إن كانت ضغوطات العمل في مرحلة ما قبل الكورونا تغشّي الحدود الفاصلة بين الحياة المهنية والعائلية، فإن العمل من المنزل في مرحلة ما بعد الكورونا يحطمها كلياً. عمل الأزواج من المنزل في الظروف الاستثنائية التي نعيشها يتطلب بعض التخطيط من جهة والتنازل من جهة أخرى، كي يحافظ الزوجان على مدخولهما إن كانا من المحظوظين الذين انتقلت وظائفهم إلى المنزل.
فقضاء 24 ساعة يومياً، على مدار 7 أيام في الأسبوع، تحت سقف واحد يعني بالطبع حدوث بعض الاحتكاكات التي يمكن تجنبها عبر اعتماد تكتيك "الأخذ والعطاء".
أولاً، لا بد من مقاربة الموضوع بنظرة إيجابية تهدف إلى إدارة هذا الحدث غير المسبوق بحيث يجعل العلاقات أقوى، والأزواج أكثر ترابطاً.
فها هما، كل على مكتب صغير (أو طاولة السفرة)، ينقران على لوحة مفاتيح الكمبيوتر ويردان على اتصالات لا تنتهي (أحياناً بصوت عالٍ)، في أوقات تستمر لما بعد ساعات دوام العمل.
نصائح لنجاح عمل الأزواج من المنزل
1- مزامنة جداول العمل
عندما تصبح مساحة عملك هي منزلك، قد يكون من الصعب تحقيق هذا التوازن بين العمل والحياة.
لذا، فإن المقترح الأول هو مزامنة بداية ونهاية ساعات العمل. يمكن تخصيص بعض الوقت للتواصل في أثناء الغداء واستراحات القهوة، مع محاولة إنهاء العمل في الوقت نفسه.
تتيح هذه الطريقة تخصيص ما تبقى من الوقت لرعاية العلاقة وتمضية وقت بعيداً عن شاشات الكمبيوتر.
2- التعرف على ما يفعله الشريك
من إيجابيات عمل الأزواج من المنزل اطلاع الطرف الآخر أخيراً على طبيعة عمل الطرف الأول.
إذ يمكن أن تشرح لشريكك مراراً وتكراراً ماهية وظيفتك وما أنت مسؤول عن تحقيقه يومياً، لكنهم قد لا يفهمون أبداً حتى يشاهدوك في أثناء العمل.
بل إن إجراء الاجتماعات عبر الفيديو يتيح للزوج أو الزوجة التعرف على زملاء العمل، وخلق روابط اجتماعية جديدة.
3- الاستمتاع بالمشروبات معاً
إن كان أحد الزوجين مُحبّاً لمشروب معين كالقهوة أو الشاي أو العصائر، فإن تحضير هذا المشروب للشريك مبادرة لطيفة تحمل تقديراً لما يبذله الطرف الآخر من جهد، ودعماً نفسياً وإن تجسد في فنجان.
4- الحصول على دعم
تكمن إحدى مزايا عمل الأزواج من المنزل في وجوده للاستماع إليك بتعاطف أو لتقديم نصيحة مهنية.
رغم أنكما قد لا تكونان على دراية بخصوصيات وعموميات الحياة المهنية لبعضكما، فإنه من المفيد الحصول على وجهة نظر مختلفة أو استخدام بعضكما بعضاً كمصدر دعم لاجتياز مشكلات العمل الصعبة.
في حين أن بعض الأزواج لا يحبون تداخل حياتهم المهنية وحياتهم الخاصة، يظل من المريح معرفة أن الداعم الأكبر لك يجلس في الغرفة المجاورة.
5- الفصل بين ليالي أيام الأسبوع وليالي نهايته
تعامَل مع ليالي نهاية الأسبوع بطريقة مختلفة كلياً عن بقية ليالي الأسبوع.
وحسبما نصح محررو مجلة Brides، فلا بد من محاولة التمسك بجعل مساء الجمعة والسبت شكلاً من أشكال ليالي المواعدة التي تخلو من العمل.
هذا يعني أنه بدلاً من رسائل البريد الإلكتروني بعد العشاء، يمكن المشاركة في لعبة كالطاولة أو ورق الشدة أو الشطرنج، أو أي ألعاب على الإنترنت. ويمكن مشاهدة برامج جديدة تثير اهتمام الطرفين كنوع من المشاركة.
5- تقاسم مسؤوليات المنزل
يفرض وجود الأطفال في المنزل تحديات أكبر على الزوجين، لا سيما واجب التدريس الذي لا يمكن التهاون معه.
لذا يمكن تقسيم الاهتمام بالأولاد أو المناوبة عليه، في حين يكمل الطرف الآخر اجتماعه أو مهامه بالعمل.
ويمكن أن يأخذ أحد الوالدين الأطفال للمشي قليلاً، في حين ينهي الطرف الآخر مهام ملحّة للعمل.
يفيد كثيراً أن يحضّر الطرف الأقل انشغالاً في الصباح الإفطار أو القهوة قبل أن يبدأ جنون اليوم والانغماس في العمل لساعات متتالية.
6- تحديد مكان مخصص لـ"عدم الإزعاج"
ليس هناك ما هو أسوأ من أن تتعطل عندما تكون في طريقك مع مشروع، أو يجب عليك التركيز حقاً لتسليم أمر ما، قبل الموعد النهائي.
حدِّد أماكن العمل أو أوقات اليوم التي تحتاج فيها تركيزاً مطلقاً وحظر أي عوامل تشتيت.
في الوقت نفسه، ابحث عن طرق لإثبات أنك متاح. على سبيل المثال، قد يعني الجلوس على طاولة غرفة الطعام أنك تعتني برسائل البريد الإلكتروني والمهام الأخف الأخرى، في حين أن إغلاق باب الغرفة التي تعمل منها يعني ضرورة عدم الإزعاج.