ما أكثر معلومة شائعة تعرفها عن الحياة الاجتماعية في اليابان؟ غالباً ستكون إجابتك عن تقديم النساء الشاي في الاجتماعات، فلا تبدأ غالبية الاجتماعات الرسمية في اليابان فعلياً حتى تضع موظفات، يعرفن باسم ochakumi أي "مُقدمات الشاي"، أكواباً من الشاي الأخضر أمام زملائهن الرجال الأعلى درجة منهن دائماً، ويقدّمن معها بعض الحلوى أحياناً، لكن الحكومة تسعى لإضفاء تغيير على هذه الثقافة المحافظة.
إذ قرر أعضاء من مجلس مقاطعة سايتاما القريبة من طوكيو التوقف عن تعيين 7 موظفات مؤقتات تتمثل وظيفتهن في تقديم الشاي خلال اجتماعات اللجان بمشاركة 93 عضواً -بينهم 14 امرأة فقط- ومسؤولين كبار آخرين، وفقاً لصحيفة Asahi Shimbun اليابانية اليومية.
لم يكن الدافع الوحيد وراء هذه الخطوة هو الرغبة في تحدي الأدوار التقليدية القائمة على أساس النوع الجندري؛ إذ كان ذلك في اجتماع في الشهر الماضي لمناقشة طرق تقليل التكاليف، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
إذ قال نوبواكي كوجيما، الذي يترأس مجموعة الحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ في مجلس المقاطعة، إن هذا التغيير يُعتبر أيضاً بمثابة اعترافٍ بتغيير المواقف إزاء النساء في أماكن العمل، وأضاف: "تمشياً مع اتجاه العصر، نناقش ما إذا كان من اللائق توظيف النساء اللائي يقتصر دورهن على البقاء على مقربة لتقديم الشاي"، مضيفاً أنه من الآن فصاعداً سيتعيّن على أعضاء المجلس الذين يشعرون بالعطش إحضار مشروباتهم المرطبة الخاصة بهم.
لكن يُستبعد أن يمثل نموذج هذا المجلس إيذاناً ببداية نهاية وظيفة "مُقدمات الشاي"؛ إذ يعمل كثير منهن بصفة منتظمة في وظيفة "عاملات مكتب"، مع واجباتٍ أخرى غير تعبئة أكواب زملائهن بالشاي.
وفقاً لأكبر مسؤولة يابانية في الأمم المتحدة، لإيزومي ناكاميتسو، تُعتبر الفكرة القائلة إن النساء يجب أن يعملن بهدوء في الأدوار البسيطة بينما يهيمن الرجال على مجلس الإدارة -أو المجلس التشريعي- راسخة بعمق في المجتمع الياباني.
ففي مقابلة مع وكالة Kyodo للأنباء نُشرت هذا الأسبوع، قالت ناكاميتسو، وكيلة الأمين العام والممثلة السامية لشؤون نزع السلاح: "في البرامج الحوارية التلفزيونية اليابانية، يناقش الرجال موضوعات شائكة بينما تكون المذيعات مثل الزينة في موقع التصوير"، وأضافت: "هذا هو الحال أيضاً في الأعمال الدرامية التلفزيونية، قد ترى رجالاً يعقدون اجتماع عمل ونساءً يُقدمن الشاي".
قبل عدة أعوام، تعهد رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، بتأسيس ما أطلق عليه "مجتمع يمكن فيه للمرأة أن تتألق"، ولكن حتى هذا العام، كانت اليابان بعيدة للغاية عن تحقيق هدفه بحصول النساء على 30٪ من المناصب القيادية في الأعمال التجارية والحكومة والسياسة.
لكن في رقم قياسي، فازت 237 امرأة بمقاعد في 41 مجلساً من المجالس المحلية في الانتخابات في اليابان في أبريل/نيسان الماضي -وهو ما يمثل زيادة مقارنة بـ 207 مقاعد قبل أربعة أعوام- إلا أن تمثيل النساء في الحياة السياسية لا يزال منخفضاً على الصعيدين المحلي والوطني.
كان أداء اليابان سيئاً باستمرار في المقارنات العالمية، إذ حلَّت في العام الماضي في المرتبة 121 من أصل 153 دولة في التصنيف العالمي للمساواة بين الجنسين الذي يُعده المنتدى الاقتصادي العالمي، وهو انخفاض قياسي ويُعتبر الأسوأ بين مجموعة الدول الصناعية السبع. ووفقاً للاتحاد البرلماني الدولي، تمثّل النساء حوالي 10٪ فقط من أعضاء البرلمان في مجلس النواب الياباني الذي يضم 465 مقعداً.