يتوق الكثيرون إلى كل المشاعر الجميلة التي تأتي مع علاقةٍ مليئةٍ بالحب، كأن يكون معك شخصٌ يُشاركك الأشياء الجميلة والتعيسة في الحياة، لكن بالنسبة لبعض الناس لا يكون تقبل الحب سهلاً، ويُعتبر فهم الأسباب التي تجعل الناس يشعرون أنهم غير جديرين بالحب الخطوة الأولى تجاه التخلص من نمط الأفكار السلبي هذا.
مشاكل الحب
إن وجدت نفسك تشعر باستمرارٍ بالدونية أمام الآخرين، أو أنك غير جديرٍ بالحب، فذلك أمرٌ لا يُستهان به، فإن الشعور بعدم الجدارة في علاقة حبٍ أمرٌ أكثر شيوعاً مما قد تظن.
وقال الدكتور جوشوا لموقع Elite Daily الأمريكي: "يشعر الكثير من الناس بأنهم لا يستحقون الحب الرومانسي، لكن ذلك ليس شعوراً صحياً ولا مفيداً وله تأثير سلبيٌ على كل علاقاتك الرومانسية القادمة".
ولا يوجد، للأسف، علاجٌ سريعٌ حين يتعلق الأمر بالتعامل مع المشاعر السلبية، خاصةً عندما تكون نتيجة مشكلات مرتبطة بالطفولة أو بعلاقات فاشلة سابقة من الماضي.
مثلاً يكون لدى الأطفال الذين ينشؤون في بيوتٍ مستقرةٍ فرصةٌ لتنمية أسلوب تعلق صحي يسمح لهم بمنح وتلقي الحب بطريقة عملية ومستدامة.
أما إذا شهدت طفولتك عدم استقرارٍ أو نقصاً في الحب المستقر من والديك، فقد يكون لذلك تأثيرٌ بالغٌ على استجابتك للعلاقات كشخص بالغ.
لذا حين لا يكون وجود الأبوين العاطفي مستقراً، فإننا نميل لتنشئة أسلوب تعلق قلق. يُمكن ترجمة ذلك عندما نكبر إلى نظرةٍ للعلاقات باعتبارها غير مستقرة أو أنها تحتاج إلى التعلق بها وجذبها لتقريبها. قد يسبب ذلك أيضاً التشكك في الجدارة بعلاقة آمنة ومحِبة.
ماذا عن الذي يتجنب الحب!
يُعرف أسلوب التعلق الثالث بالمتجنب، والذي يُعتبر بالعادة نتيجةً لخلل عائلي وتلاعب عاطفي أثناء الطفولة.
مثلاً إذا لم يكن أبوانا متواجدين عاطفياً أو كانا يجعلان مشاعر الحب الشديد تتسم بالتلاعب والخيانة، فإننا نميل لتطوير أسلوب تعلق متجنِّب، حيث نكبر خائفين من الترابط العاطفي الوثيق، وسنختلق أعذاراً تبرر عدم رغبتنا فيه، أو عدم جدارتنا به، أو احتياجنا له.
ووفقاً لدراسة نشرتها المكتبة الوطنية الأمريكية للطب عام 2008، فإن النجاة من علاقات ضارة عاطفياً أو بدنياً قد تقود إلى تقدير منخفض للذات وشعور بعدم الجدارة.
تضميد الجراح القديمة بطلب مساعدة نفسية
إن تضميد الجراح القديمة هو الوسيلة الوحيدة لضمان أن التجارب السلبية من الماضي لن تؤثر على قدرتك على الانخراط في علاقاتٍ صحية وسعيدة في الحاضر.
ووفقاً للدكتور جوشوا، فإن طلب المساعدة من مختصٍ بالصحة النفسية يُعد مفتاحاً؛ لأن انخفاض تقدير الذات قد يمتد أثره لأبعد من حياتك العاطفية.