يقول لسانك الكثير بشأن دورتك الدموية، لذلك نجد أن معاينة اللسان تشغل حيزاً في الفلسفة العلاجية القديمة، لذلك في الطب الصيني التقليدي مثلاً يهتمون بفحص اللسان لتشخيص العديد من الأمراض.
إذ قالت أخصائية الوخز بالإبر المُرخّصة وطنيّاً، بيج بوراسا، في حلقةٍ إذاعية لموقع Mind Body Green الأمريكي: "لدينا فصولٌ كاملة حول التشخيص من اللسان". إذ تبيّن أنّ اللسان يُمكن أن يكون أداةً مفيدة تتحدّث بالفعل عن صحتك ورفاهك (في أقل من دقيقة).
وأوضحت أنّ عضلة اللسان الصحية تكون رطبةً ولامعةً قليلة باللون الوردي. فماذا عن اللسان الشاحب الذي تغيّر لونه؟ حسناً، ربما تكون لديك مشكلة في تدفق الدم والدورة الدموية.
إليك السبيل إلى معرفة ما الذي يقوله لسانك بشأن دورتك الدموية، وما يُمكنك فعله لعلاج المشكلة:
أولاً، كيف يُمكن للسانك أن يُرشدك بشأن صحتك؟
ليست قراءة الألسنة مفهوماً جديداً، إذ إنّها عمليةٌ تقليدية من الطب الصيني يعود تاريخها إلى قرون مضت. ورغم عدم احتضان الطب الغربي لها كلياً، فإنه توجد بعض الدراسات الحديثة التي تدعم فاعليتها.
من منظور الطب الصيني، فإنّ شكل وجودة وملمس ولون وغطاء اللسان كلها أمورٌ يُمكنها تسليط الضوء على أيّ مشكلات خفية تتعلّق بالصحة والرفاه. إذ أوضحت بيج: "اللسان هو العضلة الوحيدة في الجسم التي تستطيع رؤيتها بدون جلد، فأنت لا تستطيع فعلياً تقشير طبقات الجلد على رقبتك مثلاً إن كنت تشعر بالاحتقان".
لذلك تمنح هذه العضلة مؤشراً نسبياً على معدلات الطاقة داخل جسمك، ومستويات الدم إذا كانت تُعاني بعض التعب. وهناك خارطة لسانٍ كاملة يُمكنك تحليلها على وجه التحديد، وكل منطقةٍ منه ترتبط بمكانٍ في جسمك. إذ أشارت بيج: "هناك مناطق مرتبطة بالكبد، وهناك مناطق مرتبطة بالقلب، والمعدة، والطحال، والكلى. ويُمكنك رؤية كل تلك المناطق المختلفة وتشخيصها من خلال اللون".
والآن، لنتحدث عن الدورة الدموية
مثلاً عندما يكون اللسان شاحب اللون، فإن هذا يرتبط تماماً بنسبة تدفّق الدم، إذ قالت بيج: "اللسان المثالي يأتي باللون الوردي الفاتح، مع رطوبة والقليل من اللمعان، ودون أي طبقة تُغطيه، بينما يكون اللسان المُعبّر عن مشكلات الدم أكثر شحوباً"، لكن عندما يكون الشخص ليس لديه ما يكفي من الدم فقد يشحب لون وجهه.
لذلك توجد أنواع مختلفة من اللسان الأرجواني أو داكن اللون، وهذا قد يُشير في الطب الصيني إلى اضطرابات في الدورة الدموية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
وبالطبع، لا يُمكننا أن نقول بقناعةٍ تامة إنّه في حال كان لسانك شاحباً، فإن تدفّق الدم لديك ضعيفٌ بالضرورة. ولكن إذا لاحظت أعراضاً أخرى مثل انخفاض الطاقة، أو برودة الأطراف، أو المشكلات الهضمية الأخرى، فلا شكّ أنّ نظرةً مُطوّلة على لسانك قد تُخبرك بماهية المشكلة.
لذك يجب أن تكون الخطوة التالية هي التواصل مع طبيبٍ مُحترف لمساعدتك في التعامل مع المشكلة، أياً كانت ماهيتها. وتُذكّر بيج: إنّ قراءة اللسان تُعَدُّ علامةً، وليست حلاً، فهي الخطوة الأولى في التعرّف على الاختلالات داخل جسدك، وبعدها تقع مهمة العمل على عاتقك أنت. وإذا قرّرت أن تُكمل على نهج الطب الصيني فستتجه إلى علاج الوخز بالإبر والتدريب والعلاجات الغذائية لتحريك الطاقة الراكدة وتحسين تدفّق الدم.
الخلاصة
وفقاً لممارسات الطب الصيني فإنّ لسانك يروي الكثير عن صحتك إجمالاً. وفي حال توافق لون لسانك الشاحب مع بعض الأعراض السيئة التي تشعر بها فمن الأفضل التحقق من الأمر أكثر.
ورغم ذلك، حاول تجنّب القفز مباشرةً إلى "العقلية المرضية" كما تصفها بيج، لأنّ كل شخصٍ يختلف عن الآخر في لون وشكل وحجم اللسان، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ للغاية. وحاول ألا تُقارن نفسك بالآخرين، ولكن لاحظ كيف يتغيّر لون لسانك مع مرور الوقت، وانتبه إلى ما تحاول العضلة إخبارك به.