في حين لا يزال الأطباء يكافحون حالات انتشار الفطر الأسود والأبيض لدى مرضى كورونا، بدأ نوع ثالث من العدوى الفطرية بالانتشار في أوساط المرضى في الهند على وجه التحديد. نتحدث هنا عن مرض الفطر الأصفر، فما هي أعراضه وأسبابه؟ وما هو وجه الاختلاف بينه وبين الفطر الأبيض والأسود؟
الفطر الأصفر.. هل هو عدوى جديدة؟
في البداية يجب أن تعلم أن العدوى الفطرية إجمالاً ليست جديدة بالرغم من تفاقم حالاتها مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وتصيب العدوى الفطرية إجمالاً الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وحتى إن لم يكونوا مصابين بفيروس كورونا فهم لا يزالون عرضة للإصابة بالفطريات في حال كانوا يعانون من أمراض أخرى تؤثر بشدة على الآلية الدفاعية في أجسادهم.
وفي حين أن فيروس كورونا يؤدي إلى تفاقم مخاطر الإصابة بهذه الفطريات، لكن هناك عوامل أخرى تسبب الإصابة بالعدوى الفطرية التي تشمل الفطر الأصفر والأبيض والأسود.
ويقول، ك.بوجانج شيتي رئيس مستشفى نارايانا نيترالايا التخصصي للعيون: "البكتيريا والفطريات موجودة في أجسامنا بالفعل، لكن الجهاز المناعي بالجسم يكبلها"، وأضاف: "عندما ينهار الجهاز المناعي بسبب علاجات السرطان ومرض السكري أو استخدام المنشطات، فإن هذه الأحياء الدقيقة تصبح لها اليد العليا وتتكاثر".
ما هو الفطر الأصفر؟
يغزو الفطر الأصفر الأعضاء الداخلية للجسم ويؤثر على أدائها الوظيفي بالكامل، ولا ينطلق الفطر الأصفر من الرئتين بالضرورة، ويتشكل بسبب وجود نوع من الفطريات التي تتكاثر لتهاجم الجسم بأكمله.
قد تترافق الإصابة بالفطر الأصفر بالطفح الجلدي وحرقة الجلد والإرهاق، ومن الممكن أن يصبح شديداً وخطيراً للغاية إذا لم تتم معالجته بسرعة.
ويعتمد مدى انتشار الفطر الأصفر في جسد المريض على حالة المريض الصحية وقوة مناعته، ولكيلا يصبح الأمر خطيراً ينبغي التركيز دائماً على الوقاية من هذا المرض.
أسباب الفطر الأصفر
نشرت صحيفة The Indian Express الهندية تقريراً تحدثت فيه عن الأسباب المحتملة للفطر الأصفر، والتي تشمل ما يلي:
- استخدام الستيرويد لفترات طويلة من الزمن (وهو مركب كيميائي يتم تصنيعه حيث يحاكي الهرمونات الطبيعية التي يصنعها الجسم. و تأتي السترويدات في عدة أشكال منها الحقن والأدوية والإبر والبخاخات).
- الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السكري
- المناعة الضعيفة
- اتباع عادات غير صحية أو التواجد في أماكن قذرة وملوثة
- الإصابة ببعض الأمراض التي تضعف مناعة الجسم ومن ضمنها فيروس كورونا
أعراض الفطر الأصفر
تشمل أعراض الفطر الأصفر ما يلي:
- الخمول العام في الجسم
- انخفاض الشهية
- العيون الغائرة
- تسرب القيح
- بطء التئام الجروح
وفي حال تقدم المرض إلى حالات أشد خطورة قد تشمل الأعراض في هذه الحالة تعطل وظائف بعض الأعضاء الداخلية التي يهاجمها الفطر الأصفر.
كيفية التعامل مع المصابين بالفطر الأصفر
وفقاً لصحيفة The Independent البريطانية، يمكن علاج الفطر الأصفر بواسطة عقار "أمفوتيريسين ب"، لكن العلاج يستغرق وقتاً أطول مقارنةً بعدوى الفطرين الأبيض والأسود.
