لا شك أن شكل الحياة في الفضاء أمرٌ واضح لنا جميعاً، فدائماً ما نرى رواد الفضاء يطيرون داخل المركبات الفضائية بسبب "الجاذبية الصغرى"، ولكن هناك أمورٌ أخرى كانت مجهولة.
مثل معرفة إمكانية نمو النباتات والأشجار ومعرفة ما إذا كانت العناكب قادرة ينسج خيوطها في الفضاء.
أغرب التجارب التي أجراها البشر في الفضاء
وقد أدت بعض تلك التجارب التي أجريت في الفضاء إلى نتائج كانت بعضها رائعة، في حين كانت بعض التجارب الأخرى حمقاء حقاً، لذلك ندعوكم للتعرف على أغرب التجارب التي أجراها البشر في الفضاء.
هل يمكن أن تحلّ بدلة الفضاء مكان القمر الصناعي؟
قام رائدا الفضاء الأمريكي بيل ماك آرثر والروسي فاليري توكاريف بإجراء تجربة قد تكون فريد من نوعها، وهي معرفة ما إذا كان بإمكان بدلات الفضاء أن تحل مكان عمل الأقمار الصناعية، وفقاً لما ذكره موقع Phys.
في الـ3 من فبراير/شباط 2006 قام الرائدان بإرسال بدلة فضاء روسية من محطة الفضاء الدولية تدعى أورلان إلى مدار حول الأرض لمعرفة ما إذا كان بإمكان هذه البدلة الاستمرار بالدوران في المدار ذاته وأطلقوا عليها اسم Suitsat-1 وتم حشوها بمجموعة من الملابس القديمة وجهاز إرسال لاسلكي.
كان نجاح التجربة جزئياً فقط باختلاف التقارير؛ إذ زعمت وكالة ناسا أن جهاز الإرسال قد توقف عن العمل بعد وقت قصير من إطلاقه، فيما أعلنت روسيا أن الإرسال لديها بقي مستمراً طيلة أسبوعين وأنه تم استلام آخر إشارة مؤكدة في 18 فبراير/شباط.
استمر SuitSat-1 في قضاء عدة أشهر يدور في مداره، قبل دخوله الغلاف الجوي للأرض واحتراقه في 7 سبتمبر/أيلول 2006.
أيهما تصل إلى الأرض أولاً المطرقة أم الريشة؟
في أواخر القرن السادس عشر أسقط غاليليو غاليلي جسمين مختلفين في الكتلة من قمة برج بيزا المائل في إيطاليا لإثبات أن زمن السقوط الحر لا يعتمد على الكتلة ولا على الوزن، أي أنه حتى لو تم إسقاط ريشة ومطرقة سيصلان إلى الأرض في ذات الوقت.
وعندما وصل الجسمان المختلفان اللذان رماهما غاليلي إلى الأرض في نفس الوقت واجه العديد من الانتقادات التي تسبب بجلبة كبيرة في المجتمع العلمي آنذاك الذي كان مؤمناً بنظرية أرسطو التي تقول: "إن الأجسام الثقيلة تسقط بسرعة أكبر من الأجسام الأقل وزناً، أي أن سرعة السقوط الحر تتناسب طرداً مع الكتلة".
لا شك أنه من الصعب إثبات ذلك على الأرض بسبب مقاومة الهواء، لكن بعد ما يقرب من 400 عام كرر رائد فضاء واقف على القمر هذه تجربة، وفقاً لما ذكره موقع Sciencealert.
ففي 2 أغسطس/آب 1971 أخذ رائد الفضاء ديفيد سكوت الذي انطلق عبر مركبة Apollo 15 نحو القمر مطرقة حديدية وريشة صقر في يد أخرى.
وأثناء وقوفه على سطح القمر أخذ سكوت الجسمين ورفعهما إلى نحو 1.6 متر عن سطح القمر وأسقطهما سوية.
وبما أن مقاومة الهواء معدومة على سطح القمر فقط فسقط الجسمان ووصلا سوية الأسفل في وقت واحد.
قرص فوار في فقاعة ماء
خلال سنوات طويلة أجرى رواد الفضاء العديد من التجارب في محطة الفضاء الدولية مثل تفجير غالونات المياه، وربط فقاعة من الماء مع فقاعة كبيرة داخل مكبر الصوت لمراقبة الاهتزازات، وأيضاً وضع كاميرات داخل فقاعات الماء لتصويرها من الداخل.
لكن في عام 2015 أجرى رائد الفضاء سكوت كيلي تجربة أكثر إثارة وهي تلوين فقاعة ماء بألوان الطعام عن طريق إدخال أقراص فوارة داخلها ومشاهدها وهي تذوب وتطلق الغازات في الماء.
تم تصوير هذه التجربة باستخدام كاميرا 4K كان قد تم إرسالها حديثاً إلى محطة الفضاء الدولية من أجل تصوير الأشياء بدقة أكبر وجودة أوضح.
