أشار بحثٌ جديد إلى أن استبدال مُحلِّي الدايت "السكرالوز أو Splenda"، بالسكر العادي قد يُحدث تأثيراً خطيراً على الجسم، خاصة إن كان تناوله مصحوباً بتناول أطعمة ذات نسبة كربوهيدرات مرتفعة مثل البطاطا المقلية.
فقد اتضح أن تناول المُحلِّيّات الاصطناعية مع الكربوهيدرات يؤذي الدماغ ويؤثر سلباً في عملية الأيض، ومن شأن تلك التأثيرات أن تؤدي إلى مقاومة الإنسولين، والإصابة بداء السكري، وزيادة الوزن وفق ما أكده البحث المنشور على موقع Inverse الأمريكي.
تناول صودا دايت وبطاطا مقلية معاً يمكن أن يضر الدماغ
ويشير هذا البحث أيضاً إلى أن تناول مشروب الصودا الدايت ليس ضارّاً للغاية إن تناولته بمفرده، ولكنه قد يكون كذلك إن تناولته مع النشويات مثل البطاطا المقلية.
دانا سمول، وهي من مؤلفي الدراسة وباحثة في جامعة ييل قالت: "إن كنت تتناول مشروب صودا دايت، لا تتناول البطاطا المقلية في الوقت نفسه، تناول مشروب الدايت بمفرده بكميات قليلة، على أن تترك ساعة قبله وساعة بعده ليكون آمناً".
المُحليات الصناعية لا تساعدك في التخلص من السكر كما تظن
ويؤكد البحث أيضاً أنه إن كنت تتبع نظاماً للتخلص من السكر، أو كنت تهدف إلى التخلص من السعرات الحرارية المرتبطة بالسكر، فإن المُحليّات الاصطناعية لن تُجدي نفعاً بقدر ما تعتقد.
وتقول دانا إن زيادة المذاق الحلو لأي طعام باستخدام أي شيء غير السكر الحقيقي قد يكون له تأثير سلبي.
تجربة الشراب المُحلَّى بالسكر الطبيعي والسكرالوز
استعانت دانا وفريقها بمجموعة تضم 45 شابّاً راشداً صحيحاً لم يكونوا يتناولون المُحليّات الاصطناعية بانتظام. وكان جميع المشاركين يتمتعون بوزنٍ صحي، ولم تبدُ عليهم أي علامات على وجود خلل بعملية الأيض.
قُسِّم المشاركون بشكلٍ عشوائي إلى ثلاث مجموعات، وخلال أسبوعين زاروا معملاً لمشروبات الفواكه 13 مرة متتالية.
وبحلول نهاية الدراسة، كان كل مشترك قد تناول سبعة مشروبات بنكهة الفواكه أعدها الباحثون.
تناولت المجموعة الأولى مشروبات محلاة بالمُحلِّي الاصطناعي المعروف بالسكرالوز (لا يحتوي على أية سعرات حرارية، الـ 0.06 جرام من السكرالوز تعادل نحو عبوتان من مُحلِّي Splenda).
تجدر الإشارة إلى أن الاسم التجاري للسكرالوز هو Splenda، وهو أحد أكثر أنواع المُحلِّيات الاصطناعية شيوعاً. وهو ذو مذاق حلو 600 مرة أكثر من سكر المائدة وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، ومتاح في الأسواق منذ عام 1998.
تناولت المجموعة الثانية مشروبات مُحلاة بسكر المائدة العادي (120 سعرة حرارية، 30.38 غرام من السكر).
وتناولت المجموعة الثالثة مشروبات احتوت على المُحلِّيات الاصطناعية وكربوهيدات في صورة مادة غير مُحلاة تسمى مالتوديكسترين (120 سعرة حراريّة، 31.38 غرام من المالتوديكسترين). وكانت جميع المشروبات بحجم علبة الصودا العادية (355 ملليمتراً أو نحو 12 أوقية).
وقد خضع المشاركون إلى مجموعة من الفحوصات التي تختبر نشاط الدماغ، وإدراك المذاق، ووظائف الأيض قبل تناول المشروبات وبعدها.