وتؤكد الدكتورة نافنيت سود، استشارية أمراض الرئة، أهمية الحفاظ على المستوى المطلوب من النظافة أثناء العلاج، فهذه هي الطريقة الفضلى لمنع تفاقم العدوى الفطرية.
وقالت الدكتورة سود: "تذكر دائماً أن COVID ليس عاملاً مسؤولاً فقط عن تفاقم مثل هذه العدوى الفطرية، يجب مراعاة العوامل المساهمة الأخرى والعناية بها".
وأضافت: "نحن نعيش وسط جائحة والتزاحم في المستشفيات مرتفع للغاية. بصرف النظر عن العلاج المناسب، يجب على أفراد الأسرة الذين يزورون المرضى في المستشفيات الحفاظ على نظافة المكان ".
ونصحت كذلك بما يلي:
- تجنب الرطوبة الزائدة في منطقة عزل المريض.
- إزالة الفوضى من منطقة العزل.
- تنظيف الجهاز بشكل متكرر وتغيير ملاءات الأسرّة.
- خدمة المرضى دائماً بأيدٍ نظيفة.
- مراقبة الأمراض المصاحبة.
كيف يختلف الفطر الأصفر عن الفطر الأسود؟
قبل ظهور الفطر الأصفر، عانى الكثير من مرضى فيروس كورونا من عدوى فطرية أخرى عرفت باسم "الفطر الأسود"، وتحدث الإصابة غالباً عند استنشاق الجراثيم الفطرية من الهواء، وفقاً لما ورد في موقع Business Today .
ومن الممكن أيضاً أن يؤدي مرض السكري، والتثبيط المناعي بالستيرويدات، والإقامة المطولة في وحدة العناية المركزة، والأورام الخبيثة وعلاج فوريكونازول، إلى الإصابة بالفطر الأسود.
ومثل نظيره الأصفر، يؤثر الفطر الأسود بشكل أساسي على الأشخاص الذين يتناولون أدوية لمشاكل صحية أخرى تقلل من قدرتهم على محاربة الأمراض وتضعف جهازهم المناعي.
ومن أعراض المرض الألم والاحمرار حول العين و/أو الأنف، والحمى والصداع والسعال وضيق التنفس والقيء الدموي وتغير الحالة العقلية.
كذلك يعاني المصاب بالفطر الأسود من التهاب الجيوب الأنفية، الألم أو الخدر أو التورم في الوجه من جانب واحد، واسوداد البشرة حول الأنف أو الحنك، وألم الأسنان، وعدم وضوح الرؤية.
كيف يختلف الفطر الأصفر عن الفطر الأبيض؟
يمكن أن تكون العدوى بالفطر الأبيض أكثر خطورة من العدوى بالفطريات السوداء.
إذ لا يؤثر الفطر الأبيض فقط على الرئتين ولكن أيضاً على أجزاء أخرى من الجسم مثل الأظافر والجلد والكلى والدماغ وغيرها.
يمكن أن تحدث العدوى بسبب ضعف المناعة أو إذا كان الأشخاص على اتصال بأشياء تحتوي على فطريات العفن مثل الماء الملوث.
ويقول الدكتور أرونيش كومار رئيس طب الجهاز التنفسي وأمراض الرئة بمستشفى باراس: "يُظهر مرضى الفطر الأبيض أعراضاً شبيهة بأعراض فيروس كورونا لكن نتيجة الاختبار تظهر سلبية؛ ويمكن تشخيص العدوى بالفطر الأبيض من خلال التصوير المقطعي أو الأشعة السينية".
وبالتأكيد فإن المرضى الذين يعانون من نقص المناعة تزداد مخاطر إصابتهم بالعدوى الفطرية بشكل أكبر، وهذا ينطبق على الفطر الأبيض والأسود والأصفر.