بدأت بعض الدول تخفيف إجراءاتها المفروضة لإيقاف تفشي فيروس كورونا، وبالتالي عادت الأماكن المغلقة لتفتح أبوابها من جديد ومن بينهم المطاعم والمقاهي.
فما الذي بإمكاننا فعله لتقليل خطر الإصابة بالعدوى لو قررنا الذهاب رفقة أصدقائنا الذين طال غيابنا عنهم للجلوس في أحد تلك المقاهي؟ وما الذي على مديري تلك الأماكن فعله بالمقابل لحمايتنا أيضاً؟
تجنب عدوى كورونا في المقاهي
بداية دعونا نكرر بأن كورونا هو مرض مُعدٍ ينتشر بالانتقال مباشرةً من شخص لآخر، ينتقل المرض في قُطيرات أنفاس أو سعال أو عطاس شخصٍ مُصاب. إذا لامست هذه القطيراتُ عيني شخصٍ آخر أو استنشقها، قد يُصاب بالمرض.
قد تسقط أيضاً تلك القطيرات على الأسطح ويمكن للفيروس البقاء حياً عليها لفترة تصل إلى 72 ساعة. إذا لمس أحدهم هذه الأسطح، ثم لمس وجهه، قد يصاب أيضاً بالعدوى.
فوفق مجلة The National Interest أسفر تناول الطعام خارج المنزل في بداية انتشار كورونا إلى إصابة عدة مجموعات كانوا في المطعم نفسه.
إذ إنّ مكيف الهواء قد نقل قطيراتٍ ملوثة بالفيروس من أحد رواد المطعم المصابين إلى طاولاتٍ قريبة. الأمر الذي دفع الباحثين إلى تقديم توصيات للمطاعم بزيادة تهويتها وتحديد أماكن جلوس زبائنها على موائد أكثر تباعداً.
طرق العدوى بفيروس كورونا في المقاهي
دعونا نفكر في احتمال الإصابة بالعدوى منذ لحظة وصولك إلى أحد المطاعم أو المقاهي.
عند فتح الباب، ربما يتعين عليك وضع يدك على مقبض الباب. إذا لمس هذا المقبض شخص أثناء إصابته بالمرض، ربما يخلّف وراءه آلافاً من جزيئات الفيروس المتفرقة. إذا لمستَ وجهك بعد ذلك، فأنت تجازف بدخول الفيروس إلى جسمك والإصابة بالعدوى.
إذا تفاديت لمس مقبض الباب، يمكنك التقاط عدوى الفيروس عندما تجلس في مقعدك على الطاولة، وذلك من خلال لمس الكرسي أو لمس سطح الطاولة. ومرة أخرى، إذا لمست وجهك، فأنت تجازف بالإصابة بالعدوى. وعلى نحوٍ مماثل، تُعرِّض نفسك للخطر من خلال لمس قائمة الطعام أو أدوات المائدة.
عندما يأتي النادل لأخذ طلبك، من المحتمل أن يدخل إلى المنطقة التي تتنفس فيها. يتعد منطقة التنفس عادةً منطقة دائرية تشغل حوالي 1.5 متر حول جسدك.
إذا كان النادل مصاباً لكن لم تظهر عليه أعراض بعد، قد تكونُ أنت معرّضاً لقطيراتٍ تحتوي على الفيروس في أنفاسه أو ربما تلوِّث أنفاسه أدوات المائدة الموضوعة أمامك.
الآن، يُقدَّم طعامك، وهناك أخبار سارّة. لا ينتقل هذا الفيروس عن طريق الطعام.
لكن مهلاً، يمكن لتكييف الهواء أن يساعد على انتقال الفيروس عبر الهواء من الشخص المصاب الجالس على الطاولة المجاورة الذي كاد يختنق بسبب بعض الطعام في حلقه وأخذ يسعل بدون تحكم.
وبعد ذلك، في زيارة قصيرة إلى الحمام، أنت تُعرِّض نفسك مرة أخرى لخطر العدوى من خلال لمس الباب ولمس الأسطح الأخرى. ومع ذلك، يسمح لك الذهاب إلى الحمام باتخاذ خطوة مهمة جداً للوقاية من العدوى. أنت تغسل يديك بالصابون، واحرص على أن تستغرق 20 ثانية على الأقل في غسل يديك.
وللأسف، قد تنسى تجفيف يديك جيداً. تُعد الأيدي الرطبة أكثر عرضة لالتقاط الميكروبات، لذلك ربما تلوِّث يديك مرة أخرى أثناء فتح الباب والعودة إلى طاولتك.
وعندما تذهب لدفع فاتورتك، ربما يُقلقك أن تكون الأموال النقدية مصدراً محتملاً لنقل للعدوى. ورغم وجود مخاوف بشأن ذلك في بداية الأمر، لا يوجد دليل حتى الآن على أي حالات لها علاقة بالإمساك بالنقود.
