في أثناء انتشار وباء بعينه في العالم -فيروس "كورونا المستجد" مثال يحدث حالياً- قد نطالع عديداً من التقارير والمعلومات التي تذكر أن هناك مجموعة من العلماء يعكفون الآن على تطوير لقاح للوقاية من الفيروس، في حين نطالع بقراءات أخرى، أنه لا يوجد مضاد فيروسي يعالج المرض حتى الآن؛ بل نصائح أخرى تخبرنا بأن المضادات الحيوية لا تؤثر في المرض، ولا يجب تناولها في هذه الحالة. فما الفارق بين اللقاحات ومضادات الفيروسات والمضادات الحيوية؟ هذا ما سوف يجيب عنه تقريرنا.
اللقاحات Vaccines
بحسب موقع ESWI التابع لمجموعة العمل الأوروبية المعنيَّة بمكافحة الإنفلونزا، فإن اللقاحات "لقاح الإنفلونزا هنا على سبيل المثال" تمنع العدوى أو تخفف حدَّتها، وابتُكرت في الأساس لتفعيل استجابة مناعية وقائية بالجسم ضد الفيروسات المُمثلة في اللقاح. وحين يتناول الفرد اللقاح، يُنتج الجهاز المناعي استجابة بعينها، قوامها الخلايا التائية وأجساماً مضادة محددة تقاوم العدوى حين يتعرّض الجسم للفيروس فيما بعد.
والأمر الأكثر أهميةً هو أن التطعيم باللقاحات يؤدِّي كذلك إلى تنشيط ذاكرة مناعية ضد الفيروسات المُمثَّلة في اللقاح، وعندما يتعرض الجسم لاحقاً للفيروس، يتسنى لجهاز المناعة تكوين استجابة مناعية محددة على نحوٍ أسرع كثيراً، وهو ما يفعّل جهاز المناعة غير المستعد.
الأدوية المضادة للفيروسات Antivirals
هي أدوية يمكنها علاج من أصابهم الفيروس بالفعل، كما يمكن استخدامها لمنع العدوى أو الحد منها إذا نال الشخص جرعته منها قبل التعرُّض للفيروس أو بعد تعرُّضه له بمدة وجيزة، قبل حدوث المرض. ويتمثل الفارق الرئيسي في أن العقاقير المضادة للفيروسات تقتصر فاعليتها على إطار زمني معين قبل التعرّض للفيروس أو بعده، وهي فعالة خلال أوقات تناول العقاقير.
المضادات الحيوية Antibiotics
هي الأدوية التي تتولّى شأن تكاثر البكتيريا؛ ومن ثم فهي ليست مفيدة إلا في حالة علاج الالتهابات البكتيرية. لذا، يجدر العلم بأن المضادات الحيوية لا يمكنها علاج الأمراض الفيروسية، مثل الإنفلونزا.
والأمر الأسوأ من هذا، أن الاستخدام غير الملائم للمضادات الحيوية يسهم بدوره في خلق مقاومة للمضادات الحيوية لدى البكتيريا، وهو ما نجم عنه قلق صحّي متنامٍ. وبرغم ذلك، يمكن علاج الالتهابات البكتيرية الثانوية التي قد تحدث في الأنسجة التي تضررت بسبب عدوى فيروس الإنفلونزا عبر المضادات الحيوية.