إذا كانت دورتكِ الشهرية تضطرب عندما تتعرضين للضغط النفسي أو التوتر والقلق أو حدوث تغييرات في روتينك اليومي، مثل السفر على سبيل المثال، فاعلمي أنكِ لستِ وحيدةً؛ إذ تعاني الكثيرات من النساء من اضطرابات دورة الحيض، عندما يتعرّضن لظروف استثنائية، أو يشعرن بالتوتر، لكن لماذا يحدث ذلك، وكيف تتمكّنين من التخلص من الآلام المصاحبة لهذه الاضطرابات؟
إليكِ كل ما تريدين معرفته:
اضطرابات دورة الحيض
أولاً علينا أن نتفق أن دورة الحيض ليست متشابهة لدى جميع النساء؛ إذ يختلف متوسط مدة الحيض وطبيعته والآلام التي قد نعاني منها من امرأة إلى أخرى.
بحسب ما ورد في موقع StyleCaster الأمريكي، تقول أليسا دويك، طبيبة أمراض النساء، إنَّ "متوسط مدة دورة الحيض لدى الفتيات في سن المراهقة من 21 إلى 45 يوماً (تُحسب من اليوم الأول من بدء إحدى الدورات الشهرية إلى اليوم الأول من الدورة التالية)، ويستمر تدفق دم الحيض من يومين إلى 7 أيام.
أما النساء الأكبر سناً فتتراوح مدة دورة الحيض لديهن عادةً من 21 إلى 35 يوماً، وتستمر من يومين إلى 8 أيام.
إذا طرأت تغييرات مفاجئة على الجدول الزمني الذي اعتادت عليه كل امرأة فيما يخص فترة حيضها، فإنَّ الأمر حينها يتطلب زيارة طبيب أمراض النساء.
توضح أليسا أنَّ ثمة أعراضاً مزعجة أخرى تشمل تلك التي تؤثر سلباً على أداء الأنشطة الحياتية اليومية، مثل حدوث نزيف غير منتظم، أو نزيف مطول أو كثيف، أو تقلصات شديدة، أو انتفاخات، أو أعراض المتلازمة السابقة للحيض (PMS).
هناك أيضاً أعراض شائعة يمكن علاجها بسهولة باستخدام حلول منزلية، ومن ضمن هذه الأعراض الانتفاخ، والشعور بالتعب، وزيادة الوزن نتيجة احتباس السوائل في الجسم، والصداع، والتقلصات، وآلام الظهر والعضلات.
أثر الضغط النفسي الشديد على آلام الدورة الشهرية
لا ينبغي الاستهانة بتأثير الإجهاد البدني والعقلي المرتبطين ببعضهما البعض على نحوٍ معقد.
تقول أليسا: "قد يؤدي الضغط النفسي الشديد عادةً إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، من بينها انقطاع الحيض مؤقتاً"، مضيفة أنَّ "هذا التوتر الشديد قد يحدث في حالات عديدة مثل الذهاب إلى الكلية لأول مرة، وخسارة مفاجئة لشخص عزيز، وفقدان سريع للوزن ناجم عن أحد أنواع اضطرابات الأكل أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، أو السفر لمسافات طويلة إلى مناطق زمنية مختلفة، وبالتأكيد أيضاً أنَّ فترات تفشي الأوبئة (مثل كورونا) وما يصاحبها من توتر حاد وتغييرات في نمط الحياة تؤثر سلباً على الدورة الشهرية".
يُعد الضغط النفسي عاملاً قوياً بما فيه الكفاية لتأخير أو منع التبويض مؤقتاً، وهو ما يغير طبيعة دورة الحيض كلياً.
تأثير جائحة كورونا على دورة الحيض
زارت العديد من السيدات عيادة أليسا خلال الأشهر الأخيرة، يشتكين من اضطرابات في دورة الحيض لديهن، خلال فترة جائحة فيروس كورونا المستجد على وجه التحديد.
بالإضافة إلى ذلك، تشير أليسا إلى أنَّ بعض العلماء خلصوا إلى أنَّ أوقات الضغط النفسي الشديد تؤدي إلى منع أو تأخر التبويض، الأمر الذي بدروه يحول دون حدوث الحمل.
