ربما يصدر زوجك شخيراً أثناء النوم، أو تعتقدين أنه يضيع راتبه على ألعاب الفيديو. أو هناك خلاف أكبر مما ذكرنا، لذا عندما تصل النزاعات الزوجية إلى مرحلة الاصطدام على نحو لا يمكن تجنبه، يجب بذل قصارى جهديكما لحصر الأضرار.
تقول استشارية الزواج والعلاقات ستايسي غرين إن الجدال يساعد أحياناً حتى في تعزيز العلاقة إذا حدث بشكل جيِّد؛ إذ وجدت دراسة نشرت في مجلة The Journal of Marriage and the Family تابعت 79 زوجاً على مدى 14 عاماً أن أولئك الذين اختبروا خلافات عديدة وسط مناخ سلمي كان احتمال بقائهم سوياً أكبر من غيرهم.
إليك بعض القواعد والتمارين التي ينصح بها الخبراء للتواصل بشكل أفضل أثناء الجدال، والتغلب على المشاعر الانفعالية، ومنع حدوث الصدامات في المقام الأول.
6 نصائح تخفف حدة النزاعات الزوجية
تقريب المسافات
تطلب جرين غالباً من الأزواج الجلوس مقابل بعضهم البعض على طاولة صغيرة (مثل منضدة الطعام والتلفاز) عندما يتجادلون.
تقول غرين لمجلة Shape الأمريكية: "عند مناقشة أمر عميق، سيتحول سريعاً إلى مشادة محتدمة، لذا اجلسا على هذه الطاولة الصغيرة حيث تتلامس ركبتيكما وحيث يكون التواصل البصري واضحاً".
يصبح تقلب المشاعر إلى الأسوأ أصعب عندما تجلسين قريباً إلى هذا الحد من شريكك.
بعد ذلك، استخدمي كلمات تعبر عن مشاعرك بدلاً من إلقاء اللوم. على سبيل المثال، تقول غرين، بدلاً من الصراخ في شريكك لأنه يعود إلى المنزل في وقت متأخر من دون إرسال رسائل نصية، اشرحي له أنه عندما يفعل ذلك، فإنك تشعرين بالإهمال لأن العشاء كان في انتظاره وأنت تفضلين تناول الطعام معه.
20 دقيقة يومياً من الحديث
هذا أمرٌ مهم بشكل خاص للأزواج الذين لديهم أطفال (وحتى لغيرهم)، وهو أمر قد نغفل عنه كثيراً بسبب ازدحام العمل، وقد يختصر طريقاً طويلاً في منع خلافات العلاقات من الأساس.
يستنتج مكتب الإحصاء الوطني أن الزوجين العاديين يقضيان ساعتين في اليوم سوياً، لكن ينقضي ثلث هذا الوقت في مشاهدة التلفزيون، وتنقضي 24 دقيقة في العمل المنزلي، و30 دقيقة في تناول الطعام.
ولكن إذا لم تكوني تتواصلين أنت وشريكك ستسهم الأشياء الصغيرة في إثارة الاستياء والغضب.
خصصي ما لا يقل عن 20 دقيقة يومياً للاطمئنان على بعضكما البعض دون مقاطعة وسوف ترين كيف أصبح شريكك وستعرفين بمَ يشعر، وذلك وفقاً لستيفاني كروز، خبيرة العلاقات والكاتبة في موقع DatingPilot.net.
هذه هي إحدى الطرق للتغلب بهدوء على أي مشكلة قبل تفاقمها. إذا كنتِ بالفعل لا تمتلكين الوقت الكافي، فحاولي العمل بجوار شريكك أو حتى الجلوس بجانبه بينما تفعلين أشياء أخرى.
وتناولت دراسة مكثفة أجراها باحثون في جامعة مينيسوتا 47 ألف زوج لمدة 7 أعوام ووجدت أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات جيدة يكونون سعداء بصحبة أزواجهم بمقدار ضعف ما هم عليه بدونهم.
لا تضعي افتراضات
وفقاً لخبيرة العلاقات إيمي شوين، عندما نسبة الخطأ عند افتراض شيء ما أعلى بكثير من الإصابة، وهو بسبب تجارب سابقة أو مواقف سابقة.
