لا شكَّ أنّ العمل من المنزل عبر الإنترنت له ميزات متعددة مثل توفير مصاريف التنقل وعدم إهدار الوقت في المواصلات العامة، وهو الأمر الذي يجعل العثور على وظيفة من هذا النوع أولوية لدى الكثيرين.
العمل من المنزل عبر الإنترنت
ولكن عندما تبدأ في البحث عن وظيفة تتطلب العمل من المنزل عبر الإنترنت ستجد صعوبة في العثور عليها، فوضع قدم في هذا المجال يتطلب منك اتباع استراتيجيّة محددة.
مثلاً عندما تتقدم لوظيفة عن بعد مع شركات صغيرة ثمة قواعد تُطبق، تختلف عن طلبات العمل في الشركات الكبيرة.
لذلك سنقدم لك أشهر الأخطاء التي يرتكبها الناس، وما الذي عليك أن تفعله بدلاً من ذلك من أجل أن تعمل بذكاء لا بكد، وتحصل على وظيفتك عن بعد بصورة أسرع.
الخطأ الأول: استخدام استراتيجيّة خاطئة للبحث عن وظيفة
بما أن العمل من المنزل عبر الإنترنت يعتبر مغرياً تماماً، يقوم الناس بالتقدم لأي وظيفة لمجرد أنها عن بعد، حتى لو لم تكن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأهدافهم، وهذا الخطأ يرتكبه الكثير من الناس وفقاً لما ذكرته مجلة Fast Company الأمريكية.
ولكن إذا أردت أن تجد عملاً مريحاً يجعلك تشعر بالاستقرار ابحث عن وظيفة محددة، وتجاوز الوظائف التي لا تهتم بها حقاً، أو التي لا تستوفي أياً من متطلباتها.
فليس من المنصف لك أو لصاحب العمل أن تستثمر الوقت والمال والطاقة في وظيفة تراها خطوة لن تستمر طويلاً، أو فرصة لوضع أموال في البنك وحسب، بينما تبحث بالفعل عن شيء آخر يناسب أهدافك.
وبدلاً من ذلك ضع في حسبانك نوعية الوظائف التي تريدها، ونوعية أصحاب العمل المهمين بالنسبة لك، وبعد ذلك اجعل طلبات العمل مقصورة على الوظائف وأصحاب العمل الملائمين لمعاييرك.
الخطأ الثاني: الالتزام بخطاب تعريفي عام
غالبيّة الشركات التي تطلب موظفين من أجل العمل من المنزل عبر الإنترنت تطلب إضافة إلى سيرتك الذاتية خطاباً تعريفياً فيه لمحة عن حياتك، والأشياء التي تستطيع فعلها في الوظيفة في حال تمّت الموافقة عليك.
لذلك يقوم العديد من الناس بتجهيز خطاب تعريف عام يرسلونه لجميع الشركات التي يقدمون إليها طلب وظيفة، وهو أمرٌ سيئ حقاً.
لذلك فكِّر ملياً قبل إرساله؛ لأن إرفاق خطاب تعريفي عام يبين أنك لم تبذل الجهد الكافي في الطلب أساساً، فما الذي سيقنع مديريها أنك تستحق هذه الوظيفة فعلاً؟
الخطوة الأذكى أن تُظهر الاهتمام عن طريق كتابة خطاب تعريفي مع كل وظيفة على حدة، وعندما تفعل ذلك حدِّث المحتوى في السيرة الذاتية والخطاب التعريفي بطرق قد تكون ذات مغزى لصاحب العمل تجعلك مميزاً.
فعندما تتقدم إلى وظيفة لدى شركة صغيرة افترض أن صاحب العمل أو مدير التعيينات هو أول شخص يراجع المحتوى في السيرة الذاتية، واجعل توجهك نحوهما مباشرة.
لذلك كن محدداً بشأن الطريقة التي تستطيع أن تساعد بها الشركة حال قبولك، والسبب الذي يجعلك الشخص الملائم لهذه الوظيفة.
الخطأ الثالث: ارتكاب أخطاء خلال كتابة طلب التوظيف
عند التقدم لعدد كبير من الوظائف من السهل أن تنزلق منك تفاصيل الطلب، لذلك عليك أن تكون حريصاً على متابعة كل كلمة تكتبها، إذ إنَّ الشركات الصغيرة تتضمن غالباً توجيهات دقيقة فيما يتعلق بالطلب، لتكون طريقة لاختبار مدى انتباهك للتفاصيل.
اقرأ إعلان الوظيفة وأعِد قراءته قبل أن تتقدم له، كي تتأكد أنك تولي كامل الاهتمام للطلب.
