بات معظم الناس يعلمون ضرورة تجنب القهوة والشوكولاتة قُبيل النوم؛ لاحتواء كليهما على الكافيين الذي يُبقي جسم الإنسان متيقظاً طوال الليل. لكن ما البدائل التي يمكنها أن تحل محل هذين الخيارين اللذيذين قبل النوم؟ نستعرض في هذا التقرير المشروبات التي تساعد على النوم.
في الواقع، مقابل المشروبات الكافينية التي تؤخّر النوم، هناك مشروبات أخرى تستحضره.
فالأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الأعشاب العلاجية والترايبتوفين -وهو حمضٌ أمينيٌّ أساسيٌّ- تساعد الجسم على إنتاج هرمونات السيراتونين والميلاتونين.
وهذه الهرمونات ضرورية لتنظيم النوم، وفق ما قاله الدكتور ماثيو شميت، المختص بطب النوم لشبكة CNN.
وهنا تنطبق قاعدتان عامتان:
أولاً: توقَّف عن الأكل والشرب قبل النوم بساعتين على الأقل؛ لتتجنب دخول الحمام والحرقة أثناء الليل.
ثانياً: تجنَّب تناول الكافيين بعد الثانية ظهراً؛ إذ إن من بين آثارها الجانبية الحاجة للتردد على الحمام، ومنعك من الوصول لمراحل النوم العميق، بحسب الدكتور راج داسغوبتا طبيب أمراض الرئة والنوم والأستاذ المساعد للطب السريري بجامعة جنوب كاليفورنيا.
ولا تفوِّت ما يسميه الأطباء "النظافة الشخصية قبل النوم"، أو ما يكن تسميته طقوس ما قبل النوم.
يقول داسغوبتا إن تعزيز النوم بالأطعمة والمشروبات المختلفة يمكنه "أن يعمل فقط إذا التزم المرء بأساسيات النوم الصحي".
ويتابع: "ستظل القاعدة دائماً وأبداً الالتزام بنظام نومٍ، وبطقوسٍ خاصةٍ بالنوم، والانتقال تدريجياً إلى حالة النوم، ويتضمن ذلك العديد من الأشياء".
إذا كنت تعاني مشكلاتٍ في النوم، فاحرص على استشارة طبيبك أو طبيبٍ مختصٍ بالنوم.
أما إذا كان الأمر عارضاً، فإليك بعض أنواع المشروبات التي تساعد على النوم.
المشروبات التي تساعد على النوم
شاي الكاموميل أو البابونج
يُعد شاي الكاموميل أحد أنواع الشاي المهدئة التي تساعد على النوم، والمستخدمة تقليدياً في مناطق كبيرةٍ من إيران.
وجدت دراسةٌ أُجريت عام 2017، أن مُستخرج الكاموميل يُحسن من جودة النوم لدى البالغين الأكبر سناً ومن أدائهم اليومي بالمقارنة مع أولئك الذين أُعطوا مثيلاً زائفاً.
يقول شميت: "إنه مليءٌ بمضادات الأكسدة، ويُعزز الشعور بالهدوء، ويُمكنه أن يحد من الشعور بالقلق".
عشبة العبعب المنوّم أو شاي اشواغاندا
للعبعب المنوم مكانةٌ بارزةٌ في الطب الهندي البديل، وقد كان يُستخدم تقليدياً في تهدئة الأعصاب، إذ يعمل عن طريق محاكاة وظيفة حمض غاما أمينوبيوتيريك، وهو ناقلٌ عصبيٌّ يُثبط الاستجابات الحادة.
يقول داسغوبتا: "حين تُفعّل تلك المستقبِلات فإنها تجعلك تشعر بالنعاس، وتعمل كثير من المنومات على مستقبِلات ذلك الحمض".
قد يساعد العبعب الجسد على الاسترخاء والاستعداد للنوم، كما أنه يحسن من جودة النوم بشكلٍ عامٍ".
شاي جذور الناردين
يأتي نبات الناردين المخزني، أو حشيشة الهر كما يُسمى، من آسيا وأوروبا، وهو نباتٌ يُستخدم لعلاج الأرق، والقلق، والاكتئاب وأعراض سن اليأس.
وأغلب فوائده كانت تتعلق بعلاج الأرق وتحسين جودة النوم لدى النساء في سن اليأس.
