هل كنت تعلم أن الأحلام كانت مصدر إلهام لكثير من المبدعين والمكتشفين، بمن فيهم آينشتاين؟
بالتأكيد كان أولئك يفكرون ويستنتجون خلال النهار، لكن عقلهم اللاواعي ساعدهم في الحصول على استنتاجات مهمة عن طريق الأحلام.
لذلك يجادل بعض علماء النفس بأن الأحلام قد تساعدنا على اتخاذ القرارات في حياتنا، كيف ولماذا؟ إليكم وجهة نظر المعالجة النفسية الحاصلة على الدكتوراه والخبيرة في علم الأحلام ليزلي إيليس، لكن دعونا نخبركم أولاً عن ماهية الأحلام وأسبابها:
ما هي الأحلام؟
وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today، فالأحلام قصص وصور تخلقها عقولنا أثناء نومنا، وهناك العديد من النظريات حول أسباب أحلامنا وتشمل التفسيرات المحتملة ما يلي:
- الأحلام تمثل الرغبات والمخاوف اللاواعية
- تعتبر الأحلام تفسيراً لإشارات عشوائية من الدماغ والجسم أثناء النوم
- الأحلام عبارة عن معالجة للمعلومات التي تم جمعها خلال النهار
وبما أن عالم الأحلام لا يزال مجهولاً، هناك العديد من النظريات حول أسباب أحلامنا ومعانيها، وإذا اعتبرنا أن الأحلام هي شكل من أشكال المعالجة اللاوعية للمعلومات والأفكار التي تراودنا خلال النهار، فهذا يعني أننا قد نكون قادرين على الاستفادة من أحلامنا في اتخاذ القرارات.
كيف تستفيد من أحلامك في اتخاذ القرارات؟
تقول ليزلي، في مدونة صوتية لموقع mindbodygreen إن الخطوة الأولى هي كتابة سؤالك الملح قبل النوم لتمهيد عقلك الباطن للأمر.
وتوضح قائلة: "ليكن أشبه بسؤال عام، وليس محدداً للغاية". بعد ذلك، حاول تدوين كل أحلامك التي تراها في الليلتين التاليتين.
وتنصح ليزلي بأن تفسّر أحلامك، وتضيف: "تعامل معها كما لو كانت استجابة. في كثير من الأحيان، ستحصل على إجابة إبداعية، أمر له علاقة بأفكارك ولم تكن لتفكر فيه في حالة اليقظة".
يُعزى ذلك إلى أن أحلامك يمكن أن تستفيد من اللاوعي لديك وتساعدك على التعامل مع المشاعر الجياشة، وتقول: "تميل الأحلام إلى تناول المشاعر المتزايدة التي نشعر بها خلال اليوم وتخفيفها أو تهدئتها".
لذلك عندما يتعلق الأمر بحل مشكلة ما، يمكن لأحلامك أن تخوض خلال العواطف والتحيزات اللاواعية التي قد لا تكونُ على دراية بها خلال أوقات اليقظة، وفقاً لما ورد في موقع Mind Body Green الأمريكي.
يتبع هذه الطريقة الفنانون والمبدعون
إنها عملية بسيطة، لكنها عميقة مع ذلك؛ إذ إنه في الواقع، وفقاً لليزلي، يلجأ الكثير من المبدعين (مثل المخترعين والفنانين) إلى أحلامهم عندما يواجهون مشاكل صعبة.
على ما يبدو، رأى ديمتري مينديليف (أول من نشر الجدول الدوري للعناصر) جميع العناصر مرتّبة في أحد أحلامه، وتوصل ألبرت أينشتاين إلى نظرية النسبية العامة بعد أن رأى حلماً ساعده على الوصول إلى النتائج الأخيرة.
وألّف بول مكارتني من فرقة البيتلز اللحن الكامل لأغنية "Yesterday" في أحد أحلامه.
هذا لا يعني أنه يمكنك أن تغطّ في النوم وتتوقع أن تستيقظ مع لحظة اكتشاف بحجم تلك التي حدثت لأينشتاين.
بحسب ليزلي، يمكن أن تساعدك أحلامك على قطع شوطٍ إضافي، خاصة إذا كنت تواجه عقبة إبداعية. في حالة أينشتاين، كان بالطبع يفكر في العلوم بعمق خلال يومه، لكن ربما كان هذا الحلم هو ما يحتاجه لربط الأمور ببعضها.
وتضيف: "عملية الحلم هي ما يحقق هذه الطفرة الإبداعية. بمجرد حصولك على جميع المعلومات الأساسية التي تحتاجها وكنت تحاول جاهداً حلّ مشكلة ما، فإنك تحصل على إجابات من مصدر غير تقليدي".
الخلاصة
ربما تظن أن أحلامك غير منطقية أو خيالية للغاية، لكن إليس تقول إن هذا بعيدٌ تماماً عن الحقيقة.
ألقِ نظرة أعمق على عالم الأحلام: إذا كنت تواجه مشكلة صعبة وتحتاج إلى هذه الطفرة الإبداعية، ربما تساعدك أحلامك على تخطي حواجزك العاطفية ومنحك مزيداً من الوضوح.