يعد التهاب المسالك البولية مشكلة شائعة للغاية تُصيب واحدة تقريباً من كل 5 نساء، ويُمكن أن تُصيب العدوى الرجال أيضاً. وفي بعض الحالات، يصبح من التهاب المسالك البولية جزءاً لا مفر منه في الحياة نظراً لتكراره. فمتى يتحول إلى عدوى تُهدّد الحياة؟ وما الذي يجب أن ننتبه إليه؟
كيفية حدوث التهاب المسالك البولية
تدخل البكتيريا الجهاز البولي، الذي يشمل الكلى والمثانة. ويحدث هذا عادةً من خلال مجرى البول (القناة التي يخرج منها البول من الجسم). ثم تبدأ البكتيريا في التكاثر بمجرد دخولها الجهاز وفقاً لموقع Mayo Clinic الأمريكي.
وتظهر العدوى عادةً أو توجد في المثانة، ولكنّها قد تُصيب أي جزءٍ آخر من المسالك البولية.
وفي بعض الحالات- خاصةً إذا تُرِكَت دون علاج- يُمكن أن تنتشر العدوى في الكلى وأجزاء أخرى من الجسم، وتشق أحياناً طريقها إلى مجرى الدم. ويُمكن أن تؤدي المضاعفات إلى تلف الكلى الدائم.
وقد تُؤدي أيضاً إلى تعفن الدم، وهي من المضاعفات التي قد تُهدّد الحياة، حسب ما نشر موقع Huffpost.
وفي جزءٍ من عملية الاستجابة للعدوى، يُفرز الجسم مواد كيميائية في مجرى الدم لمحاربتها.
ويحدث تعفن الدم حين تخرج استجابة الجسم لهذه المواد الكيميائية عن السيطرة، وفقاً لـMayo Clinic. وقد يُؤدّي ذلك إلى تلف الأعضاء.
عوارض التهاب المسالك البولية
تتنوّع أعراض العدوى، وربما لا يظهر عليك أنّك مصابة أصلاً بالتهاب المسالك البولية.
وإذا كان التهاب المسالك البولية يُؤثّر على الكلى، فقد تشعرين بألم في جانب جسمك.
وربما تصابين بالحمى أو الغثيان أو القيء. وينطوي التهاب المسالك البولية في المثانة على شعورٍ بضغط في أسفل الحوض أو عدم ارتياح في البطن. وربما تلاحظين تغييرات في البول، تشمل نزول الدماء وشعوراً بالألم أثناء التبول.
ومن علامات الخطر التي تُشير إلى أنّ العدوى أصابت مجرى البول الشعور بحرقان أثناء التبول وظهور إفرازات.
وقد تشمل العلامات الأخرى سلس البول، وهو زيادة تواتر التبول وخروجه برائحة كريهة.
ويُمكن أن يتسبب التهاب المسالك البولية أيضاً في ارتباكٍ عقلي، وإرهاق، وألم أثناء ممارسة الجنس.
ويُمكنك استشارة طبيب إنّ كنت تعانين أياً من هذه الأعراض. وإن كنت تعانين من الحمى أو القيء أو الارتباك، فربما من الأفضل التوجه لغرفة الطوارئ.
وفي حال تم تشخيصك بالتهاب المسالك البولية، سيكتب لك الطبيب على الأرجح وصفةً طبية بمضادات حيوية لعلاج العدوى.
لا تهلعي؛ فإصابتك بالتهاب المسالك البولية لا تعني أنّ حياتك في خطرٍ فوري، إذ لا يموت الناس عادةً من العدوى، ولكن يتوجّب عليك علاج المشكلة.
أسباب الإصابة
يعد التهاب المسالك البولية من الأسباب الرئيسية خلف النصيحة الطبية للنساء بالمسح من الأمام إلى الخلف بعد استخدام الحمام، بحسب موقع Webmed الطبي.
فالإحليل- الأنبوب الذي يأخذ البول من المثانة إلى خارج الجسم- قريب من فتحة الشرج، ويمكن أن تخرج البكتيريا من الأمعاء الغليظة، مثل الإشريكية القولونية، أحياناً من فتحة الشرج إلى مجرى البول.
ولأن النساء لديهن مجرى البول أقصر من الرجال، يسهل الأمر على البكتيريا الوصول إلى مثانتها. كما يمكن أن تؤدي ممارسة الجنس إلى دخول البكتيريا إلى المسالك البولية أيضاً.
ومع ذلك، بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية بسبب العوامل الوراثية.
يجعلهن شكل المسالك البولية أكثر عرضة للإصابة. قد تكون النساء المصابات بداء السكري أكثر عرضة أيضاً بسبب ضعف جهاز المناعة.
تشمل الحالات الأخرى التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة التغيرات الهرمونية والتصلب المتعدد وأي شيء يؤثر على تدفق البول، مثل حصوات الكلى والسكتة الدماغية وإصابة الحبل الشوكي.
سبل الوقاية
من أفضل السبل هي زيارة الطبيب أمراض النساء في المواعيد السنوية، إذ تُظهِر الفحوصات واختبارات البول في تلك المواعيد إن كانت هناك مشكلة بحاجة إلى العلاج.
ويتوجب أيضاً ممارسة عادات صحية في المنزل للوقاية من التهاب المسالك البولية.
وينصح الخبراء عادةً بالتبوّل بعد ممارسة الجنس لطرد أي بكتيريا محتملة، والمسح بمناديل ورقية من الأمام إلى الخلف بعد استخدام المرحاض.
ويُنصح كذلك بشرب الكثير من المياه.
وإذا كنت تعانين من التهاب المسالك البولية باستمرار، ناقشي أمر وسائل تحديد النسل مع الطبيب أو تغيير منتجات الدورة الشهرية.