وقد شهد ثلث النساء اللواتي تناولن أقراصه مرتين في اليوم لأربعة أسابيع تحسناً في جودة النوم كما وجدت إحدى الدراسات.
يقول داسغوبتا إن الناردين "يعمل على مستقبِلات حمض غاما أمينوبيوتيريك" التي تتحكم في النشاطات العصبية الحادة.
شاي الحليب الذهبي
بفضل التريبتوفان، والكالسيوم، والمغنيسيوم في منتجات الألبان، فإنَّ تناول الحليب الدافئ قبل النوم يُساعد على النوم بطريقةٍ أفضل
يُضيف كذلك: "التريبتوفان هو الحمض الأميني الذي يتكون منه الميلاتونين".
ويتابع: "نحن نعرف أن الميلاتونين هرمونٌ طبيعيٌّ في الجسد يُنتج في الغدة النخامية، وأنه يُفرز في الليل، وأنه أساسيٌّ لنومٍ هانئٍ".
والشاي بالحليب الذهبي مشروبٌ هنديٌّ تقليديٌّ يتكون من الحليب، والقرفة، والزنجبيل والكركم، والكركم الغنيُّ بالكركمين.
وللكركمين تأثيرٌ مضادٌ للالتهاب وله قدرةٌ على معالجة أعراض القلق والاكتئاب التي يُمكنها تعكير نومك.
يقول داسغوبتا: "لقد أمكن ربط الكركم بجودة النوم"، لكن لم يتضح تماماً إلى الآن كيف تؤثر مضادات الالتهاب على النوم، ويتابع مستدركاً: "لكن كل ما يساعد في تخفيف الألم والقلق أو يوفر نوعاً من استرخاء العضلات سيكون له دائماً تأثيرٌ مساعدٌ في تحسين جودة النوم".
شاي الحبق
كان الحبق، وهو نباتٌ له رائحةٌ تشبه رائحة الليمون ينتمي إلى عائلة النعناع نفسها، يُستخدم تقليدياً في تحسين المزاج، بالإضافة إلى تتبيل اللحوم والأسماك والمخبوزات.
وقد يساعد الحبق في الحد من أعراض الأرق. وجدت دراسةٌ أُجريت عام 2011، انخفاضاً في أعراض الأرق لدى 42% من المشاركين بعد تناولهم جرعاتٍ يوميةً من مستخرج الحبق لمدة 15 يوماً.
شاي زهرة الآلام
كان شاي زهرة الآلام، المُعد من أوراق زهرة الآلام وبتلاتها وسيقانها المجففة، يُستخدم لتحسين جودة النوم وتخفيف القلق.
وفي تجربةٍ شرب المشاركون فيها كوباً من شاي زهرة الآلام وسجلوا أنماط نومهم وأجابوا عن أسئلةٍ حول شعورهم بالقلق لمدة أسبوعٍ، كانت جودة النوم لديهم تتحسن بصورةٍ كبيرةٍ بالمقارنة مع من شربوا مشروباً زائفاً.
مشروباتٌ أخرى لنومٍ هانئٍ
يقول داسغوبتا إنك إذا لم تستطع تناول حليب الأبقار، فإن كوباً من حليب اللوز يحتوي على نحو 20 ملليغراماً من المغنيسيوم، وهو معدنٌ يساعد على دعم النوم من خلال تنظيم الناقلات العصبية لتهدئة أنظمتنا العصبية والعمل مع الميلاتونين للتحكم في دورات النوم.
كذلك فإن عصير الكرز الحامض قد يزيد من مستويات الميلاتونين وبالتالي وقت النوم، وفقاً لدراسةٍ صغيرةٍ أُجريت على البالغين الأصحاء.
وقال داسغوبتا إنه على الرغم من أن المكملات العشبية قد تساعدك على النوم، فإنها قد تتداخل مع الكشف عن السبب الكامن وراء قلة النوم.
وأضاف: "الحصول على نومٍ جيدٍ أشبه باللغز. من الصعب جداً الحصول على جميع القطع الصحيحة للغز النوم. وأصعب ما في الأمر محاولة العثور على القطعة المفقودة".
احرص على محاولة تجميع كل قطع اللغز معاً، وضمن ذلك درجة حرارة الغرفة، والتعرض للضوء، والفراش، والصوت، والروتين.