فائدة جديدة اكتشفها الباحثون تجعل القهوة مشروبك المفضل بلا منازع

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/06 الساعة 16:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/06 الساعة 16:04 بتوقيت غرينتش

القهوة واحدٌ من أكثر المشروبات استهلاكاً في جميع أنحاء العالم. إنها غنية بمجموعة من المركبات المفيدة التي قد تساعد في الحفاظ على الصحة المثلى وحمايتنا من أمراض معينة.

قد يبدو أننا كلما وجدنا سبباً لحب كوب القهوة صباحاً أكثر، أتت دراسة وحاولت زعزعة هذا الحب لتحذرنا من بعض أضرارها المحتملة. لكن الشيء الجديد الذي لا نعرفه عن القهوة هو أنها تحارب الالتهابات بحسب بعض الدراسات الحديثة.

يستعرض هذا التقرير تأثيرات القهوة على الالتهابات، وكذلك ما إذا كانت القهوة منزوعة الكافيين لها نفس التأثيرات أم لا.

مركبات القهوة الحيوية

حين تفكر في عناصر النظام الغذائي المحارب للالتهاب، قد لا يطرأ على ذهنك فنجان قهوة ساخنة. السبب أنه عادةً ما يوصى بالفواكه والمكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات الورقية لتهدئة الالتهابات في الجسم. وجميع هذه الأطعمة لا تحتوي على الكافيين.

لكن القهوة هي أكثر من مجرد حبوب مطحونة لذيذة تعطيك شحنة طاقة. إذ تحتوي على مزيج من 1000 مركب حيوي، بما في ذلك أحماض الكلوروجينيك، ومادة كافيستول، والكافيتول، وبالطبع الكافيين.

تحتوي القهوة منزوعة الكافيين على نفس المركبات، على الرغم من أنها تحتوي على القليل من الكافيين أو لا تحتوي على كافيين.

تشير الدراسات إلى أن المركبات الموجودة في القهوة لها خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات والتي من المحتمل أن تفيد صحتك.

يعتقد الخبراء أن وجود هذه المركبات قد يفسر سبب ارتباط شرب القهوة- سواء كانت عادية أو منزوعة الكافيين- بانخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب وربما حتى أنواع معينة من السرطان.

ورغم هذه النتائج السارة، توصلت مراجعة لـ15 دراسة إلى أنَّ بعض علامات الالتهاب ترتفع مع تناول الكافيين في بعض الحالات. إلا أن الباحثين يؤكدون أنَّ استهلاك القهوة له تأثير مضاد للالتهابات في الغالب.

لماذا عليك الاهتمام بعلامات الالتهاب؟

من الناحية العملية، قد يكون الالتهاب أمراً جيداً؛ فعندما يدخل تهديد محتمل إلى الجسم، يستخدم جهاز المناعة الالتهاب وسيلةً للحماية والشفاء.

لكن ماذا عن الجانب السيئ؟ يرتبط الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، وهو النوع الذي يثيره نمط حياة معين؛ مثل التدخين أو الإفراط في شرب الخمر أو الخمول المفرط أو تناول الكثير من الأطعمة المُصنَّعة، بمرض السكري وأمراض القلب وحتى أنواع معينة من السرطان.

لذلك من المهم تناول شيء مضاد للالتهابات. لهذا السبب يتوق الناس لمعرفة العلاقة بين القهوة والالتهابات. قد يكون من الصعب إقناع الناس بتناول سمك السلمون والملفوف كل يوم لمحاربة الالتهابات، لكن توصيتهم بشرب المزيد من القهوة قد تكون كمكافأة بالنسبة لهم. 

وجد أحد الأبحاث أنَّ ارتفاع استهلاك القهوة ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18%، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى آثارها المضادة للالتهابات.

كما تبين أنَّ الأشخاص الذين حصلوا على أكبر استفادة من القهوة هم الذين داوموا على شرب 3 إلى 4 أكواب يومياً.

هل للقهوة المنزوعة الكافيين نفس التأثير؟

لا توجد العديد من الدراسات التي تقارن تأثيرات القهوة المنزوعة الكافيين على الالتهاب.

ومع ذلك أفادت إحدى المراجعات أنه بينما تميل القهوة بشكل عام إلى تقليل الالتهاب، لا يبدو أن مكملات الكافيين تقدم نفس التأثيرات.

يشير هذا إلى أن المركبات غير الكافيين الموجودة في القهوة قد تكون مسؤولة عن التأثير المضاد للالتهابات لهذا المشروب. تحتوي القهوة منزوعة الكافيين على نفس المركبات المفيدة مثل القهوة باستثناء الكافيين.

لذلك من المتوقع أن تقدِّم القهوة المنزوعة الكافيين نفس الفوائد المضادة للالتهابات مثل القهوة العادية. ومع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك.

هل يمكن للقهوة التسبُّب بالتهاب المعدة؟

على الرغم من أنَّ الكافيين له تأثير مختلف في كل فرد، فإن الفنجان الصباحي  أو فنجان بعد الظهيرة في الواقع لا يسبب عسر الهضم، لكن يمكن أن تسبب القهوة تفاقم الأعراض لدى الأشخاص المصابين بعسر الهضم.

ويمكنها بالتأكيد زيادة خطر الإصابة بحرقة المعدة، وقد تدفع الشخص إلى الركض إلى استخدام الحمام بشكل متكرر. لكن القهوة لا تتسبب في الواقع في التهاب الجهاز الهضمي. 

إذاً، هل يمكنك شرب أي عدد تريده من أكواب القهوة؟

رغم أنَّ القهوة قد تكون لها تأثيرات مضادة للالتهابات، لكنها تأتي بجوانب سلبية، خاصة عندما تشرب كماً كبيراً منها.

إضافة إلى ذلك يتناول الكثير من الأشخاص قهوتهم مع الكثير من السكر. واستهلاك الكثير من السكر المضاف ليس مفيداً للصحة العامة، وقد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

ويمكن أيضاً للقهوة المحتوية على الكافيين أن تصيبك بالأرق، خاصة إذا كنت تشربها في فترة ما بعد الظهر أو في المساء. وعندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، خمن ماذا سيحدث؟ التهاب!

أضِف إلى ذلك أنَّ شرب الكثير من القهوة يمكن أن يسبب القلق وعدم انتظام ضربات القلب، وغيرهما من الآثار الجانبية السلبية؛ لذا من الأفضل دائماً الالتزام بجرعة كافيين أقل من 400 ملليغرام (أي نحو 4 أكواب من القهوة) يومياً.

ليس الهدف من هذه المعلومات إخافتك، بل فقط إظهار أنَّ القهوة ليست مفيدة تماماً ولا ضارة في كل الأحوال. فهي مجرد واحد من تلك الأشياء التي لها منافع عند تناولها بكميات معتدلة، وتجلب المشكلات عند الإفراط في استهلاكها.  

علامات:
تحميل المزيد