كما يمكنك استخدام بطاقتك الائتمانية من باب الاحتياط، ولكن دون قصد قد ينتقل الفيروس إلى إصبعك أثناء كتابة الرقم السري الخاص بك.
وفي طريق خروجك من الباب، أنت لا تلتقط المزيد من الفيروسات من مقبض الباب فحسب، بل تنقل بدورك بعضاً من تلك الموجودة على يدك إلى المقبض، وتتركها جاهزة لنقل العدوى للزائر الغافل الذي يليك.
كيف يمكنني حماية نفسي؟
هناك بعض الأشياء البسيطة (والمعتادة) التي يمكنك فعلها لحماية نفسك عندما تُفتح الأماكن المغلقة حالياً.
استمر في غسل وتجفيف يديك جيداً باستمرار. إذا لم يوجد ماء وصابون، استخدم معقم اليدين الذي يتكوّن من الكحول. اغسل يديك أو عقّمها بعد إمساك النقود ولمس الأسطح قبل الأكل وبعد دخول المرحاض. تجنب لمس وجهك، ولكن إذا كان عليك لمس وجهك، استخدم معقم اليدين أولاً.
حافظ على مسافة لا تقل عن متر ونصف بينك وبين الآخرين، إلا إذا كانوا أشخاصاً تربطك بهم علاقة وثيقة للغاية.
اجلس بالخارج (في الملحقات الخارجية المفتوحة للمطاعم والمقاهي) إذا كان بإمكانك ذلك، إذ تتزايد احتمالات العدوى المباشرة في الأماكن المغلقة.
في النهاية، فكّر في استخدام بطاقة ائتمان أو بطاقة سحب مباشر من خلال معاملات بتقنية الدفع الإلكتروني بدون تلامس، بدلاً من الاضطرار إلى إدخال رقمك السري.
لتفادي نقل العدوى إلى أشخاصٍ آخرين، لا تخرج من المنزل إذا كنت تعاني من أي أعراض أو اشتبهت في أنك كنت على اتصال بشخص ثبتت إصابته بالمرض.
ماذا ينبغي على المقاهي والمطاعم فعله؟
تختلف اللوائح المتعلقة بالعدد المسموح به من الزبائن في المقاهي والمطاعم بين الدول. لكن هناك بعض القواعد الشائعة المتفق عليها بحكم التجربة.
في البداية، يجب وضع الطاولات متباعدةً على مسافات مناسبة. يسمح ذلك للزبائن بأن يكونوا خارج حيِّز تنفس الآخرين الذي يبلغ متراً ونصف المتر، ويأخذ أيضاً في الحسبان التأثير المحتمل لمكيِّف الهواء.
بينما لا يبدو أن كورونا ينتشر عبر أنظمة تكييف الهواء، تساعد هذه الأجهزة على تدفق الهواء، مما يعني أن القطيرات قد تنتقل أبعد قليلاً من 1.5 متر (حيز تنفس الشخص الواحد). سوف يؤدي تباعد الطاولات أيضاً إلى تقليل عدد الأشخاص الموجودين في المكان في الوقت نفسه.
تستخدم بعض الأماكن في الدول الأخرى الحواجز البلاستيكية لفصل رواد المطاعم سعياً لتقليل مخاطر انتقال العدوى من شخص لآخر. لا يجب استخدام هذا بديلاً عن التباعد المناسب إذا كانت هناك مساحة كافية.
ينبغي استخدام مطهر كيميائي مثل المبيِّضات المُخفَّفة لتعقيم الطاولات والكراسي بعد انصراف الزبائن وقبل أن يستخدمها زبائن آخرون.
لا يمكن ترك أدوات المائدة متوفرة على الطاولة. ينبغي تخزينها لمنع التلوث في المطبخ وتقديمها للزبائن مع الطعام. بعد ذلك، يجب تنظيفها وتعقيمها على النحو المعتاد.
لا ينبغي ترك أدوات المائدة التي تستخدم لمرة واحدة في متناول أيدي الزبائن؛ بل يجب فقط تقديمها مع الطعام أو عند الطلب.
ينبغي باستمرار تعقيم جميع الأسطح التي يلمسها الأشخاص كثيراً، ويشمل ذلك مقابض الأبواب، وأبواب الثلاجة والمجمِّد (الفريزر)، والصنابير، ومفاتيح الإضاءة، وجوانب الدَرَج (الدرابزين) ومفاتيح كتابة الرقم السري والشاشات التي تعمل باللمس.
يتعيّن على العاملين في المطاعم الحفاظ على مسافات آمنة من الزبائن في جميع الأوقات وينبغي ألّا يُسمح لهم أبداً بالعمل إذا ظهرت عليهم أعراض تنفسية أو إذا اشتُبه في تواصلهم مع شخص ثبتت إصابته بكورونا.