الخطأ الرابع: نسيان مُتابعة الطلب
لا يجب أن تكون سيرتك الذاتية وخطابك التعريفي هما وسيلة التواصل الوحيدة مع أي صاحب عمل أو شركة، إذ عليك أن تضع خطة للمتابعة مع الشركة بعد التقديم.
إذا كنت قد وجدت الوظيفة عن طريق منصة LinkedIn، فننصحك بإرسال دعوة صداقة إلى مالك الشركة أو أي موظفين رئيسيين في الشركة التي تتقدم للعمل معها.
وتذكر كذلك أن أي صاحب عمل مهتم بتعيينك سوف يتابعك عن طريق البحث عنك على شبكة الإنترنت، لذلك تأكد أن حسابك على موقع LinkedIn محدثٌ تماماً، ورتّب حضورك العام على مواقع التواصل الاجتماعي، احذف أي شيء يمكن أن يكون موضع شك أو يجعلك تبدو أقل احترافية.
الخطأ الخامس: المبالغة في التأكيد على رغبتك في العمل عن بُعد
ليس هناك من ينكر جاذبية وفوائد العمل عن بعد، ولا بأس في الاعتراف بأنك تستمتع بالعمل عن بُعد، ولكن عليك أن تعرف أنّ مبالغتك في تأكيد فكرة العمل من المنزل عبر الإنترنت قد تُعطي فكرة خاطئة عنك، وبأنك شخص كسول وفقاً لما ذكره موقع Ambition&Balance.
لذلك ننصحك بأن تشرح أنّ لديك خبرة في الوظائف التي تجري عن بعد، واشرح لهم عن أهميتها والمهارات اللازمة التي تمتلكها.
أما إذا لم تكن قد حصلت على وظيفة عن بُعد من قبل، فأثبت أن لديك مهارات اتصال قوية، وقدرة على العمل بشكل مستقل، ومسؤولية من خلال تجارب أخرى قديمة.
الخطأ السادس: السماح للمقابلة أن تتم باتجاه واحد فقط
تهانينا، لقد حصلت على مقابلة! أنت على بعد خطوة واحدة من الحصول على الوظيفة عن بُعد التي تريدها.
ومثل أي مقابلة أجريتها في الماضي، سيُطرح عليك خلال المقابلة سلسلة من الأسئلة التي تغطي موضوعات مختلفة، تتعلق بتجربتك السابقة وطموحاتك المستقبلية.
المقابلات هي واحدة من أفضل الفرص خلال عملية التوظيف لترك كل شيء على الطاولة.
أظهِر معرفتك بالشركة، أصقل وشارك المهارات التي تمتلكها، دع القائم بإجراء المقابلة يعرف أنك مثالي لهذا الدور، والأهم من ذلك لا تترك المقابلة تسير باتجاه واحد.
المقصود هنا ألّا تدع موظف الموارد البشرية أو مدير الشركة أو أياً كان من يجري المقابلة أن يستغل الوقت فقط في التعرف عليك ومعرفة مهاراتك وما إلى ذلك، بل عليك أنت أيضاً أن تسأل أسئلتك لتعرف ما إذا كانت الشركة والمنصب مناسبين لك فعلاً.
قُم بإعداد مجموعة من الأسئلة لطرحها على الشخص الذي يجري المقابلة مثل:
- ما مدى سرعة ترقيتي في الشركة؟
- مَن المنافسون لي في المنصب؟
- ما الصفات التي ساعدت الآخرين الذين يعملون في نفس منصبي في الترقي؟
- هل هناك نقطة ضعف معينة داخل الشركة يجب أن يعالجها منصبي؟
- هل هذا المنصب مفتوح لاستبدال موظف سابق أو لتنمية فريق؟
ضع في اعتبارك طرح الأسئلة التي تتحدى القائم بإجراء المقابلة باحترام، وتتحدث عن المشكلات الصعبة التي تواجهها الشركة، حتى لا توقع نفسك في ورطة.
الخطأ السابع: سوء التعامل مع الرفض
لسوء الحظ، يحصل مرشح واحد فقط على الوظيفة في النهاية، ولا شكّ أنه من المحبط جداً أن يصلك إيميل الرفض بعد كل هذا الوقت الذي قضيته، والأسوأ من ذك يقوم البعض بالرد على الرفض بكلام قاس.
بدلاً من الإحباط أو الرد بطريقة قد تندم عليها، اغتنم الفرصة لطلب التعليقات، فليس هناك ما تخسره، صحيح أنه ليست كل الشركات قادرة على الاستجابة لطلبات التعليقات، لكنّ البعض منها سيتجاوب معك، وتلك التعليقات قد تكون قيّمة ومهمة جداً لإكمال مسيرتك المهنية.