظلم أو أي مشاعر أو تجارب سلبية أخرى.
قد تسرق بيئة العمل السامة سلامك الداخلي وتعيق إنتاجيتك في العمل، الأمر الذي يؤدي إلى تقييد فرصك المهنية من خلال تثبيط قدرتك على تطوير نفسك وتحقيق أهدافك الوظيفية.
وأحياناً، يمتد تأثير المحيط السام إلى حد الإضرار بصحتك النفسية.
نادراً ما تنحصر تأثيرات الأجواء السامة داخل مكان العمل، بل تتبعك إلى المنزل بعد انتهاء ساعات الدوام لتؤثر سلباً في حياتك الشخصية.
لذا، من المهم إدراك المشكلة في وقت مبكر؛ حتى تستطيع العثور على وظيفة جديدة إذا لزم الأمر.
10 علامات على بيئة العمل السامة
يشعر الشخص الموجود في بيئة عمل سامة بالقلق والإجهاد المستمر كأنه يواجه دائماً تحديات هائلة متواصلة دون أخذ فترة استراحة. جمعنا فيما يلي، 10 علامات تدل على أنك تعمل في بيئة عمل سامة:
1- ضعف التواصل والوضوح
تتوقع منك العديد من الوظائف المختلفة أن تعمل بمستوى معين دون توجيه أو إشراف كبير، هذا أمر عادي، لكن غالباً ما تخلو أماكن العمل السامة من الموظفين والمسؤولين الثياديين القادرين على التواصل الجيد وتوضيح أهداف العمل.
2- الشللية والإقصاء
يميل الأشخاص المتشابهون في طريقة التفكير إلى الاجتماع معاً، على غرار القول الشائع "الطيور على أشكالها تقع"، لكن انتشار هذا النمط في بيئة العمل أمر مؤذٍ، لأنَّ العمل بروح الفريق عنصر ضروري للغاية لنجاح أي عمل.
يُشكّل الموظفون في كثير من الأحيان مجموعات بناءً على الولاءات المشتركة، الأمر الذي ينجم عنه إقصاء زملاء العمل الآخرين غير المتوافقين مع قيمهم الأساسية.
3- النميمة والشائعات
قد توظف أماكن العمل السامة أشخاصاً معتادين على اختلاق الحكايات ونشر الأكاذيب لجذب الانتباه، حسب موقع The Good Men Project.
وإذا ما شارك موظفون آخرون أو مسؤولون إداريون في هذا السلوك السيئ، يكون من الصعب جداً على أي موظف جادٍّ تأدية عمله بكفاءة.
4- عدم كفاءة القيادة
لا جدوى من محاولة إنجاز عملك يومياً على أكمل وجه، في حال عدم وجود قيادة ذات كفاءة تحدد المسؤوليات وتحاسب أي مخطئ.
تقدم بيئات العمل السامة للعاملين خيارات محدودة وأملاً ضئيلاً في إمكانية حدوث تغيير إيجابي، في ظل وجود قادة ضعفاء غير أكْفاء وكثير من البيروقراطية، وهو وضع لا يسمح بإدخال أي تغييرات مهمة على السياسة العامة.
5- طاقم عمل يفتقر إلى دوافع الإنجاز
انظر حولك. هل يبدو الموظفون الآخرون متحفزين ومستمتعين بوظائفهم؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فهذه علامة تدل على بيئة العمل السامة.
يشير الموظفون المحبطون عادة إلى الأجور المتدنية أو سياسات الشركة السيئة أو فرض قواعد صارمة.
6- التطور البطيء على المستوى المهني
حاوِل الابتعاد عن أي بيئات عمل تخنق قدرتك على التعلُّم والتطور. تكون عادةً الشركات التي تستثمر في موظفيها أكثر كفاءة بوجه عام من غيرها، لذا ابحث عن فرص التطور الوظيفي مثل الحصول على برامج تدريبية ودورات توجيهية وإعداد خدمات تطوعية.
