من الطبيعي أن نتساءل عن أسباب برودة الأصابع، فأصابعك هي أول جزء في جسدك يشعر بالبرودة، لا سيما عندما تغامر بالخروج في يومٍ بارد. يُعتبَر هذا أمراً طبيعياً؛ إذ يتكيّف الجسد لجعل الأعضاء الحيوية دافئة قدر المُستطاع لحماية نفسه من التجمّد. وكي يفعل ذلك، يجلب الجسد على نحوٍ غريزي الدماء الدافئة من الأطراف ويضخها إلى مركز الجسم للحفاظ على سلامة الأعضاء المهمة مثل الرئتين والقلب.
لكن بحسب موقع Natural News الأمريكي؛ إذا كانت أصابعك باردة باستمرار على الرغم من وجودك في طقس عاديّ أو دافئ، ربما تكون تلك دلالة على مرض كامن.
ما أسباب برودة الأصابع؟
قد تكون البرودة المستمرة في الأصابع غير مريحة أبداً بالنسبة لك ولأي شخص تلمسه. تتفاوت مدة استمرار الشعور بالبرودة وفقاً لشدتها؛ إذ تتراوح بين عدّة دقائق فحسب وقد تصل حتى إلى بضعة أيام.
في ما يلي، يمكنك أن تجد قائمة بالأسباب الشائعة لهذه الحالة التي تُشعرك بالتجمد.
الضغط النفسي والقلق
قد يؤثر الضغط النفسي على عدة أجزاء من الجسم، والأيدي غير مستثناة من ذلك. عندما يمر أحدهم بضغط نفسي أو قلق مزمن، يدخل الجسد في حالة ثابتة من الكر والفر تتكرر فيها زيادة الأدرينالين. يمكن لهذه الزيادة أن تسبب ضيق الأوعية الدموية في اليدين وتقليل تدفق الدم إلى الأصابع، ما يؤدي إلى برودة الأصابع واليدين.
فقر الدم قد يسبب برودة الأصابع
هو حالة يحتوي فيها الدم على كمية أقل بكثير من خلايا الدم الحمراء. ويحدث ذلك أيضاً عندما تفتقر خلايا الدم الحمراء إلى الهيموغلوبين، وهو بروتين غني بالحديد يساعد الخلايا على توصيل الأكسجين إلى بقية الجسم. برغم وجود أسبابٍ وأنواعٍ كثيرة من فقر الدم، تشمل أعراضه غالباً برودة اليدين والأصابع، وذلك بسبب نقص الأوكسجين المتاح للجسم استخدامه. تشمل الأعراض الأخرى الضعف والوهن والبشرة الشاحبة والصداع والدوخة.
يُعتبَر نقص الحديد من أكثر الأسباب شيوعاً لفقر الدم. يقول الخبراء إن اتباع نظام غذائي مليء بالأطعمة الغنية بالحديد لا يساعد فقط في علاج فقر الدم؛ بل يحسن صحتك العامة أيضاً.
الجلطات أيضاً
في حالات نادرة للغاية قد تعاني من برودة الأصابع إذا تكوّنت جلطة دموية في مكان بالجسم وانتقلت إلى أحد الشرايين في الذراع. قد يسبب ذلك أحاسيساً بالبرودة ويسبب في بعض الأحيان ألماً في الأصابع واليدين والذراعين.
مرض رينود
تسبب هذه الحالة التي تُعرف أيضاً بظاهرة رينود شعوراً مفاجئاً بالبرودة أو الخدر في بعض المناطق بالجسم، مثل الأصابع، عند تركها معرضة لدرجات حرارة منخفضة أو في حالات الضغط النفسي الشديد. أثناء نوبة المرض، تضيق شرايينك وتمنع وصول الدورة الدموية بصورة سليمة. تُسمى هذه الدورة الدموية المنخفضة "اهتزاز الإصبع الأبيض" (vibration white finger)، وتُعتبَر إحدى السمات الرئيسية للمرض.
يمكن أن تتراوح شدّة مرض رينود من طفيفة إلى حادة للغاية، ويمكن أن يسبب المرض قرحة في أصابع اليدين والقدمين لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من اضطراب الدورة الدموية من البداية. ومع ذلك، نادراً ما يكون لهذا المرض آثار موهنة، وهناك علاجات يسهل الحصول إليها يمكنها أن تساعد في تخفيف الأعراض.
بعض الأدوية تسبب برودة الأصابع
بعض أنواع الأدوية قد تسبب برودة اليدين أو الأصابع كعرَضٍ جانبي. قد تؤثر عقاقير مثل الأمفيتامين والأدوية المضادة للاحتقان بوصفة طبية أو بدونها، على تدفق الدم في جسدك مسببة تشنجاً في الأوعية الدموية الدقيقة. يمكن أن تمنع هذه التشنجات تدفق الدم إلى اليدين، مسببة الشعور بالبرد والوخز في أصابعك.
قصور الغدة الدرقية
قصور الغدة الدرقية هو عندما لا تُنتج الغدة الدرقية -وهي غدة صغيرة أمام الحلق- ما يكفي من هرموناتها الضرورية للغاية لوظائف الجسم. يمكن أن يؤدي عدم إنتاج ما يكفي من الهرمونات إلى الحساسية تجاه البرد، ما يعني أن برودة الأيدي ستكون أكثر شيوعاً. إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى تقليل تدفق الدم، مما يجعل الأصابع باردة بسهولة.
مرض الشريان المحيطي
يحدث هذا المرض القلبي الموهن عادةً لدى الكثير من كبار السن. يظهر مرض الشريان المحيطي عند تراكم الكولسترول منخفض الكثافة في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الذراعين والساقين. يمنع ذلك أو يقيِّد تدفق الدم القادم من الرئتين نحو بقية جسمك، مما قد يزيد من خطر الإصابة ببرودة الأصابع.
نقص فيتامين ب 12
فيتامين ب 12 هو فيتامين أساسي للجسم، وهذا يعني أنه يجب إمداد الجسم به من مصادر خارجية لأن الجسد بطبيعته لا يستطيع أن ينتجه. لحسن الحظ أن هذا الفيتامين موجود في مجموعة كبيرة من الأطعمة، بما في ذلك البيض واللحوم والأسماك والدواجن. ومع ذلك، هناك أشخاص -وخاصة الخضريين والنباتيين- لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين ب 12 في أنظمتهم الغذائية. تشمل الأعراض الأخرى لنقص فيتامين ب 12 التنميل والوخز.
يضطر هؤلاء الذين يعيشون في مناطق باردة للغاية إلى العيش بأصابع باردة كجزء من حياتهم. ومع ذلك، ربما تحتاج إلى تحديد موعد للذهاب إلى ممارس الرعاية الصحية الذي تذهب إليه إذا استمرت الأعراض، وذلك تحسباً لأن يكون شيءٌ أكثر خطورة هو المسؤول عن ذلك.