النار في الفضاء تحترق بشكل كروي
في عام 1997 تعرضت محطّة مير الفضائيّة الروسيّة -التي هوت واحترقت في الغلاف الجوِّي عام 2001- إلى حريق صغير داخلها تمّت السيطرة عليه فوراً.
دفعت هذه الحادثة وكالة NASA للبحث عن كيفية تصرف النار في الفضاء من دون جاذبية، وذلك لوضع خطة تصرف سريع في حال اندلع حريق في البعثات المستقبلية وذلك أجل الحفاظ على سلامة رواد الفضاء.
وتحقيقاً لهذه الغاية أنشأت Nasa مقصورة خاصة على متن محطة الفضاء الدولية من أجل أن يتم داخلها تجربة إحداث حرائق صغيرة داخلها، والتي تبيّن أن النار تحترق بشكل كروي، وفقاً لما ذكره شبكة CBS News.
رحلة مدفوعة التكاليف للعناكب إلى الفضاء
في عام 2011 شرع العلماء في الإجابة عن السؤال الذي لطالما تم السؤال عنه وهو: هل تستطيع العناكب التكيف مع الرحلات الفضائية؟
فقد أرسلت وكالة Nasa اثنين من العناكب هما إزميرالدا وهو ذكر وغلاديس وهي أنثى، في رحلة مدفوعة التكاليف إلى محطة الفضاء الدوليّة لمدة 45 يوماً.
وهناك قد تم الاحتفاظ بهما في غرفة مهيئة تحاكي إضاءتها دورة الليل والنهار على الأرض، كما تمّ التحكم في درجة الحرارة والرطوبة وقدموا لهما نظام غذائي صحي مكوّن من ذباب الفاكهة.
تكيف كلا العنكبوتين بشكل جميل، واستمروا في تدوير شبكاتهم والبحث عن طعامهم.
لكن لم يكن كل شيء طبيعياً تماماً، فقد كانوا يغزلون شبكاتهم بشكل مختلف، أكثر تسطحاً واستدارة مقارنة بشبكات الأرض.
وبعد نهاية مدة رحلتهما، تقرر إعادتهما على الأرض لكنّ العنكبوت إزميرالدا توفي في طريق العودة، في حين عادت غلاديس إلى المنزل، لكن تبيّن فيما بعد أنها ذكر وتم تغيير اسمها إلى جلادستون.
السلاحف دارت حول القمر قبل البشر
بالعودة إلى الستينيات، قبل أن يذهب البشر إلى القمر لم يكن من الواضح ما هو تأثير الفضاء على أجساد البشر، وبالتالي قام الاتحاد السوفييتي بإرسال زوج من السلاحف على متن مركبة Zond5 في سبتمبر/أيلول 1968 من أجل الدوران حول القمر.
لم تكن السلاحف وحدهم من ذهب إلى الفضاء بل رافقهم أيضاً في رحلتهم الذباب والديدان وبعض النباتات والبذور ودمية مزودة بأجهزة استشعار للاشعاع، وفقاً لما ذكره موقع Discovermagazine.
وبعد أن بقيت السلاحف هناك نحو 40 يوماً عادت المركبة إلى الأرض، اكتشفت وكالة NASA أنّ السلاحف فقدت نحو 10% من وزن جسمها، وأظهرت نسبة عالية من الجليكوجين والحديد في أنسجة الكبد وبعض التغيرات في الطحال، إضافة إلى الضمور في العضلات.
أشجار القمر
مثلما لم نكن نعرف ذات مرة كيف سيؤثر الفضاء على الحيوانات، كذلك لم نكن ندرك آثاره على النباتات لذلك عندما بدأت مهمة Apolo14 في 31 يناير/كانون الثاني 1971 فقد كانت حولتها تحتوي على شيء قد اعتبره البعض غريباً وهو 500 بذرة.
أراد العلماء من دائرة الغابات الأمريكية معرفة ما إذا كانت بذور الأشجار التي طارت في الجاذبية الصغرى وتعرضت للإشعاع الفضائي ستنبت وتنمو وتبدو مثل البذور التي لم تغادر الأرض مطلقاً.
وحملت الرحلة خمسة أنواع من الأشجار هي: (أشجار الصنوبر، أشجار كاليفورنيا الحمراء، أشجار الجميز، أشجار دوغلاس، وأشجار العلكة الحلوة).
تمت زراعة البذور ورعايتها في المركبة التي كانت تدور حول القمر وبقي معظمها على قيد الحياة وأصبحت فيما بعد شتلات، والأمر المميز أنه تمت زراعة نفس هذه النباتات على الأرض لمقارنتها من ناحية لاسيما من ناحية سرعة النمو.
والمثير بالأمر أن شتلات الفضاء وشتلات الأرض نمت بشكل متشابه لدرجة أنه لا يوجد أي فرق واضح بينهما.
وبحلول عام 1975، كانت هذه الأشجار التي أصبحت تعرف باسم "أشجار القمر" كبيرة بما يكفي لزراعتها، فتم شحنها إلى جميع أنحاء أمريكا، ولا يزال البعض منها على قيد الحياة حتى يومنا هذا.