7- مطالب مبالَغٌ فيها
يجب ألا يجبرك أي صاحب عمل على اتخاذ خيارات غير عقلانية تؤدي إلى اختلال التوازن بين حياتك الشخصية والمهنية.
يُعد هذا المكان بيئة عمل سامة، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم هوايات أو عائلات ينبغي لهم الاعتناء بها.
يتسبب هذا الوضع في حدوث مزيد من الضرر عندما تتعرض لضغط متعسف لتلبية متطلبات الوظيفة على حساب أي شيء آخر.
8- الاستغلال والاحتراق الوظيفي
قد تؤدي الظروف المحيطة بمهام وظيفتك و/أو البيئة التي تعمل فيها دوراً كبيراً في مدى حماستك للاستمرار بهذا العمل.
غالباً ما تستغل أماكن العمل السامة شغف العاملين، فتمتص طاقتهم حتى تقضي على حماستهم، من خلال عدم توفير العوامل المحفزة وتعريضهم باستمرار لفترات طويلة من الضغط والإجهاد.
9- سمعة سيئة في سوق العمل
تكشف السمعة السوقية للشركة وسط شركاء الأعمال أو البائعين الكثير عن أجواء العمل داخل هذه الشركة. إذا كانت الشركة تتعرض باستمرار للانتقادات والملاحقة القضائية، فقد تكون علامة على أوضاع شديدة السُّمّية كامنة تحت السطح.
10- الإحساس الداخلي
قد يخبرك حدسك بالكثير عن مكان عملك. لذا، عندما تشعر بأن ثمة خطباً ما بشأن بيئة العمل، فإنَّ إحساسك قد يكون صحيحاً.
في الواقع، لا تحتاج حتى إلى دليل مباشر على بيئة العمل السامة، فإذا شعرت بعدم ارتياح شديد تجاه مكان العمل، فسيكون من الأفضل لك البحث عن وظيفة أخرى.
كيفية التعامل مع بيئة العمل السامة
نظراً إلى أن العثور على وظيفة جديدة يستغرق وقتاً ولا يمكنك الخروج على الفور، فمن المفيد تطوير طرق للتعامل مع الخلل الوظيفي حتى تتمكن من الانتقال إلى وظيفة جديدة في مكان آخر:
أولاً: ابحث عن أشخاص يشعرون بالطريقة نفسها التي تشعر بها. كوِّن صداقات معهم؛ على أمل مساعدة بعضكم بعضاً وأن تشاركوا أي أخبار مع المجموعة، وفق نصيحة موقع Top Resume.
ثانياً: افعل شيئاً بعد العمل؛ لتخفيف التوتر. اذهب إلى صالة الألعاب الرياضية أو قم بإصلاحات المنزل أو تعلَّم مهارة جديدة. السر هو التأكد من أنك تعيش حياة مُرضية خارج العمل؛ لمحاربة الدراما من 9 إلى 5.
ثالثاً: أنشِئ قوائم لإبقاء نفسك مشغولاً، وبهذا تُوجه التركيز على مهامك بدلاً من الجو السام، وتملك سبباً للاستمرار كل يوم.
رابعاً: وثِّق كل ما تفعله. احفظ رسائل البريد الإلكتروني واكتب التعليقات والقرارات من الاجتماعات والمكالمات الهاتفية وكل شخص يتفاعل معك. إذا كنت بحاجة إلى تقديم شكوى، فستحتاج إلى الدليل لدعم مطالبتك.
خامساً: ابدأ استراتيجية المغادرة؛ من الممكن أن تتحسن الأمور في وظيفتك، وفي هذه الحالة قد يكون من المنطقي البقاء. ومع ذلك، أثناء الانتظار، ابحث عن وظيفة جديدة. إذا كنت بحاجة ماسة إلى المغادرة، ففكِّر في وظيفة انتقالية إلى أن تجد وظيفة تتماشى مع حياتك المهنية.