تقول إيمي إنه إذا كان هناك أمر يزعجك "تأكدي من أنك تسألي شريكك عن أفكاره". وتضيف: "لا تفترضي أبداً أنه سيشعر أو سيتصرف بطريقة معينة"، إذا كان متقلب المزاج أو منعزلاً، اسأليه عن سبب انطوائه.
يعتبر التواصل دون تخمينات أمراً أساسياً. على سبيل المثال، إذا كان شريكك ينعزل بمفرده كل ليلة في غرفة أخرى، فقد تفترضين أنه يتجنبك أو أنه لا يريد قضاء الوقت معك، بدلاً من التخمين، اسأليه عن مقدار الوقت الذي يرغب فيه أن يبقى بمفرده، وتحدثا عن ما يحتاجه كلاكما للعناية بالذات.
اطلبي ما تحتاجينه
تقول الأخصائية الاجتماعية المُعتَمَدة تريسي روس، إنه بدلاً من إلقاء اللوم والاتهامات، اجعلي هدفك هو إعادة صياغة الأمور من حيث احتياجاتك.
لذا بدلاً من قول: "أكره ألا ترد بسرعة على رسائلي"، حاولي إخبار الشريك ببساطة بما تريدينه بالضبط. بدلاً من لوم شريكك، وهو الأمر الذي قد يبدأ خلافاً آخر ويجعلك تبدين متسلطةً أو متطلبةً، حاولي إخباره كم تحبين ذلك عندما يرسل إليك رسائل نصية.
اسألي شريكك كيف يمكنكما الاستفادة من الرسائل والاتصال بشكل أفضل، إذ إنك تشعرين بالقلق من أن شيئاً قد حدث له إذا لم يتواصل معك لفترة طويلة.
يمنح ذلك شريكك الفرصة للشرح، ويمكن لكليكما فهم الوضع من منظور الطرف الآخر.
تدرَّبي على انفعالات أكثر لطفاً
البشر عاطفيون بطبيعتهم، لذا قد نرفع أصواتنا عندما نغضب.
يقول المعالج المساعد في شؤون الزواج والأسرة جاكوب كونتز: "عندما يكون لديك طاقة انفعالية عالية فإنك تتخذ قرارات مندفعة".
إذا سبق أن تفوهت بشيء ما وسط خلاف ثم ندمت عليه فوراً، فأنتِ على الأرجح تعلمين ما يرمي إليه شريكك.
عندما تجدين نفسك أو شريكك في حالة من الطاقة الانفعالية العالية، حاولي فهم ما قد يحدث أيضاً بحكم هذه المشاعر السطحية.
على سبيل المثال، عندما يكون شريكك غاضباً، اطمئني عليه وتأكدي ما إذا كان حزيناً أو قلقاً بشأن شيء ما.
يقول كونتز إن مشاعر الحزن والقلق تكون عادة أساس الكثير من الغضب، وتعتبر "انفعالات أكثر هدوءاً، ويمكن أن يكون ترويض هذه المشاعر الهادئة والتواصل معها وفهمها أسهل، إذ يمكنها أن تجعلنا نأخذ الأمور ويسهُل الإصغاء إليها".
كذلك ستساعدك على الأرجح في الوصول إلى جذور المشكلة ما قد يقربك من الحل.
بالطبع، القول أسهل من الفعل، خاصة إذا كنت في حالة من الطاقة العالية. إذا كان الأمر كذلك، فقد تحتاجين إلى الابتعاد قليلاً عن الخلاف (اذهب إلى غرفة أخرى) والتقطي أنفاسك قليلاً.
ابتعدا لبعض الوقت
تقول ستيفاني كروز إنك ربما سمعت أنه لا ينبغي النوم وأنتِ غاضبة، لكن هذه ليست أفضل النصائح دائماً. تقول: عندما يتجادل الأزواج ويبدؤون في الشعور بالانزعاج الشديد، من الأفضل أن يبتعدا لبعض الوقت، لأن العواطف تتحكم بهما بشكل مؤقت بدلاً من العقول".
يجب أن تستمر المدة التي يبتعد خلالها الزوجان حتى يهدأ كلاهما ويشعرا كما لو كانا يستطيعان معالجة المشكلة دون احتدام.
الانتظار إلى أن تستقر أي مشاعر جياشة من شأنه أن يطرح الموضوع بهدوء وإيجابية.