هناك مفهومان خاطئان شائعان عن صحة الدماغ، الأول هو أنه لا داعي للقلق بشأن دماغك عندما تكون شاباً، والثاني هو أنه ليس هناك سببٌ يقتضي مواصلة تحسين صحة دماغك عندما تشيخ. لكن الأبحاث أظهرت أن بمقدورك الاعتناء بصحة دماغك وتحسينها مهما كان عمرك.
إذا كنت في العشرينيات من العمر وتفترض أنك غير مضطر للقلق بشأن قدراتك المعرفية، فربما ينبغي لك التفكير في الأمر مرة ثانية. إذ لا ينضج الدماغ البشري بشكل كامل حتى سن 25. في حين يشك بعض علماء الأعصاب في أن الدماغ قد يستمر في التطور حتى سن الثلاثين. يعني ذلك أن نظامك الغذائي الحالي ونومك وأنماط التمرين ونمطك المعيشي العام، كلها أمور تؤثر على كيفية تطور عقلك.
إذا كنت محظوظاً بما يكفي لبلوغ الثمانينيات من العمر أو أكثر، فلديك كل الأسباب اللازمة لمواصلة تحسين صحتك المعرفية ووظائفك الإدراكية كذلك؛ لأنك إذا كنت تهتم بعقلك، فسوف يسمح لك ذلك أن تظل يقظاً ومنتبهاً كي تتمكن من الاستمرار في التواصل مع أصدقائك وعائلتك، وقراءة الكتب والاستمتاع بمشاهدة الأفلام وممارسة هواياتك.
تذكَّر أن الدماغ يمكن أن يتغير دائماً. يمكنك أن تحسن صحة عقلك وتطور مهاراتك الإدراكية مهما كان عمرك باتباع هذه الخطوات البسيطة الفعالة.
1. القيام بنزهة سريعة
تظهر الأبحاث أن القيام بالتمارين لفترة قصيرة بمقدورها أن تزيد من تدفق الدم في المخ، وتزيد من الإبداع وتوليد الأفكار الجديدة والوظائف التنفيذية بشكل عام. إذا بلغت حالة انغلاق ذهني في العمل أو كنت بحاجة إلى التحضير لاجتماع كبير، اسدِ عقلك وحياتك المهنية خدمة عبر الخروج في جولة سريعة حول المكتب.
2. تناول مربع من الشوكولاتة الداكنة
تعد الشوكولاتة الداكنة غنية بالمعادن وتحتوي على مستويات عالية من المركبات النباتية الصحية المعروفة باسم الفلافونويد، والتي يمكن أن تساعد في زيادة الدورة الدموية الدماغية ومعدل توصيل الأوكسجين. تظهر بعض الدراسات أن تناول الشوكولاتة الداكنة قبل ساعتين من قيامك باختبار أو اجتماع يحسن من الذاكرة. فقط احرص على الالتزام بأن تكون الشوكولاتة داكنة، إذ لا يحتوي الحليب ولا الشوكولاتة البيضاء على مستويات عالية من الفلافونويد.
3. اجلس بشكل مستقيم
يمكن أن يؤدي الجلوس بشكل مستقيم مع الكتفين إلى الخلف إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ على الفور. تشير الدراسات أيضاً إلى أن الجلوس بشكل مستقيم يمكن أن يحسن من الكيفية التي يراك بها الآخرون ويزيد من الثقة بالنفس.
4. اكتب بيدك غير المهيمنة
يتطلب هذا التمرين الصغير أن يخرج دماغك من منطقة أمانه اليومية، ويقوي الاتصالات العصبية ويساعد في تحفيز تجدد الخلايا العصبية. بالنسبة لبعض الناس، فإن مجرد الكتابة باليد هو ابتكار بالنسبة للدماغ، لأنهم معتادون على الرسائل النصية فقط أو الطباعة.
5. استمتع بتناول التوت الأزرق
إذا كنت مهتماً بتنمية خلايا عصبية جديدة، فعليك بتناول وجبة خفيفة مكونة من وعاء كبير من التوت الأزرق. يعد التوت غنياً بالفلافونويد والبوليفينول والمركبات الصحية الأخرى التي تظهر الدراسات أنها يمكن أن تزيد من تجدد الخلايا العصبية.
6. تعلَّم كلمةً جديدة
يمكن لتوسيع مفرداتك أن يؤدي إلى تعزيز قدرتك المعرفية والذكاء بشكل عام مع إضافة خلايا عصبية جديدة إلى منطقة الحُصين في الدماغ.
