“التدريب على الشم”.. تقنية منزلية وغير مكلفة لاستعادة حاسة الشم عند فقدها بسبب كورونا

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/01 الساعة 11:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/01 الساعة 11:22 بتوقيت غرينتش

يعتبر فقدان حاسة الشم علامة مميزة لبعض حالات فيروس كوفيد-19. حوالي 86% من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا يفقدون بعضاً أو كل قدرتهم على الشم، لكن الغالبية العظمى من الذين فقدوا حاسة الشم لديهم شكل خفيف من المرض، وفقاً لأحد الأبحاث.

يقول الباحثون إن سبب ذلك غير مفهوم جيداً، لكنهم يعتقدون أن المرضى الذين يعانون من مرض خفيف قد يكون لديهم مستويات أعلى من بعض الأجسام المضادة التي تحد من انتشار الفيروس إلى الأنف.

يعتبر الباحثون أن فقدان الرائحة عند الإصابة بفيروس كورونا هو أكثر شدةً من الحالة البسيطة التي نراها مع التهابات الجهاز التنفسي العلوي الموسمية، التي تؤدي الأعراض الشائعة فيها لاحتقان الأنف وسيلانه إلى ضعف تدفق الهواء وتقليل توصيل الروائح إلى منطقة الأنف المسؤولة عن الرائحة.

يعتقد الباحثون والأطباء أنه يمكن استعادة حاسة الشم بشكل أسرع عن طريق القيام بتحفيز هذه الحاسة وتدريبها منزلياً وبطرق بسيطة ولكن فعالة.

لنتعرف أكثر في هذا التقرير على هذه التقنية وكيفية تطبيقها.

فقدان حاسة الشم

اختلال حاسة الشم أو "البارو سميا" 

اختلال الشم أو "البارو سميا" هو حالة يكون فيها لدى الناس تشوهات غريبة في حاسة الشم، وغالباً ما تكون الروائح بالنسبة لهم كريهة. على سبيل المثال، بدلاً من شم رائحة الليمون، قد يشم الشخص رائحة الملفوف المتعفن أو قد يشم رائحة الشوكولاتة مثل رائحة البنزين. وقد تم اعتباره أحد أبرز أعراض الإصابة بفيروس كورونا.

منذ بداية فيروس كورونا في نهاية عام 2019 وحتى بداية عام 2021، أصيب ما يقرب من 100 مليون شخص به. حوالي 60% يعانون من اضطرابات في حاسة الشم والتذوق، و10% لديهم أعراض مستمرة. هذا يعني أن حوالي 6 ملايين شخص يعانون من هذه الأعراض، وفقاً لموقع The Conversation.

ما يقرب من 25% من الأشخاص المصابين بكورونا لم يستعيدوا حاسة الشم حتى بعد 60 يوماً من فقدها. قال الدكتور روبرت جلاتر، لموقع Healthline: "وفقاً لإحدى الدراسات، فإن غالبية الناس يستعيدون حاسة الشم في غضون 3 أسابيع". وأضاف: "ولكن قد يستغرق الأمر ما يصل إلى شهرين في 15% من المرضى أو حتى 6 أشهر في أقل من 5% من المرضى".

كما أكد جلاتر أنه عند غالبية المرضى، لم يحصل خسارة دائمة لحاسة الشم، ولكنهم قد يفقدونها لمدة طويلة، وقد لا تعود كما كانت بسرعة. كما أكد أن هناك حاجة إلى مراقبة المرضى الذين لا يزالون يعانون من فقدان حاسة الشم عن كثب.

يمكن أن تؤدي فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى مثل فيروسات البرد (فيروسات الأنف) أو فيروسات كورونا الشائعة الأخرى إلى فقدان مؤقت للرائحة والطعم لمدة تصل إلى أسبوع. وعادةً ما يتعافى الناس بسرعة مع عدم وجود ضعف طويل الأمد في حاسة التذوق أو الشم. الأمر مرتبط عادةً باحتقان الأنف البسيط أو تورم الممرات الأنفية. على عكس إصابة الخلايا الداعمة للخلايا العصبية الحرجة الذي شوهد في الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بكورونا.

التدريب الخاص على الشم يساعد على عودته

يمكن للأشخاص الذين يفقدون حاسة الشم أن يساعدوا في تقوية حواسهم من خلال تجربة شيء يسمى التدريب على الشم، والذي ينطوي على شم الروائح لإثارة حاسة الشم. كما كانت هناك دراسة حديثة عن علاجات فقدان حاسة الشم بعد الفيروس. ومن بين كل الأشياء التي أوصى الباحثون بها هو التدريب على الرائحة، وفقاً لموقع Today.

قام الباحثون بفحص علاجات أخرى، بما في ذلك فيتامين أ ومكملات أوميغا 3 والمضادات الحيوية أو علاجات الستيرويد المختلفة وكانت النتائج متفاوتة. ولكن يظل التدريب على الرائحة حلاً سهلاً يمكن تطبيقه في المنزل بتكلفة بسيطة.

يمكن اختيار أربع أو خمس روائح مختلفة لها رائحة مختلفة ولكن يسهل التعرف عليها. على الشخص أن يحاول أن يتذكر كيف كانت رائحتها قبل أن يفقد قدرته على الشم. أما بالنسبة للخيارات، يمكنك اختيار الشامبو الخاص بك أو العطر المفضل لديك أو حتى الذهاب إلى خزانة مطبخك واستخراج بعض التوابل.

زيوت تساعدك على استعادة حاسة الشم

وفقاً لأحد الأبحاث الذي تم عام 2020 في جامعة East Anglia  في المملكة المتحدة، إن أربعة أنواع من الزيوت العطرية تعمل بشكل جيد لتحفيز حاسة الشم واستعادتها:

زيت الورد

الليمون

الأوكالبتوس

القرنفل

تغطي هذه الروائح أربع مجموعات رئيسية من الروائح المختلفة. ينصح الباحثون الناس بشم كل رائحة لمدة 10 ثوانٍ بعدة أنفاس بطيئة وعميقة أثناء التفكير فيما يحاولون شمها. كما يوصون الأشخاص بالقيام بذلك مرتين يومياً لمدة أربعة أشهر. للرائحة علاقة قوية بالذاكرة، لذا فإن التفكير في كيفية شم رائحة الليمون بينما تتخيل رائحته تعزز العملية. الشم والذاكرة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً في القشرة، وهي جزء من الدماغ يتعامل مع العاطفة والذاكرة. وهي في الواقع مرتبطة فعلياً بمناطق معالجة حاسة الشم الأولية.

بينما يشعر الناس بالحزن؛ لأنهم لا يستطيعون الشم أو تذوق شيء بسبب الفيروس، يعتقد الخبراء أن الناس يمكنهم استعادة حاسة الشم عن طريق التدريب، لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت.

تحميل المزيد