إن الإمساك وزيادة الوزن هما أمران متلازمان في الغالب، لكن هل حقاً يُسبب أحدهما الآخر؟ الإجابة المختصرة هي لا، مع ذلك إن كنت تستغرق الكثير من الوقت في الحمام وتلاحظ زيادة في وزنك، فينبغي عليك إذن أن تعرف العلاقة التي تجمع بين الإمساك وزيادة الوزن.
إليك شرحاً تفصيلياً عن الأسباب التي تُسهم عادةً في الإصابة بالإمساك، وطريقة علاجه، وكيفية ارتباطه بزيادة الوزن، وفقاً لموقع Livestrong الأمريكي.

ما الذي يُسبب الإمساك؟
تُعرف عملية الإخراج غير المنتظمة، الحالة الصحية المعروفة باسم الإمساك، بالحاجة إلى التغوّط أقل من 3 مرّات أسبوعياً، وفقاً لمركز John Hopkins الأمريكي للرعاية الصحية.
يرتبط الإمساك عادةً بالبراز المتحجّر والجاف الذي يصعب إخراجه ويصاحبه شعور مؤلم في بعض الأحيان. فإذا اضطررت إلى بذل مجهود وضغط للاستمرار لأكثر من 10 دقائق من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية، من المرجح أنك مصاب بالإمساك. وانتبه قد يؤدي الإمساك إلى الإصابة بالشق الشرجي وظهور البواسير.
بحسب مركز Cleveland Clinic الطبي، فإن الإمساك هو أحد الأمراض المعويّة الشائعة بكثرة، إذ يزور 2.5 مليون شخص على الأقل سنوياً الطبيب للشكوى من الإمساك.
أكثر الأسباب شيوعاً للتغوّط غير المنتظم تشمل الآتي:
- انخفاض نسبة الألياف الغذائية
- التناول غير المنتظم للمياه
- نقص النشاط الجسدي
كيف يرتبط الإمساك بزيادة الوزن؟
إن المعاناة من الإخراج غير المنتظم لا تسبب بالضرورة زيادة الوزن، لكن ثمّة علاقة بين الاثنين بالتأكيد.
والسبب في ذلك يرجع إلى أن أكثر مسببات الإمساك شيوعاً هو نقص السوائل وسوء التغذية والنقص في ممارسة التمارين، وكل هذا في الواقع يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن. وفقاً لمنظمة Centres for Disease Control and Prevention الطبية الأمريكية، تعوّق هذه السلوكيات من أداء عملية التمثيل الغذائي وتؤدي إلى زيادة دهون الجسم.
قال كيسي تشابمان، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، لموقع Livestrong: "تعد التغذية الصحيحة من الأمور المهمة للغاية لأنها تمنح أجسامنا قدراً كبيراً من الكفاءة، وهو الأمر الذي يعني تعزيز الأداء المنتظم للجسم وزيادة الطاقة. فالطاقة الزائدة تدل على أنه يمكننا أن نصبح أكثر نشاطاً، وبالتالي، يمكننا حرق كمية أكبر من السعرات الحرارية".
3 عادات تساعدك على تجنب الإصابة بالإمساك والحد من زيادة الوزن

- تناول الألياف الغذائية
تعمل الألياف على تطهير القولون وربط الفضلات المتحجرة بالماء، ثم نقلها نحو مجرى الجهاز الهضمي حتى إخراجها من الجسم. لذلك إن لم تحصل على كمية كافية من المواد الغذائية، سوف تُعيق من قدرة الجسم على الهضم.
قال الطبيب تشابمان: "تساعد الألياف الغذائية على زيادة وزن وحجم البراز من خلال إمداده بالماء باستمرار داخل مجرى الجهاز الهضمي، لذلك انظر إلى الألياف على أنها عامل مهم لإخراج البراز، إذ تعمل على تشكيله إن كان ليناً، وتلينه إن كان شديد التحجّر".
كم الكمية التي ينبغي عليك تناولها إذن؟ يقول الطبيب تشابمان: "يُنصح بتناول 14 غراماً لكل 1000 سعرة حرارية، وهو ما يعني تقريباً من 25 إلى 36 غراماً يومياً بالنسبة لأغلب البالغين النشطين".
على سبيل المثال تحتوي ثمرة الكمثرى المتوسطة على 5.5 غرام من الألياف، بينما يحتوي كوب من البرغل (القمح المطحون) على 8.2 من الألياف.
- اشرب الكثير من السوائل
إن عدم تناول القدر الكافي من الماء يومياً يمكن أن يُسبب لك الجفاف، الذي يعمل بدوره على الإصابة بالإمساك.
يعد تنظيم كمية الماء الذي نحتفظ به للعمليات الخلوية الحيوية وظيفة من بين عدة وظائف أخرى تمارسها أجسادنا، ومن ضمن الطرق التي تسلكها هو التحكم في الكمية التي يمنحها الجسد للبراز.
إن لم يمنح جسدك كمية كبيرة من الماء للبراز -لاحتياجه من أجل القيام بعملية حيوية أخرى- قد يزداد البراز تحجراً، مسبباً لك الإمساك. لذلك ينصح الأطباء بشرب حوالي 8 أكواب من الماء يومياً، ما يعادل 1.8 لتر.
يُعد الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية وحتى مشروبات الطاقة هو القاعدة العامة الأولى المتبعة، إلا إذا كنت من نخبة الرياضيين وتحتاج إلى تناول السكريات.
إن كنت لا تفضل مذاق المياه جرّب إضافة قطع الفاكهة إليها أو جرب المياه الفوارة الخالية من السعرات الحرارية أو تحتوي على القليل منها.
- تحرّك باستمرار
طبقاً لمنظمة Harvard Health، لن يعاني الأشخاص النشطين جسدياً بطبيعة الحال من الإمساك. إذ يساعد الانقباض المناسب للعضلات في المطلق على استمرارية الأداء المنتظم لجسدك، حيث تقوم العضلات التي تشكّل جدار البطن والحجاب الحاجز بدور مهم للغاية في عملية الإخراج، إذ لا تقوى العضلات الضعيفة على إتمام العملية.
استنتجت دراسة نُشرت في مجلة POLS One عام 2014 أن كثرة الجلوس يمكن أن تعيق عملية الهضم، ويمكن تجنب هذا من خلال ممارسة النشاط الجسدي.
طبقاً لما نشرته وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، يجب على البالغين ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين محدودة الكثافة التي تمارس في الهواء الطلق (مثل المشي وركوب الدراجات) أو 75 دقيقة من التمارين عالية الكثافة (مثل تمارين الهيت HIIT) أسبوعياً لتحقيق أقصى حد من الفوائد الصحيّة.