لا شكَّ أنَّ اختيار المرأة للولادة الطبيعية لا يعني أنها قررت خوض ساعات من المعاناة، إذ إنّ هناك العديد من الخيارات التي تُسهم في تخفيف آلام الولادة، وجميعها طرق آمنة ومضمونة.
تخفيف آلام الولادة
تختلف كل امرأة عن الأخرى في شعورها بآلام المخاض والولادة، ففي الوقت الذي تشعر فيها إحدى الحوامل بالإعياء التام عند تعرضها لآلام المخاض وعدم القدرة على تحمل تلك الآلام، نجد أخرى يمكنها أن تتعامل جيداً وبطريقة مناسبة مع آلام المخاض والولادة.
كما أنّ هناك بجانب الإمكانات الطبية بعض الطرق الأخرى البديلة، التي يمكن أن تخفف من حدة آلام الولادة وتعمل على تسهيلها، وهي ما سنذكرها لكم اليوم.
التنفس بشكل صحيح
التنفس الصحيح في أثناء الطلق يساعد كثيراً على تخفيف آلام الولادة، وفقاً لما ذكره موقع American Pregnancy.
كل ما عليك فعله هو اتباع الخطوات التالية:
في بداية ونهاية كل انقباضة تذكري أن تأخذي نفساً عميقاً، إذ لا يساعد ذلك في زيادة تركيزك فحسب، بل يوفر أيضاً المزيد من الأوكسجين لطفلك وعضلاتك ورحمك.
أنماط التنفس للمرحلة الأولى من المخاض:
التنفس البطيء
استخدمي التنفس البطيء عندما تكون الانقباضات شديدة بما يكفي، بحيث لا يمكنك المشي أو التحدث من خلالها دون توقف، وانتقلي إلى نمط آخر إذا أصبحت متوترة ولم يعد بإمكانك الاسترخاء أثناء الانقباضات.
- خذي نفساً منظماً وسريعاً بمجرد أن يبدأ الانقباض، واسترخي بشكل تام أثناء الزفير.
- استنشقي الهواء ببطء من أنفك، وازفري من فمك، ما يسمح بتدفق الهواء كله.
التنفس المتسارع الخفيف
تشعر معظم النساء بالحاجة إلى التحول إلى التنفس المتسارع الخفيف في وقت ما خلال المرحلة النشطة من المخاض، دعي شدة الانقباضات تُرشدكِ إلى تحديد ما إذا كنتِ تستخدمين التنفس البطيء أو التنفس المتسارع الخفيف.
- قومي بالشهيق والزفير بسرعة من خلال فمك، بمعدل نفس واحد في الثانية.
- حافظي على تنفسك بشكل سطحي وخفيف، يجب أن يكون استنشاقكِ هادئاً، لكن الزفير يكون مسموعاً بوضوح.
- قومي بتسريع وتخفيف تنفسك مع زيادة شدة الانقباض.
- إذ ازدادت شدة الانقباض قومي بزيادة معدل تنفسك
- إذا انخفضت شدةُ الانقباض أبطئي معدل تنفسكِ تدريجياً، وعُودي إلى التنفس من خلال الشهيق من أنفك والزفير من خلال فمكِ.
الحركة أثناء المخاض والولادة
بشكل عام من غير الجيد أن تقوم النساء أثناء الولادة بالاستلقاء بشكل مستقيم وحسب، بل من الأفضل لهنَّ أن يقُمن بحركات مناسبة.
فالحركة تساعد في التأثير بقوة الجاذبية لدفع الجنين نحو الأسفل، وتعمل كذلك على تحريكه ليستقيم جسده، إضافة إلى تسهيل ثبات رأس الطفل للأسفل والتنفس في أثناء الطلق.
لذلك حاولي دوماً تغيير وضعية الجسم من وقت إلى آخر في أثناء الولادة، واكتشاف أي الوضعيات التي تناسبك، ويُمكنك فعلها بشكل جيد، هذه الأمور جميعها ستُسهم دون أدنى شك في تخفيف آلام الولادة.
إضافة إلى ذلك يمكن للحركة أثناء المخاض أن تقلل من إدراك المرأة للألم، وذلك لأن الإندورفين وهو من هرمونات "الشعور بالرضا" يتم إطلاقها عندما تصبح التقلصات أقوى، ونتيجة لذلك تقل حاجة النساء أثناء المخاض إلى مسكنات الألم، وفقاً لما ذكره موقع Cleveland Clinic الطبي.
تدليك منطقة العجان
تؤثر قوة الدفع الكبيرة التي تساهم فيها المرأة أثناء عملية إخراج الجنين بشكل كبير على منطقة العجان، وهي المنطقة الحساسة بين فتحة الشرج والمهبل.
وهذه المنطقة هي عرضة للتمزق أثناء الولادة المهبلية، حيث يضغط الطفل أثناء تنقله عبر قناة الولادة.
لذلك يدعم القيام بتدليك العجان في الفترة الأخيرة قبل الولادة مرونة تلك المنطقة بشكل كبير، والذي يمنع ويحافظ على العجان دون تمزّقه في أثناء الولادة، الأمر الذي يجعل آلام الولادة أخف وأسهل.
الوخز بالإبر التحضيرية لعملية الولادة
يمكن أن تكون آلام الولادة كبيرة، وقد تتفاقم بسبب توتر المرأة وقلقها وخوفها الذي يؤثر على عملية الولادة، لذلك ترغب العديد من النساء في تخفيف آلام الولادة دون استخدام الأدوية عن طريق إبر الوخز.
صحيح أنّ الوخز بالإبر قد يساعد في تخفيف آلام الولادة، ولكن في الوقت ذاته لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من البحث، وفقاً لما ذكره موقع Cochrane Library، لذلك ننصحك باستشارة طبيبك قبل اتخاذ القرار بهذه الخطوة.
الاسترخاء وسط الماء
اجلسي في الماء الدافئ، يساعدك ذلك على الشعور بالاسترخاء؛ إذ إنه من الممكن أن تكون العضلات منقبضة بعض الشيء وغير مهيأة بعد.
ومن خلال ذلك، يحدث الاسترخاء الذي يعمل على تحفيز المخاض وإتمام عملية الولادة بصورة صحية.
القيام ببعض تمارين الولادة
يتم في دورة التحضير للولادة تعلُّم بعض التمارين المختلفة والوضعيات التي يمكنكِ أن تقومي بها بعد ذلك أثناء عملية الولادة.
كما تُسهم تمارين اليوغا كذلك أيضاً في الوصول لحالة من الاسترخاء وتخفيف آلام الولادة، لذلك عليك أن تقومي بها بشكل بسيط.
تناوُل ورق توت العليّق الأحمر
ينبغي احتساء بعض أكواب الشاي المكونة من توت العليّق الأحمر بانتظام قبل أسابيع من الولادة، وذلك لتأثيراته الكبيرة جداً، فهو يساعد على استرخاء عضلات الحوض وعنق المهبل والرحم، فيعتبر بهذا دواءً مهدئاً ومضاداً للتشنج.
ووفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي فإن العديد من النساء قالوا إن شاي أوراق التوت الأحمر ساعدهن في تقصير مدة المخاض.
ومن المعروف أن مركب الفراجارين الموجود في أوراق التوت الأحمر يساعد في تماسك وقوة العضلات في منطقة الحوض، بما في ذلك جدران الرحم، ما يساعد على تخفيف آلام الولادة.
كما أنّ هناك بعض الأدلة التي تُثبت أنّ شرب شاي أوراق التوت يساهم في تخفيف آلام الولادة، ويقلل من كمية النزيف بعد الولادة.