قد يصعب اكتشاف الفرق بين الآيس كريم والجيلاتي للوهلة الأولى. هل أحدهما أكثر كثافة من الآخر؟ هل يقدَّمان في مخاريط مختلفة؟ أم لهما ملاعق صغيرة مختلفة قليلاً عن الآخر؟ هل الجيلاتي مجرد آيس كريم يقدمه شخص يرتدي قبعة مرحة؟
الإجابة عن هذه الأسئلة صريحة وغير صريحة في الوقت نفسه، اعتماداً على المكان الذي تحصل فيه على حلواك المجمدة، بغض النظر عن حلاوة مذاقهما معاً!
الواقع أن الآيس كريم والجيلاتي يتشاركان أوجه تشابه أكثر بكثير من الاختلافات بينهما، فكلاهما مصنوع من مزيج من منتجات الألبان والسكر والمنكّهات. ومع ذلك، فإن أنواع المكونات ونسبها وكيفية تقليبها وخفقها هي التي تميز أحدهما عن الآخر.
ما الفرق بين الآيس كريم والجيلاتي؟
من الجدير ذكره أن الآيس كريم الذي يباع في المتاجر العادية يحتوي على حد أدنى من دهون الحليب بنسبة 10% فما فوق، في حين أن الجيلاتي غالباً ما يحتوي على كميةٍ أقل بكثير من الدهون، وتقل عادةً عن 10%.
كما أن الآيس كريم يحتوي على كميةٍ أكبر من الكريم مقارنةً بالجيلاتي المصنوع على الطريقة الإيطالية، والذي يصنع عموماً من الحليب؛ وهو ما يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في الآيس كريم، حسبما جاء في تقرير على شبكة Foxnews.
كما أن تحضير الآيس كريم يتطلب إضافة صفار البيض (بنسبة لا تزيد على 1.4% حسب وزن قطعة الآيس كريم)، خلاف الجيلاتي الذي لا يُستخدم صفار البيض في إعداده.
ومع ذلك، فإنه من المفارقة أن الآيس كريم يمكن تحضيره من دون البيض، والجيلاتي بالطبع يمكن تحضيره في أحيان كثيرة باستخدام البيض، أي إن وجود صفار البيض لا يستلزم التفريق تلقائياً بين كون الحلوى المجمدة المقدمة "آيس كريم" أم "جيلاتي".
ومع ذلك، فإن الحلوى المجمدة التي تحتوي على أكثر من 1.4% من مواد صفار البيض في وزنها، تصنف على أنها "كاسترد مجمدة"، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA.
كما أن كلاً منهما يمر بعملية تقليب وخفق مختلفة. فحلوى الآيس كريم المجمدة تُضرب بسرعة أكبر، وتحتوي على حبيبات هواء أكبر في المنتج النهائي.
أما الجيلاتي فيُضرب بسرعة أقل؛ ومن ثم يكون المنتج النهائي أكثر كثافة. لهذا السبب، إلى جانب محتوى الدهون المنخفض في الجيلاتي، يعتقد لوتشيانو فيراري، كبير المدرسين بمدرسة "كاربيجيانو جيلاتو" في بولونيا الإيطالية، أن نكهة الجيلاتي أكثر حلاوة من نكهة الآيس كريم.
ويقول فيراري في تقرير منظمة Consumer Reports غير الربحية لعام 2017: "لهذه الأسباب، يوفر الجيلاتي نكهةً ألذ، لأنه يحتوي على كميةٍ أقل من الدهون التي تسد خلايا التذوق في اللسان، ويتمتع بنكهة أكبر لكل ملعقة، بسبب انخفاض كمية حبيبات الهواء، وتكون خلايا التذوق أكثر حساسية له، لأن درجة الحرارة ليست باردة بالدرجة التي تُضعف حساسيتها".
وأخيراً، كما يذكر فيراري، فإن تقديم المنتَجين يتم في درجات حرارة مختلفة، إذ يُحفظ الآيس كريم في درجات حرارةٍ أكثر برودة، عكس الجيلاتي الذي يتحمل حرارةً أعلى قليلاً، وغالباً ما يرتدي من يقدمه قبعة مرحة!