استخدم العلماء أيضاً أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمتابعة استجابة أدمغة المشاركين للمذاقات الحلوة، والفاتحة للشهية، والمالحة، واللاذعة.
ووثَّق الباحثون كذلك إدراك المجموعات للمذاقات، وأجروا اختباراً لتحمل الجلوكوز عن طريق الفم من أجل متابعة مدى حساسية الإنسولين.
الانفصال الواعي
في بداية الدراسة، أراد الباحثون اختبار "فرضية الانفصال".
تدور هذه الفرضية حول فكرة أننا تربطنا علاقة خاصة بالسكر: نحن نريد أطعمة حلوة المذاق، مثل الفاكهة، ذلك لأن الطعام الحلو يمدنا بالطاقة.
ولكننا عندما نتناول طعاماً حلواً لا يحتوي على السعرات الحرارية – مثل المُحلِّيات الاصطناعية – فإن ذلك يستهلك أجسادنا. الطعم موجود، ولكن السعرات الحرارية التي تمدنا بالطاقة ليست موجودة.
توضح دانا أنه في هذه الحالة "لا تصبح حلاوة المذاق دليلاً نافعاً".
فوفقاً للفرضية، يؤدي ذلك اللبس إلى توقف الجسم عن إنتاج الإنسولين وحرق السكر، وهو الأمر الذي كان سيحدث بشكل طبيعي إن كان هذا المذاق الحلو مصحوباً بالكربوهيدرات.
وقد يؤدي هذا إلى اختلال عملية الأيض وزيادة الوزن.
لكن النتائج التي توصلت إليها دانا تعارض هذه النظرية: فإن كانت فرضية الانفصال صحيحة، فإن المجموعة التي تناولت مشروبات مُحلاة اصطناعيّاً كانت ستمر بتغييرات سلبية بالدماغ وعملية الأيض.
لم يحدث ذلك: إذ إن المجموعة التي تناولت المشروب المُحلى اصطناعيّاً مصحوباً بالكربوهيدرات هي فقط التي أظهرت تغيُّراً في استجابة المخ للمذاق الحلو وخلل في حساسية الإنسولين أو حرق السكر.
صدمت هذه النتيجة الباحثين للغاية لدرجة أنهم أجروا اختباراً إضافيّاً تناول فيه المشاركون مشروبات ذات نسبة كربوهيدرات مضافة فقط.
النتيجة النهائية
- لم يظهر أن للسكرالوز أو السكر أو المشروبات عالية الكربوهيدرات تأثيرات سلبية في عملية الأيض أو الأعصاب، بل إن الجمع بين المُحلِّي الاصطناعي والكربوهيدرات هو فقط ما أحدث خللاً في استجابة المخ للسكر وحفز تغييرات في عملية الأيض.
- أظهرت أيضاً أدمغة المشاركين الذين تناولوا خليط المُحلِّي الاصطناعي والكربوهيدرات قلة نشاط أجزاء الدماغ المرتبطة بتنظيم الأيض ونظام المكافأة. وأظهر هؤلاء المشاركون قدراً من قلة الحساسية للإنسولين.
- تشير النتائج مجتمعة إلى أن الكربوهيدرات والسكرالوز تعمل معاً على إرباك الدماغ متسببة في مجموعة من الاتصالات السيئة عبر الجسم.
- نظراً إلى أن استجابة الدماغ للسكر تكون "غير واضحة"، فلا يتمكن الجسم من حرق السكر بطريقة صحيحة. وفي المقابل، من شأن حدوث هذا التأثير الوهمي بانتظام أن يصعب على الدماغ والجسم التعرف على السكر والاستجابة بطريقة صحيحة.
- من أجل التمتع بأفضل صحة ممكنة، تنصح دانا بتجنب الأطعمة المصنعة وتناول الأطعمة الطبيعية، ولكن إن كنت في مِزاج لتناول وجبة تحبها، فتناول البيتزا مع مشروب مُحلى مثل سبرايت وليس الكولا الدايت.