7. خصص 10 دقائق من اليوم لك
ادخل إلى غرفة بلا هواتف وتلفزيون أو أصوات تنبيه أو نغمات أو قنوات إخبارية أو مصادر بث أو أي ملهيات، فقط أنت وحدك في غرفة وعيناك مفتوحتان أو مغمضتان، بينما تستمتع بعشر دقائق خالية من أي مصادر للتوتر. يساعد هذا التمرين على تهدئة الجهاز العصبي السمبثاوي ويمكن أن يوفر إحساساً أكبر بالتحكم العقلي والعاطفي لديك لبقية يومك.
8. استخدم الروائح للتخلص من التوتر
يمكن أن يساعد استخدام الزيوت الأساسية في المنزل أو في المكتب على تقليل التوتر وتهدئة الجهاز العصبي السمبثاوي وتغيير نشاط موجات الدماغ لتحسين الوظيفة الإدراكية والمزاج. ولكن السؤال هو: أي رائحة تعد الأفضل؟ وفقاً للأبحاث، يعتبر اللافندر رائعاً لتقليل التوتر، ويمكن أن يساعد الليمون الحلو في زيادة الطاقة، ويعمل اللبان الدكر على جلب المزيد من الأوكسجين إلى الدماغ.
9. اكتب أمراً واحداً تمتنُّ لوجوده
اكتب أمراً واحداً تشعر بالامتنان لوجوده على ورقة لاصقة وعلقها على مرآة حمامك أو باب الثلاجة أو حاسوب عملك أو أي مكان تراه طوال اليوم. في كل مرة تفعل ذلك، سيساعدك التذكير الصغير على الاسترخاء وتقليل التوتر وتحسين مزاجك.
10. تحسين نظامك الغذائي
يمكن للتغذية الجيدة أن تساعد عقلك وكذلك جسمك. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط الذي يركز على الفواكه والخضراوات والأسماك والمكسرات والزيوت غير المشبعة (زيت الزيتون) والمصادر النباتية للبروتينات هم أقل عرضة للإصابة بضعف الإدراك والخرف.
11. تحسين ضغط الدم
يزيد ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر من خطر التدهور المعرفي في الشيخوخة. حاول تعديل نمط حياتك للحفاظ على ضغطك منخفضاً قدر الإمكان. مارس الرياضة بانتظام وقلل من التوتر وتناول الطعام بشكل صحيح.
12. تحسين نسبة السكر في الدم
مرض السكري هو عامل مهم مسبب للخرف. يمكنك المساعدة في الوقاية من مرض السكري عن طريق تناول الطعام بشكل صحيح وممارسة الرياضة بانتظام والبقاء نحيفاً. ولكن إذا ظل معدل السكر في الدم مرتفعاً، فستحتاج إلى دواء لتتحكم به بشكل جيد.
13. تعلم شيئاً جديداً
يتطلب تمرين الدماغ هذا القليل من الالتزام، ولكنه أيضاً قد يمنحك أكبر قدر ممكن من الفائدة. تعلم شيئاً جديداً هو إحدى الطرق لإبقاء عقلك متيقظاً ومواجهة تحديات جديدة باستمرار.
في إحدى الدراسات، كلف الباحثون كبار السن بتعلم مجموعة متنوعة من المهارات الجديدة التي تتراوح من التصوير الرقمي إلى الخياطة. ثم قاموا باختبارات الذاكرة وقارنوا المجموعة التجريبية بمجموعة عادية. شارك الأشخاص في المجموعة العادية في أنشطة ممتعة ولكنها ليست صعبة عقلياً مثل مشاهدة الأفلام والاستماع إلى الراديو.
وجد الباحثون أن المشاركين الذين تعلموا مهارة جديدة فقط هم من شهدوا تحسناً في اختبارات الذاكرة. واكتشفوا أيضاً أن هذه التحسينات في الذاكرة كانت لا تزال موجودة عند اختبارها مرة أخرى بعد عام.
تتضمن بعض الأشياء التي قد ترغب في تجربتها تعلم لغة جديدة أو تعلم العزف على آلة موسيقية أو تعلم هواية جديدة.
14. تكوين الصداقات
تشير الدراسات من عام 2019 إلى أن الأشخاص النشطين اجتماعياً هم أقل عرضة للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
تميل التنشئة الاجتماعية إلى إشراك مناطق متعددة من الدماغ والعديد من الأنشطة الاجتماعية تشمل أيضاً ممارسة الرياضة التي تكون مفيدة أيضاً لعقلك.
حتى لو كنت انطوائياً، فإن البحث عن علاقات اجتماعية يمكن أن يكون مفيداً لعقلك على المدى القصير والطويل. تتضمن بعض الأفكار للبقاء فعّالاً اجتماعياً الاشتراك في فرص التطوع في مجتمعك والانضمام إلى نادٍ والبقاء على اتصال وثيق مع أصدقائك وعائلتك.