وتقول طبيبة أمراض النساء والتوليد: "تشكو بعض النساء من تأخر الحيض، والبعض الآخر يعانين من نزيف شديد، وتلاحظ أخريات تغييراً في تدفق دم الحيض ومدته".
قد يرجع سبب هذه التغييرات جزئياً إلى النظام الغذائي وممارسة الرياضة وغيرها من التغييرات التي طرأت على نمط الحياة بعد الحجر الصحي، أو أثناء المكوث طويلاً في المنزل خلال هذا الوقت العصيب، وحالة عدم اليقين السائدة عالمياً بسبب جائحة كورونا.
وأضافت أليسا: "نستبعد بالطبع إمكانية حدوث حمل في جميع الحالات السابقة، وقد تظهر مشكلات الغدة الدرقية وعدد من المشكلات الصحية الأخرى، لكن في ضوء ذلك جاءت نتائج التحاليل والفحوصات مطمئنة، يكون التوتر أحد أسباب هذه المشكلات، على الأقل جزئياً".
كيفية التخلص من اضطرابات دورة الحيض المرتبطة بالإجهاد والتوتر
عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على الضغط النفسي والطرق التي قد يؤثر بها على دورتك الشهرية، فإنَّ الاستعداد الجيد هو الحل.
نظراً لأنَّ الإجهاد البدني والعقلي يرتبطان أحياناً ببعضهما البعض، فمن المفيد تحديد الحلول التي تستهدف أحدهما أو كليهما.
تنصح أليسا بالحرص على استخدام وسادة التدفئة بانتظام، وشرب الكثير من الماء، وارتداء ملابس منزلية مريحة، والاسترخاء ومشاهدة أفلام ممتعة.
وتضيف: "ينبغي لكِ التفكير في إلى أي مدى يمكن لتمارين التأمل واليقظة الذهنية تنظيم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. تُستخدم تمارين التنفس لخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، وقد تساعد في الحد من القلق والخوف المرضي. أخيراً قد يؤثر أيضاً تناول بعض الأدوية المُخصّصة لتخفيف التوتر والإجهاد على انتظام الدورة الشهرية وطبيعتها المعتادة لديك".
تُقدّم بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مساعدة فورية وطويلة الأمد لتخفيف العديد من الأعراض الجسدية المصاحبة للحيض، من بينها الانتفاخ والشعور بالتعب وزيادة الوزن نتيجة احتباس السوائل وآلام الجسم.
قد تكون التمارين الرياضية مفيدة أيضاً، لكن إيلاء اهتمام أكبر لاتّباع نظام غذائي صحي يعتبر الوسيلة الفعالة التي ستجعلكِ تشهدين تغييراً جذرياً للأفضل. لكن للأسف، نميل عادةً إلى تناول الأطعمة التي تزيد من سوء أعراضنا المزعجة.
تقول أليسا: "تتوق الكثير من النساء إلى تناول الأطعمة المملحة والسكريات والكافيين وينصرفون عن الفاكهة والخضراوات خلال فترة ما قبل الدورة الشهرية. يتسبّب الملح الزائد في حدوث الانتفاخ واحتباس السوائل في الجسم"، وأضافت: "قد توفر الأطعمة الغنية بالسكر والكافيين دفعة سريعة في رفع مستوى النشاط والطاقة، لكن يشهد الجسم بعدها انهياراً مفاجئاً في مستوى الطاقة".
أخيراً، يؤثر هرمون "البروجستيرون"، وهو هرمون أنثوي يرتفع في الجسم قبل بدء الحيض، على حركة الأمعاء، وقد ينجم عن ذلك حدوث الإمساك والانتفاخ وتعكر المزاج العام.
ويتلخص العلاج من ذلك كله في ضرورة محاربة الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة المملحة والسكريات، إلى جانب بذل قصارى جهدك للالتزام بنظام غذائي صحي بغض النظر عن مدى شعورك بالضغط والتوتر.