بسبب جائحة كورونا، بات كثير من الناس يتجنبون الذهاب إلى المتاجر الكبيرة والسوبر ماركت واتجهوا للتسوق عبر الإنترنت.
وبالطبع تُشترى معظم المنتجات عبر الإنترنت وتسلَّم إلى أبواب المنازل، لكن العبوات التي تطلبها عبر الإنترنت ليست معقمة تماماً. ومن المحتمل أن كلاً منها قد لمسها عدة أشخاص؛ الشخص الذي وضع طعامك أو سلعتك في العبوة، والشخص الذي وضعها في شاحنة، والشخص الذي سلّمك حقيبتك أو صندوقك، وما إلى ذلك. لهذا، إلى أي مدى ينبغي أن تكون حذراً؟
كم من الوقت يعيش فيروس كورونا على العبوات؟
تقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إن "فيروس كورونا المستجد ربما يظل قادراً على الحياة على الأسطح المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد لمدة تتراوح بين ساعات إلى أيام" وفق موقع Wirecutter الأمريكي.
ووفقاً لما أوردته مجلة MIT Technology Revie، يمكن أن يبقى فيروس كورونا المستجد الذي يسبب (كوفيد-19) حياً على الورق المقوى لمدة تصل إلى 24 ساعة، وذلك وفقاً لدراسة أجريت بالتعاون بين أعضاء مختبر الفيروسات والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) والمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH).
وباختبار الورق المقوى، الذي أُجري ثلاث مرات، تقول الدراسة إن البيانات كانت "أكثر تشويشاً بشكل ملحوظ" مقارنة بالأسطح الأخرى التي جرى اختبارها، وتنصح "بالحذر عند تفسير ما يعنيه ذلك".
احتمال انتقال الفيروسات بالطرود ضئيل
في الأسئلة المتكررة المتعلقة بكوفيد-19، تتحدث مراكز مكافحة الأمراض والوقاية عن الطرود والمنتجات التي تُشحن من الصين.
للحصول على إرشادات، بحثت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الأمور المتعلقة بفيروسات كورونا السابقة وقالت: "بشكل عام، نظراً لضعف قدرة بقاء هذه الفيروسات التاجية على الأسطح، من المرجح أن يكون هناك خطر منخفض جداً لانتشارها من المنتجات أو الطرود التي شُحنت لمدة أيام أو أسابيع في درجات الحرارة المحيطة".
هل ينبغي أن تطهّر عبواتك؟
لا تتضمن نصيحة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بشأن حماية نفسك نصائحَ بشأن تعقيم العبوات.
في المقابل، تتمثل نصيحتها العامة فيما يلي: اغسل يديك باستمرار وتجنب الاختلاط بالآخرين عن قرب، كوننا لا نعرف بالضبط كيف ينتقل فيروس كورونا المستجد، ولكن يُعتقد أنه ينتقل في المقام الأول من خلال "قطيرات الجهاز التنفسي" بين الأشخاص الذين تفصلهم مسافة 6 أقدام (180 سنتيمتراً).
ربما يُحتمل أن يصاب الشخص بكوفيد-19 عن طريق لمس سطح أو شيء يحتوي على الفيروس ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه. ولكن لا يعتقد أن هذه هي الطريقة الأساسية لانتشار الفيروس.
وحتى تكون أكثر حرصاً، خاصة إذا كنت ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر، يمكنك التخلص من العبوة الخارجية خارج منزلك وغسل يديك فوراً بعد الإمساك بها. ولكن من المحتمل ألا يكون هذا ضرورياً بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يمسكون العبوات المصنوعة من الورق المقوى.
تذكر أيضاً أنك في طريقك لالتقاط عبوّتك، قد تلمس عدداً من الأشياء التي تُعدّ "أسطحاً تُلمس كثيراً".
مثل زر مصعد في مبنى أحد المكاتب، أو مقبض الباب المشتَرَك في الباب الأمامي، أو القلم الذي تستخدمه للتوقيع على استلام أحد الطرود.
لا تقل أهمية وعيك بشأن ملامسة هذه الأسطح عن أهمية الطريقة التي تتعامل بها مع العبوات والطرود، بل ربما تُعد أكثر أهمية.
إضافة إلى ذلك، سيساعد غسل يديك على تقليل خطر العدوى من بعض الأسطحٍ مثل مقابض الأبواب.
ما الذي تفعله خدمات التوصيل للحفاظ على طرودك آمنة؟
بالطبع، يُعدُّ عامل التوصيل على الأرجح هو الشخص الذي يلمس الطرد الخاص بك، ومن مصلحة الجميع التأكد من بقاء هؤلاء الأشخاص بصحة جيدة.
وفي بيان على موقعها، تقول شركة FedEx الأمريكية لخدمات التوصيل بالبريد السريع إنها تشجع الموظفين على متابعة حالتهم الصحية وتطلب من أي شخص يعاني من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا البقاء في المنزل، مع تعقيم المتاجر والشاحنات بانتظام.
بينما كتبت شركة أمازون التي يشتري منها الآلاف يومياً أنها أنشأت صندوق أمازون للإغاثة، الذي من شأنه أن يتيح "لشركائنا المستقلين في خدمة التوصيل والسائقين والمشاركين في خدمة Amazon Flex لخدمات التوصيل، والموظفين الموسميين الذين يواجهون ضائقة مالية.. القدرة على التقدم بطلب للحصول على إعانات تساوي أجر أسبوعين تقريباً، وذلك إذا جرى تشخيصه بكوفيد-19 أو وُضع في الحجر الصحي من قبل الحكومة أو شركة أمازون".
وتقول كل هذه الشركات إن عمليات التسليم مستمرة دون توقف، باستثناء الطرود المتجهة إلى الصين وهونغ كونغ والواردة منها، التي تشهد بعض التأخير.