هل تتذكر كيف نهضت من سريرك هذا الصباح؟ هل استيقظت دون منبه؟ هل كنت مستعداً لبدء اليوم؟ أم ضغطت بامتعاض على زر الغفوة فقط لتستيقظ متأخراً بضع دقائق؟ إذا كنت من الأشخاص الذين يستيقظون بصعوبة فهذا الشعور يسمى خمول النوم وهناك سبب يقف وراءه.
ما هو خمول النوم؟
يُعُرّف "خمول النوم" بأنه "مرحلةُ ما بين النوم والاستيقاظ، والتي تتميّز بقلة اليقظة والرغبة في العودة إلى النوم".
وخمول النوم هو استجابة طبيعية يمكن أن تستغرق دقائق أو ساعات، حسب الشخص. وباحثو النوم ليسوا متأكدين تماماً من أسبابه أو أسباب زيادته، لكنهم يشكون في أن له علاقة بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم، والمعروفة أيضاً باسم ساعتنا الداخلية بحسب ما ذكره موقع Mind Body Green الأمريكي.
وفي إحدى الدراسات الصغيرة التي أُجريت على عمال الطوارئ الذين يضطرون إلى "العمل" فور استيقاظهم، اختُبر تأثير خمول النوم طوال الليل.
إذ أُوقظ 12 عاملاً في أوقات مختلفة من الليل وفي الصباح الباكر، وطُلب منهم حل معادلات حسابية فبدا أن أداءهم الإدراكي كان أقل عندما أوقظوا أثناء "الليل البيولوجي"، أي عندما كانت الساعات اليومية لأجسادهم تخبرهم أن هذا وقت النوم، ما يشير إلى أن هذه الساعة يمكن أن تساهم في الخمول وزيادة الوقت اللازم للاستيقاظ.
وضوء النهار هو أحد العوامل الرئيسية في إدارة ساعاتنا الداخلية، إذ تكيّفنا نحن البشر على الاستيقاظ أثناء النهار والنوم بحلول الظلام. ونتيجةً لذلك، تنتج أجسادنا هرمونات مختلفة خلال النهار والمساء، ما يشير إلى أنه قد حان وقت الراحة.
علاقة الهرمونات بالساعة البيولوجية للجسم
هناك نوعان من الهرمونات، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من دورة النوم والاستيقاظ، هما الميلاتونين والكورتيزول.
فعندما تسير الأمور بسلاسة، يرتفع إنتاج الميلاتونين في الليل ليشعرنا بالتعب، بينما تكون مستويات الكورتيزول أعلى في الصباح وتتناقص تدريجياً مع مرور اليوم.
وهذا هو السبب في أن الأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق مختلفة زمنياً، أو يأخذون نوبات عمل ليلية، يجدون صعوبة في الحصول على جدول نوم جديد في البداية، إذ لا تتطابق ساعاتهم الداخلية مع ساعاتهم الخارجية.
فوائد المغنيسيوم في تنظيم الساعة البيولوجية
عندما تتوقف الساعة الداخلية، إما بسبب تغيير الروتين أو بسبب تغييرات هرمونية؛ ربما تشعر بخمول النوم بشكل أسوأ.
وهنا يأتي دور المغنيسيوم، فهو المعدن الأساسي الذي يساعد في تنظيم ضبط الوقت، والحفاظ على إيقاعات الساعة البيولوجية اليومية لتعمل بسلاسة، ويساعد على مقاومة الخمول.
في إحدى الدراسات التي أجريت على 46 شخصاً من المسنين الذين يعانون من الأرق، أفاد الذين تناولوا مكملات المغنيسيوم في المساء بحصولهم على نومٍ أفضل.
والسبب هو أنّ المغنيسيوم زاد من مستويات الميلاتونين وخفض مستويات الكورتيزول لديهم.
ويشير هذا إلى أن المغنيسيوم يمكن أن يكون مفيداً في تنظيم الساعة البيولوجية اليومية كاملة، بعكس مكمل الميلاتونين الذي يحل جزءاً واحداً فقط من معادلة النوم.
وقال طبيب الأسرة روبرت رونتري إنّ الميلاتونين رائع في فعل شيء واحد فقط، وهو إرسال إشارة محددة إلى الدماغ بأن الوقت حان لبدء عملية النوم، لكنه ليس جيداً للحفاظ على النوم.
وأضاف أنّ المغنيسيوم يمكن أن يؤثر على دورة النوم بأكملها، ويزيد الطاقة، ويقلل الخمول عند الاستيقاظ.
لهذا تم اختيار المغنيسيوم كأفضل مكمل غذائي يساعد على النوم، حيث أفاد من جربوه بأنهم "بدأوا في الشعور بمزيدٍ من الراحة في الصباح، إذ يستيقظون بمزاجٍ صباحي أكثر انتعاشاً يمنح اليوم شعوراً أفضل".
مأكولات غنيّة بالمغنيسيوم
الشوكولاتة الداكنة: تعتبر الشوكولاتة الداكنة صحية ولذيذة وغنية بالمغنيسيوم، إذ تحتوي الحصة الواحدة من الشوكولاتة الداكنة (28 غراماً) على ما يقارب 64 مللغراماَ من المغنيسيوم، أي ما يعادل 16% من حاجتك اليومية منه، بحسب ما ذكره موقع Health Line المتخصص بالأمور الطبيّة.
الموز: ليس غنياً بالبوتاسيوم وحسب، بل إنه غني بشكل كبير بالمغنيسيوم، إذ تحتوي كل حبة موز كبيرة على 37 مللغراماً أي ما يقارب 9% من حاجاتك اليومية من المغنيسيوم.
الأفوكادو: تحتوي فاكهة الأفاوكادو على نسبة عالية من المغنيسيوم فكل حبة تحوي تقريباً 120 مللغراماً أي ما نسبته 30% من حاجتك اليومية.
البقوليات: تعد البقوليات بشكل عام غنية بالمغنيسيوم، خاصة الفاصولياء التي يحتوي كوب واحد منها على 120 مللغراماً، أي ما نسبته 30% من حاجتك اليومية، إضافة إلى العدس والبازلاء.